توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليبيا والمساعدة الأميركية

  مصر اليوم -

ليبيا والمساعدة الأميركية

طارق الحميد

أعلنت واشنطن عن تخصيص مبلغ مقتطع من عمليات البنتاغون في باكستان، وذلك من أجل القيام بعمليات تدريب وتأهيل لقوات مكافحة إرهاب ليبيا من شأنها التصدي لتنظيم القاعدة. وتأتي هذه الخطوة بعد حادثة القنصلية الأميركية في بنغازي ومقتل السفير الأميركي هناك. ولا شك أن هذه الخطوة مهمة ومطلوبة، ليست للتصدي لـ«القاعدة» فحسب، بل ومن أجل مساعدة الليبيين على بناء مؤسسات أمنية، وغير أمنية، تساعد على النهوض بليبيا ككل. لكن الخوف من هذه المساعدة الأميركية هو أن تتحول ليبيا إلى مسرح عمليات أميركي ضد تنظيم القاعدة، كما هو الحال في باكستان واليمن، خصوصا عمليات الطائرة بلا طيار التي تجوب أجواء هذين البلدين. وفي حال كان الاتفاق الأمني الأميركي - الليبي يسير في ذلك الاتجاه، فإن من شأن هذا إدخال ليبيا ككل في حالة من عدم الاستقرار، حيث ستجد بعض الجهات في التدخل الأميركي مادة دعائية دسمة من شأنها تأليب الليبيين العاديين، أو تجييش الليبيين المحافظين، وهذا أمر بالغ الخطورة. فمن أجل ضمان إنجاح المساعدة الأميركية لليبيين لتأسيس مؤسسة أمنية لمكافحة الإرهاب، فالأفضل أن يتم ذلك بسواعد ليبية صرفة، ومن دون تدخل أميركي، لا بقوات، ولا باستخدام طائرات بلا طيار، بل ومن أجل ضمان إنجاح مشروع مكافحة الإرهاب عموما في ليبيا، فمن الأفضل أن يسهم الأميركيون بإقناع المسؤولين الليبيين بضرورة تبني أفكار خلاقة وعملية، لاحتواء جميع الثوار الليبيين، وذلك ضمانا لاستعادة الأسلحة من الشوارع، مما سيضمن استقرار ليبيا أكثر. فـ«القاعدة» لا تنتشر إلا في المجتمعات غير المستقرة. ومن ضمن تلك الأفكار الخلاقة ما طرحه السيد نوري العبري، رئيس المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، في مقابلته المنشورة قبل أيام في صحيفتنا، وأجراها معه زميلنا عبد الستار حتيتة، حيث اقترح العبري فكرة تأسيس الحرس الوطني الليبي، والذي من شأنه احتواء الثوار، حيث قدم العبري شروحا مفصلة لذلك في ثنايا الحوار المهم الذي حذر فيه العبري أيضا من أن نبذ الكتائب المسلحة من شأنه أن يحولها إلى خطر على الجميع. وهو محق في ذلك، وأبسط مثال لخطورة النبذ والإقصاء، ما حدث - ويحدث - في عراق ما بعد صدام حسين. ولذا، فإن أفضل مساعدة يمكن أن يقدمها الأميركيون لليبيين في مكافحة الإرهاب هي التدريب، والتنظيم، وإقناعهم بضرورة تأسيس حرس وطني يحتوي كل الثوار والميليشيات، وترك الليبيين أنفسهم يخوضون معركة التصدي لتنظيم القاعدة، أو أي جهات متطرفة أخرى، ومن دون أن يتورط الأميركيون في ذلك، وتحت أي ظرف. لأن من شأن ذلك أن يخلق انقسامات خطيرة داخل المجتمع الليبي، الذي يظهر روح اعتدال إلى الآن، ورغبة للمضي إلى الأمام، فليبيا دولة لا تعاني انقسامات آيديولوجية، أو صراعات مذهبية، كما أنها دولة لا تعاني أزمة مالية. وكل ما تحتاجه ليبيا هو العمل الجاد، وتبني الخيارات العملية، والأفكار الخلاقة، وخصوصا أن ما يظهر من الطبقة السياسية في ليبيا، وإلى اللحظة، يدل على إحساس بالمسؤولية، والخوف كل الخوف أن تصبح المساعدة الأميركية عاملا لعدم الاستقرار، خصوصا إذا أراد الأميركيون التصرف في ليبيا على غرار ما يحدث في اليمن، أو باكستان.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا والمساعدة الأميركية ليبيا والمساعدة الأميركية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon