بقلم ـ الأب رفيق جريش
نستطيع أن نقول إن مصر فى هذه الأيام أصبحت أكثر ظهوراً بين دول العالم لتأخذ مكانتها المرموقة التى تستحقها والدعوات المتتالية للسيد الرئيس وأعضاء الحكومة لزيارة الدول الكبرى كالصين وروسيا وألمانيا وغيرها لم تأت من فراغ، بل نتاج عمل دبلوماسى مضنٍ، ولكن أيضاً تنم عن أن دول العالم تضع مصر تحت مجهرها، وتلاحظ التغيرات التى تتم فيها خاصة فى البنية التحتية والإسكان والتنمية وبخطى ومعدلات سريعة، كذلك زيادة عدد السياح ورجوع السياحة الروسية والبريطانية، فضلاً عن دعوة، ليس فقط، رسميين بل مفكرين وعلماء إلى المؤتمرات الدولية المنعقدة فى بلادهم هو اعتراف بقدرة مصر وقدرة المصريين فى مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية والثقافية والعالمية.
توازن السياسة الخارجية المصرية ونجاحها فى أن تكون أداة سلام بين الأمم وتفادى الدخول فى معارك دبلوماسية جانبية أو التورط فى أحداث تجرى هنا وهناك هى حكمة رفيعة المستوى، كذلك النجاح فى محاربة الإرهاب وحماية الحدود من تسلل مُهجرين من الدول المجاورة أو تهريب أسلحة ومخدرات وغيرها أظهرت قوة مصر فى حفظ الأمان فى حوض البحر المتوسط حتى فى الداخل الأوروبى المتوجس من الإرهابيين والمهجرين.
يجب ألا نركز على النجاح، فالوصول إلى الهدف هو فى حد ذاته عمل صعب، ولكن الأصعب هو الحفاظ عليه بل تطويره وتحسينه وهذا ما تقوم به مصر حالياً، وإن كان بقى أشياء كثيرة ما زالت تحتاج إلى إصلاح وتحسين وتجديد فما خرب فى سنوات يأخذ وقتا أطول للبناء والتطوير.
حضور كل هؤلاء الشباب من دول العالم إلى شرم الشيخ لحضور مؤتمرهم شىء مفرح وطاقة إيجابية علينا أن نستفيد منها، وأتمنى أن يكون مؤتمراً «مصرياً» بنظرة عالمية أى لا يكون موضوعه موضوعا محليا فقط؟ ولكن ينتقل من المحلية إلى العالمية ومخاطبة عقول وقلوب شباب العالم.
أكثر ما سيمس قلوب الشباب هو إبراز دور مصر فى الاستقرار والسلام العالمى، لأن الشباب سئم الحروب والحروب بالوكالة والسياسات العفنة وحرب المصالح ولعب الأجهزة والمافيات والعصابات وغيرها.
الشباب يحتاج أن يبدع ويستنبط أفكارا خارج الصندوق لتقدم العالم، فلتعمل مصر على إعطائهم السلام والاستقرار حتى يقودون العالم نحو الرخاء وليس نحو الخراب.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع