توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النهر الأخضر والتراب والبيئة!

  مصر اليوم -

النهر الأخضر والتراب والبيئة

بقلم - مجدى علام

واجه المصريون عاصفة ترابية تخطت فى تأثيرها رياح الخماسين الموسمية التى تطل على مصر كل عام فى شهر مايو، حاملة معها تراب ورمال الصحراء منذ عهد الفراعنة الذين قاوموا تأثير التراب بالأشجار التى رسموها على جدران المعابد، ووضعوا البصل على أبواب المنازل للحماية من الأمراض وطرد الشياطين التى تحملها رياح الخماسين لمصر فيمرض الأطفال والكبار. واهتم المصرى القديم بالشجر واعتبره رمزاً للحياة، بل وكانت أنواع بعض الأشجار مخصصة للموتى منهم لحفظ الجثث.

وهكذا وجد الأثريون وعلماء التاريخ الفرعونى أشجار وأعواد نباتات العطور فى التابوت الذى هو مصمم من أنواع خاصة لحفظ الموتى حتى يُبعثوا فى الشاطئ الآخر للنيل (غرب النيل) الذى خصصه الفراعنة للقبور، مقابل شرق النيل الذى بنوا فيه بيوتهم وزرعوا فيه زرعهم وأشجارهم، فكان هذا الشاطئ الحياة، يقابل شاطئ الموت والحياة الآخرة.

ولعل اهتمام المصرى القديم بالأشجار جعل المصرى طوال تاريخه يهتم بها، فزرع الفلاحون أشجار التوت والجميز على ضفاف الترع فى العصور الوسطى والحديثة، وصاحبت أشجار الكافور والجازورينا حواف الطرق، خاصة مع الطرق الترابية فى عهد الإنجليز، التى ظهرت فى كل أفلام السينما القديمة.

وفى عهد محمد على ثم الخديو إسماعيل تم استيراد العديد من الأشجار، وقد كُلفت من المرحوم د. عاطف عبيد، وهو وزير شئون مجلس الوزراء، بحصر أنواع «الصبار» فى قصر محمد على بالمنيل، ووجدت أن لجنة ثورة يوليو المكلفة من الرئيس عبدالناصر أعدت دفاتر ولافتات بأكثر من 55 نوعاً نادراً من الصبار لا مثيل لها فى العالم فى هذا القصر، ولهذا السبب تم تحويل القصر من فندق إلى محمية أثرية تابعة لهيئة الآثار، أتمنى ألا يكون ضاع هذا الكنز الآن. ولقد كانت سعادتى بالغة وأنا أتابع رئيس الوزراء وهو يفتتح المرحلة الأولى من النهر الأخضر الذى يبلغ 40% من مساحة العاصمة الإدارية الجديدة.

وتأكدت أن توجيهات الرئيس السيسى فى منتدى الشباب الذى عُقد بجامعة القاهرة بضرورة تكاتف الجهود الأهلية للنظافة والتشجير ومشاركة المجتمع المدنى والشباب فيها كانت عن اعتقاد واضح بأهمية الأشجار فى رؤية الرئيس، وهو ما أسفر عن إعلان ائتلاف حب الوطن لحملة مكبرة على مستوى الجمهورية للنقابات المهنية والعمالية ومراكز الشباب والمدارس والجامعات لزراعة مليون شجرة منها أشجار مثمرة، خاصة فى المناطق الفقيرة، وبعضها أشجار للزينة، والأخرى كأحزمة خضراء لحماية المدن من الأتربة.

ووافقت وزيرة البيئة النشطة د. ياسمين فؤاد على دعم هذه الحملة بما يقرب من مائة ألف شجرة تُزرع بواسطة النقابات وتسلم للجهات الحكومية لرعايتها، سواء فى مراكز الشباب أو المدارس أو الجامعات أو المستشفيات، ومن المنتظر تسليمها قريباً فى فعالية تحضرها وزيرة البيئة مع المحافظين.

وقد ضربت العاصفة الترابية يوم الأربعاء القاهرة وعدة مدن مصرية، مذكرة الجميع بالإنذار المبكر الذى وجهناه عدة مرات كخبراء مناخ، بأن المناخ المستقر انتهى عهده، وأننا نعيش عصر التقلبات المناخية التى نشهد فيها 4 فصول فى اليوم الواحد، وليس أرخص من الأشجار وسيلة لصد التراب الذى غطى المدن ومص الكربون المسبب لتغير المناخ.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النهر الأخضر والتراب والبيئة النهر الأخضر والتراب والبيئة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon