توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«خليها تصدى».. السخط الذى سيضبط الأسواق

  مصر اليوم -

«خليها تصدى» السخط الذى سيضبط الأسواق

بقلم - محمد صلاح البدرى

فى مداخلة هاتفية للسيد رئيس هيئة الجمارك على شاشة قناة دى إم سى قبل بداية العام بأيام قليلة صرح سيادته بثقة -لا أعرف مصدرها- أن أسعار السيارات «لن تنخفض» بعد تطبيق قرار إعفاء السيارات الأوروبية من الجمارك من بداية العام الحالى.. التصريح كان غريباً بحق وأثار الكثير من ردود الفعل السلبية.. فلا يوجد منطق لاحتفاظ السيارات بأسعارها مع انعدام الجمارك عليها.. ولكن ما أثار حفيظتى أكثر وقتها أن سيادته قد أضاف فى نفس المداخلة أن الضرائب على التجار سترتفع على اعتبار أن مكسبهم سيصبح أكبر!!

هناك درجة معينة من الحوار لا يمكن للعقل استيعابها.. فلا نملك حيالها سوى الصمت!! التصريح أتى فى وقت كنت أفكر فيه فى شراء سيارة جديدة -بالقسط طبعاً- ولكن ما سمعته أثار حنقاً فى نفسى جعلنى أنصرف عن الفكرة برمتها حتى إشعار آخر..!

فى تلك الأيام كانت المرة الأولى التى أسمع فيها عن حملة «خليها تصدى».. تلك الحملة التى أطلقها بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى لمقاطعة شراء السيارات حتى ينخفض ثمنها ويصل إلى سعر عادل للجميع..! لقد صادفت الحملة هوى فى نفسى يتوافق مع الحنق الذى شعرت به عندما سمعت تصريح السيد رئيس الجمارك.. وأدركت أنه ليس شعوراً فردياً.. وإنما هو حالة عامة من السخط على إصرار ذلك القطاع على الاستخفاف بعقول الناس!! لقد كان القرار معروفاً لجميع العاملين بالمجال منذ فترة ليست بالقصيرة.. ولكن الخطة كانت على ما يبدو هى التعتيم عليه والاحتفاظ بالتخفيض ليضاف لمكسب الوكلاء.. ولكن يبدو أن الأمور لم تسر كما هو مخطط لها..!

درس قاس ذلك الذى تمنحه تلك الحملة فى الأيام الأخيرة لكل العاملين بقطاع تجارة السيارات.. وأقسى لكل من حاول الدفاع عن مكاسبهم أو التمهيد لاحتفاظهم بالتخفيض الذى حدث على قيمة السيارات لأنفسهم!! لقد أبرزت الحملة نوعاً من الوعى أعتبره جديداً على المجتمع المصرى.. وعياً لم يكن متاحاً من قبل.. لقد تمكنت الحملة التى انتشرت كالنار فى الهشيم من إجبار العديد من الوكلاء على تخفيض الأسعار.. ربما ليس بالقدر الكافى الذى يجعل المكسب عادلاً أو يجعل التخفيض الذى تم يصب فى صالح المواطن وحده.. ولكن رضوخ تلك التوكيلات وتخفيضها الأسعار بعد نفيهم لذلك نفياً قاطعاً فى كل محفل وعلى شاشات الفضائيات قبل تطبيق القرار هو انتصار بكل ما تحمله الكلمة من معان..!

والجدير بالذكر أنه لا يمكن فصل نجاح الحملة عن الظرف الاقتصادى الصعب الذى تمر به البلاد منذ سنة أو يزيد.. فوجود الأزمة الاقتصادية هو الذى جعل المواطن يعيد ترتيب أولوياته الشرائية.. ويقوم بالاستغناء عن كل ما هو غير ضرورى بالنسبة له.. وبالتالى كانت الأرض خصبة لتنمو تلك الحملة بسرعة بين الناس.. حتى وصل الأمر لمناشدات من الوكلاء على صفحات الجرائد وفى وسائل الإعلام.. وبدأ الاستجداء بسلاح العاملين بالقطاع الذين سيتضررون من تلك المقاطعة.. وكأن الوكيل أو التاجر إن انخفض مكسبهما قليلاً سيعاقبان المجتمع بأن يخفضا العمالة الموجودة عندهما بالفعل!!

الطريف أن تصريحاً رسمياً صدر من البنك المركزى يفيد أن الإحجام عن شراء السيارات هو أحد الأسباب للانخفاض الأخير الذى طرأ على سعر الدولار فى مقابل الجنيه المصرى.. ما يؤكد تأثير الحملة الحقيقى على السوق.. لو نجحت الحملة فى تحقيق سعر عادل للسيارات فى السوق المصرية ستتكرر فى العديد من السلع التى تستنفد طاقات المواطنين.. وستنمو الرقابة الشعبية على الأسواق بمختلف أنواعها لتسيطر على جشع التجار الذى لا ينتهى.. والذى فشلت الحكومات المتعاقبة فى كبح جماحه.. أو هكذا أتمنى!!

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«خليها تصدى» السخط الذى سيضبط الأسواق «خليها تصدى» السخط الذى سيضبط الأسواق



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon