توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تسعيرة «جبرية» للأطباء!

  مصر اليوم -

تسعيرة «جبرية» للأطباء

بقلم - محمد صلاح البدرى

أعترف أن الحديث عن انتقاد المنظومة الصحية مشوق بالفعل حتى بالنسبة للعاملين بها.. فإذا كان البعض يفعلها ليثبت للآخرين كيف كان محقاً حين انتقد هذا الطبيب أو ذاك.. والبعض الآخر ليثبت كيف أنه لم يظلم أحداً حين سب الأطباء بالكامل فى ذلك المستشفى حين ذهب ليلاً مع جاره المريض.. فالأطباء يفعلونها ليواسوا أنفسهم.. وليتحملوا ما يلاقونه من صعوبات تحت مظلة أن الأزمة موجودة بالفعل.. وأن الحل ربما يكون قريباً وهم لا يشعرون!!

المشكلة أن الأمر ليس وليد اليوم... فالمشكلة تعود لعصور طويلة ماضية.. وإصلاحها لن يأتى بين عشية وضحاها.. ولهذا فحساب المسئول الحالى -وأعنى السيدة وزيرة الصحة- أمر لا يخلو من الظلم أيضاً، ولكننا نعتب على المسئول دوماً أنه لم يحاول البدء حتى فى الثورة على هذا الفساد.. ولم يحاول تنفيذ أفكار جديدة لتحسين الخدمة فى ظل موارد محدودة نعرفها جيداً..!

المشكلة أن الوزيرة تشغل نفسها والرأى العام.. بل وكل العاملين بالقطاع بتصريحات لا أرى لها داعى أو تأثيراً بأى شكل على المنظومة نفسها.. فلسبب ما هناك إصرار غير مفهوم على «تقنين» العلاج الحر والعيادات الخاصة بشكل لا أرى له ضرورة.. الأمر بدأ بتصريح للوزيرة أن هناك اتجاهاً لوضع حد أقصى لسعر الكشف.. وهو أمر تعلم سيادتها جيداً كما يعلم كل ملم بالقانون أنه غير دستورى.. ولا علاقة للوزارة بسعر الكشف الذى يخضع للعرض والطلب فى المقام الأول.. بل إن الجهة الوحيدة التى تختص بفض أى نزاع مالى أو فنى بين الطبيب ومريضه داخل عيادته هى نقابة الأطباء.. وبشروط قاسية تجعل تدخلها محدوداً للغاية أيضاً.. أى إنه باختصار تصريح سيادة الوزيرة يتطلب تعديلاً تشريعياً لن يتم لأنه ببساطة غير دستورى.. فتشريع بهذا الشكل ينبغى أن يتم تعميمه على كل المهن.. فيتم وضع حد أقصى لأتعاب المحامى.. وحد أقصى لأجر المهندس..!

ثم أتى التصريح الأخير بشأن إلغاء الكشف المستعجل ليجعلنا نضعه بجوار التصريح الأول ونتندر عليهما باعتبارهما من المضحكات المبكيات.. فوزارة لا تختص ولا تملك تحديد سعر الكشف ترغب فى التدخل فى تنظيم العمل داخل العيادة الخاصة.. وكأنها ستعين موظفاً لكل طبيب فى عيادته ليحجز له الكشوفات.. وينظم دخول المرضى!!

لسبب ما تحاول الوزارة أن تقحم نفسها فى معارك وهمية لن تنتصر فيها ولن تتمكن من الحصول على مكاسب تصب فى صالح الوزارة أو المريض بأى حال.. فقط ستكتسب بعضاً من الشعبية المؤقتة لدى فئات التعليم المتوسط وما تحته.. التى ستنهار بدورها عندما تكتشف تلك الفئة «بالونية» التصريحات.. أو حتى عند أول تقصير يواجهونه فى مستشفى حكومى..!

الطريف أن العلاج الحر يغطى نسبة كبيرة من المواطنين لن تتمكن الوزارة من تغطيتهم إذا ما انسحب من المشهد.. فضلاً عن أن وجوده نفسه يخلق تنافساً مطلوباً من مقدمى الخدمة الحكومية.. أو هكذا يفترض!!

فصل القول.. إن السيطرة على العلاج الحر لا يمكن تحقيقها «بتقنين» العمل بالعيادات.. بل تتم بتوفير البدائل المناسبة الكافية فى المستشفيات العامة.. كان من الأفضل أن يتم التركيز على تقديم خدمة موازية بأسعار أقل بالمستشفيات العامة بنظام التعاقد مع كبار الأطباء.. أو حتى تقديم مستوى أفضل فى العيادات الخارجية العامة.. ولكن محاولة السيطرة على العلاج الحر لن تؤدى إلا إلى إحراج الوزارة دون داع.

سيدتى الوزيرة الفاضلة.. نصيحة مخلصة إن جازت لى النصيحة.. مغازلة الجمهور لا تدعك تمتلكين الوقت الكافى لإحراز الأهداف..!

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تسعيرة «جبرية» للأطباء تسعيرة «جبرية» للأطباء



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon