توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نحو اقتصاد عربى متجه للمستقبل

  مصر اليوم -

نحو اقتصاد عربى متجه للمستقبل

بقلم - شريف دلاور

 شرفت أخيرا بإلقاء محاضرة أمام نواب الاتحاد البرلمانى العربى كمتحدث رئيسى بدعوة من مجلس النواب المصري- فى جلسة بعنوان [التحديات الداخلية للوطن العربى والمشكلات الاقتصادية ومعوقات التنمية] وذلك ضمن ندوة تناقش الوضع العربى الراهن، وسعدت بأن جُل مقترحاتى تبناها البرلمانيون العرب فى توصياتهم المتعلقة بالشق الاقتصادي.

ولقد تناولت فى محاضرتى أمام نواب الشعوب العربية معطيات ثلاثة محاور محددة: المحور الأول المتعلق بالمحيط الخارجى المؤثر على الاقتصاد العربى بدءا باقتصاد ما بعد عولمة الثلاثين سنة الماضية، والتى تميزت بتحرير التجارة العالمية وحرية تدفق الأموال عبر الحدود وهيمنة الشركات الدولية الكبرى وغير ذلك من مفاهيم الرأسمالية الطليقة التى أدت إلى تدهور مستوى معيشة الطبقات الوسطى فى الدول المتقدمة وسباق نحو القاع بين الدول النامية لجذب الاستثمار الأجنبي، وإلى أزمات مالية متكررة فى التسعينيات من القرن الماضى والألفية الجديدة. وقد أدى كل ذلك إلى ما نرصده الآن من حمائية جديدة وحروب تجارية وعودة قوية لرأسمالية الدولة. وما مشروع الحزام والطريق للصين إلا شكل من أشكال التنافسية الجديدة فى حرب سلاسل الإمداد والتموين حول العالم. وتضمن المحور الأول أيضا الحديث عن التحول الرقمى فى الحياة الاقتصادية وأثر التكنولوجيات الجديدة على الوظائف وعلى أنظمة الصحة والتعليم والتصنيع والإدارة الحكومية بالإضافة إلى تكنولوجيات الاقتصاد الأخضر لاستدامة التنمية.

وتطرقت فى المحور الثانى إلى مشكلات البيئة الداخلية للاقتصادات العربية، والتى تتنوع من دولة إلى أخرى وتتراوح درجة التعامل معها طبقا لخصائص كل دولة، غير أن هناك تحديا رئيسيا يواجه كل دولنا العربية ألا وهو تلبية تطلعات وطموحات شباب الأمة وتنمية قدراتهم لمواجهة عصر جديد. وأضفت إلى هذا التحدى تحديا آخر وهو ضعف العمل الاقتصادى العربى المشترك وتدنى نسبة التجارة البينية، واعتبرت أن مواجهة هذين التحديين ستؤدى إلى التغلب على العديد من المشكلات الداخلية لكل دولة عربية من حيث البطالة وفرص التشغيل ومحاربة الفقر، وتحقيق العدالة الاجتماعية، علاوة على تحقيق التقدم التكنولوجى والدخول فى عصر اقتصاد المعرفة. واستعرضت فى المحور الثالث النماذج التنموية فى العالم، والتى توضح أنه لا يوجد نهج واحد للنجاح الاقتصادى إلا أن القاعدة المشتركة فى كل النجاحات التنموية- باستثناء دول الموارد الطبيعية- بُنيت على الزيادة فى الإنتاجية والتصنيع السريع وهما يمثلان المحرك الرئيسى للنمو الاقتصادي. ومن هذا المنطلق فإن لوطننا العربى ثلاثة أساسيات للتغلب على معوقات التنمية والتميز فى عصر الاقتصاد الرقمي، المحدد الأول تنمية مهارات الشباب وتأهيل القوى العاملة على وظائف عصر اقتصادى جديد، الثانى الارتقاء بأداء وحوكمة المؤسسات وهى محورية فى عملية التقدم الاقتصادى والاجتماعي، والثالث التحول الهيكلى من أنشطة إنتاجية وخدمية منخفضة الإنتاجية إلى أخرى مرتفعة الإنتاجية، وسيتضاعف الأداء الاقتصادى لكل دولة عربية من خلال منظومة جديدة لعمل مشترك يتحدد حول الأولويات التالية- وهى التى أقرها البرلمانيون العرب فى توصياتهم كما ذكرت فى مقدمة المقال:-

إنشاء بنك عربى للتنمية مهمته الرئيسية فى المرحلة الأولى سد الفجوة فى البنية الأساسية العربية للمنافسة فى سلاسل الإمداد والتموين العالمية وتمويل شبكات الربط الاقتصادية والرقمية فى العالم العربي.

إنشاء صندوق طوارئ لمعالجة الضغوط المالية قصيرة الأجل لأى دولة عربية.

إطلاق المنظومة العربية للابتكار، وتمويل الأبحاث العلمية المشتركة بهدف الاستقلال الرقمى والاستدامة التكنولوجية للوطن العربي. دعم وتحفيز الاستثمارات المشتركة فى الصناعات الإلكترونية والتعدينية.

الاتفاق على عملة افتراضية- تحت إشراف ورقابة البنوك المركزية العربية- لتيسير عملية التبادل فى التجارة الإلكترونية. إقامة منصات إلكترونية فى مجالات الاقتصاد التشاركى خاصة لتمويل المشروعات الابتكارية للشباب.

إرساء قواعد مشتركة للمواصفات القياسية وحماية المنافسة والمستهلك وحماية العقود المبرمة وحقوق الملكية.

التنسيق لدور مشترك فى تحديد الأطر الجديدة للعولمة ومفاوضات التجارة العالمية.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحو اقتصاد عربى متجه للمستقبل نحو اقتصاد عربى متجه للمستقبل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon