توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أردوغان ينتظر جنى ثمار مقتل «خاشقجى»

  مصر اليوم -

أردوغان ينتظر جنى ثمار مقتل «خاشقجى»

بقلم - نيكولاى ديو جانديرسن

وصف الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، فى البداية، اختفاء الصحفى السعودى جمال خاشقجى، فى 2 أكتوبر، على أنه أمر «مقلق للغاية»، وبعد مرور 3 أسابيع، أخبر البرلمان التركى بأن خاشقجى قد قُتل فى جريمة قتل مُتعمَدة ومتوحشة، وقد اعترفت المملكة العربية السعودية بأن خاشقجى قد قُتل فى قنصليتها فى إسطنبول، لكنها ألقت باللوم على «عملية مارقة».

وتعد عملية قتل خاشقجى على الأراضى التركية بمثابة دافع سياسى قد يوفر لأردوغان ذخيرة للاستخدام ضد المملكة، منافسه الرئيسى للقيادة السياسية للعالم الإسلامى، فبوجود مدينتى مكة المكرمة، والمدينة، تحت وصايتها، تحتضن عائلة آل سعود الحاكمة لقب خادم الحرمين الشريفين.

فبعد وقت قصير من اتهام السلطات التركية، للسعودية بارتكاب جريمة خاشقجى المزعومة، تحدث أردوغان فى اجتماع مع الزعماء الدينيين كجزء من محاولته لتعزيز شرعيته الدينية، ونقلت عنه وكالات تركية قوله إن تركيا «هى البلد الوحيد القادر على قيادة العالم الإسلامى».

ومنذ انتخابه رئيساً للوزراء فى عام 2002، وحتى رئاسته الحالية للبلاد، عمل أردوغان على تقليص الإطار العلمانى لتركيا، فقد أبعدت عملية الأسلمة تركيا بعيداً عن الغرب، ودفعت بها نحو الشرق الأوسط، فالرئيس التركى يركز على جعل الإسلام هو محور السياسة التركية، ويرى أن دور السياسة الخارجية للبلاد هو معاداة الغرب فى المقام الأول.

وفى حين أن العائلة المالكة فى السعودية هى خادم الحرمين الشريفين، فإن أردوغان يستمد قوته من عظمة ماضيه العثمانى، ويستثمر فى توسيع الموانئ العثمانية التى كانت بمثابة مراكز عبور لمكة والمدينة، فضلًا عن توسيعه لنشاطاته القيادية فى منظمة التعاون الإسلامى.

وبذلك، فإنه مسألة اصطدام الرئيس التركى بولى العهد السعودى، محمد بن سلمان، باتت أمرا لا مفر منه، فالأخير يرى أن الإسلام «دين بسيط، وعقلانى، ولكن يتم اختطافه من قبل البعض»، ويعتبر أن إصلاحاته الداخلية هى محاولة لمواجهة التطرف.

وقد ظهر بن سلمان للجماهير الغربية باعتباره زعيمًا ليبراليًا شابًا، فبينما يدفع أردوغان تركيا الإسلامية لقيادة العالم الإسلامى، فإن الأمير الشاب يفضل مغازلة الغرب، والفصل بين الشؤون الداخلية لبلاده، وتحالفاته الأمريكية، والبريطانية.

وقد قادت المملكة العربية السعودية عملية الحصار على قطر، والتى عارضتها تركيا، ولكن سبب معارضتها لم يكن يرجع فقط للاستثمارات المتبادلة بين البلدين، ولكن لأن كلا البلدين لديهما علاقات مع إيران، ويدعمان جماعة الإخوان المسلمين، التى تعتبرها السعودية تهديدًا للنظام الملكى التقليدى.

وانسحب المستثمرون، والرعاة، والإعلاميون، من مبادرة الاستثمار فى المستقبل فى السعودية، وقد اتبعهم صندوق النقد الدولى، وحتى الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، يتعرض لضغوط من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى لمعاقبة السعودية على مصير خاشقجى.

ولكن أردوغان يتحرك بسرعة، فبينما ألغى السعوديون حفلهم الدبلوماسى السنوى فى واشنطن بمناسبة اليوم الوطنى للبلاد، استقبل أردوغان وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو، فى أنقرة، وقد أعطى الاجتماع لتركيا فرصة لدفع وجهات نظرها حول سوريا، ومطالبها بأن يتخلى حزب العمال الكردستانى عن منطقة منبج الضيقة فى سوريا، بالقرب من الحدود التركية، وهو طلب كانت الولايات المتحدة بطيئة فى الاعتراف به.

ويوفر إطلاق سراح القس الأمريكى، أندرو برونسون، من السجون التركية، وعودته إلى الأراضى الأمريكية، ووفاة خاشقجى، والضغوط التى يفرضها هذا الحادث على ترامب، نقطة انطلاق للرئيس التركى لاكتساب علاقة أوثق مع الولايات المتحدة، وذلك بالتزامن مع استخدام الحادث لمحو صورة تركيا باعتبارها تهديدًا أمنيًا.

ويستخدم أردوغان حادثة خاشقجى لاكتساب علاقات أوثق مع الولايات المتحدة، ولدفع مصالح تركيا، ففى يوم الاثنين، ذكرت الصحافة التركية أن أردوغان وترامب قد أجريا محادثة هاتفية، واتفقا على أن السعودية يجب أن تكون واضحة حول جميع تفاصيل وفاة خاشقجى.

إلا أن أحلام أردوغان، بقيادة العالم الإسلامى، قد لا تتحقق من خلال قضية خاشقجى، فالاستثمارات السعودية فى تركيا فى الوقت الذى لا تزال فيه الليرة التركية ضعيفة يجب أن تكون متوازنة مع طموحات أردوغان وتنافسه، وقد اتخذت منظمة التعاون الإسلامى، التى تتخذ من جدة مقراً لها، صف السعودية، رسميًا، فى أعقاب قضية خاشقجى، وأشادت باقتراح إجراء تحقيق تركى- سعودى مشترك، وأكدت أن الرياض «فوق الشبهات».

وقد أشار بعض المعلقين إلى أن إيران هى المستفيد الرئيسى من موت سعودى، فى المنفى، على الأراضى التركية، ولكن الرياض الآن ليست فى وضع يسمح لها بتصوير إيران على أنها تهديد للمنطقة، وطالما استغلت الأخيرة الحسابات السعودية الخاطئة للحصول على النفوذ، وحماية نفسها من العزلة الإقليمية، وبينما تتم محاصرة السعودية الآن بسبب قضية خاشقجى، وتشتيت العالم فيما حدث للأخير، فإن طهران باتت تستطيع مواصلة بناء برنامجها الصاروخى بهدوء، وإعادة صياغة الاتفاق النووى، وبيع نفطها قبل استئناف العقوبات الأمريكية، فى نوفمبر المقبل.

نقلا عن  المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أردوغان ينتظر جنى ثمار مقتل «خاشقجى» أردوغان ينتظر جنى ثمار مقتل «خاشقجى»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon