توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل ننجو من أزمة النفط؟

  مصر اليوم -

هل ننجو من أزمة النفط

عبد الرحمن الراشد

خسرت الحكومة السعودية، مثل بقية الدول المصدرة للنفط، 50 في المائة من مداخيلها اليومية، منذ أن هبط سعر البرميل تحت 60 دولارا.
الصدمة الحالية مؤقتة ومحدودة. ولأن الحكومة غنية، فقد عوضت العجز، وضغطت بعض النفقات، وقد نزفت سوق الأسهم قليلا، وانتهت المشكلة!
لا لم تنتهِ، بل لم تبدأ بعد، وهي ستحدث في يوم ما. وهذه ليست نبوءة بل قراءة واقعية جدا.

فكروا جيدا، هل سنستطيع أن نعيش لو انحدر سعر البرميل إلى 30 دولارا، فأقل، ودام الوضع هكذا 10 سنوات وأكثر؟ حينها، لن تفي مداخيل الحكومة بمرتبات موظفيها، وتدعم سعر الرز، والخبز، والماء، والكهرباء، وتمول الجامعات، والمستشفيات، والصناعات، والقطارات. وبالطبع ستستنفد مخزونها المالي الذي وفرته، وستزيد ديونها من صناديقها المحلية، وستفر الأموال المكدسة في البنوك المحلية إلى الخارج.

فهل بوسعنا أن ننتظر لإصلاح الوضع فقط حين نبلغ حافة الهاوية؟ أم أن اليوم المشمس هو الأفضل، طالما أن الحكومة ليست مدينة لأحد، وفي جيوبها ادخرت نحو تريليون دولار، والوضع السياسي مستقر؟
خطوتها الحالية حل مؤقت مقبول، لكنها مبنية على استراتيجية انتظار تعافي سوق النفط، ومائة دولار للبرميل. لكن ليس مستبعدا أن يدوم الحال لسنين، خاصة مع تطور صناعة النفط الصخري، أو غيره، حينها هل سيمكن للبلاد التي تعيش اليوم على ميزانية مضغوطة إلى 230 مليار دولار.. أن تعيش غدا على ميزانية سنوية من مائة مليار دولار، أو أقل؟
في نظري، إدارتها بهذا المبلغ مستحيلة، دون تصويب جذري للمفاهيم والاقتصاد.

وليس من باب السخرية أن أقول إن أفضل خبر هو هبوط مداخيل النفط، لأنه سيقودنا إلى فهم الكارثة المُحتملة ويجبرنا على التفكير والعمل بالطريقة السليمة، وفي الوقت الحاضر الأقل ألما، من مستقبل الأيام المجهول.

لقد أفسدتنا المداخيل النفطية الهائلة عن قدرة التخطيط لبناء حاضر ومستقبل حر من موارد البترول. وصارت المداخيل السهلة خير وسيلة لإرضاء الناس على حساب كل شيء آخر، الماء أرخص من البنزين، عشرات الجامعات ومئات آلاف الطلاب لكن دون وظائف منتجة حقيقية.

ما قيمة المال إن لم ينفق من أجل بناء مجتمع قادر على الوقوف على قدميه غدا دون بترول أو بالقليل من مداخيله؟ هل يستطيع أن يطرح أحد منا تصورا عمليا لكيفية تمويل الحياة اليومية عندما تنتهي الودائع المالية ويستمر البترول رخيصا؟ عندما نرى خطة واحدة تبين لنا كيف، حينها سنقتنع بأننا على الطريق السليم مهما دارت الأيام وتقلبت الأحوال.

ستحتاج الدولة أن تغير فلسفتها، وأسلوب إدارتها، وتعطي مسؤوليات أكبر لأجهزتها ومسؤوليها، ثم تحاسبهم بقسوة إن فشلوا.

معظم الدول الغنية الناجحة ليست بترولية، مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا وفنلندا. ومعظم مجتمعات النفط العربية عاجزة لأنها مدمنة على مواردها المجانية السهلة. الفارق في الإنسان، ونوعيته. مبنى جامعة نورة في الرياض أفخم من جامعة كامبردج البريطانية لكن طالباتها بعد التخرج غالبا مدرسات، من قبيل المساعدة الحكومية لهن، والبقية سيذهبن لبيوتهن.

لهذا فإن هبوط المداخيل فرصة إيجابية لإعادة النظر في كل شيء لأن بحبوحة النفط لن تدوم، وإذا بقيت أسعار النفط هكذا لما وراء العشر سنوات فإننا سنصل لنفس النقطة الصعبة عندما لا تستطيع الدولة تمويل حاجات معظم الناس، وحينها عدد السكان ازداد، وطلاب الوظائف تضاعف، وكذلك محتاجو التعليم والعلاج.

بدلا من تمرين موازنة الميزانية كل عام بعامه، هل يمكن اختبار قدرات الدولة بإدارتها بأقل من مائة مليار دولار؟

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل ننجو من أزمة النفط هل ننجو من أزمة النفط



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon