توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فتنة برنارد شو

  مصر اليوم -

فتنة برنارد شو

بقلم - محمد المخزنجي

تقول الحكاية، إن ممثلة جميلة التقت في إحدى الحفلات بالكاتب الآيرلندي الساخر برنادر شو، وداعبته، أو راودته، أو تحرشت به - تبعاً للتعبير الرائج هذه الأيام - فقالت له وهي تتمايل وتضحك: «ألا يجدر بنا يا عزيزي أن نلتقي لننجب طفلاً يجمع بين جمالي وعبقرية عقلك». ورد عليها برنارد شو دون أن يضحك أو يميل: «حسناً، لكن ماذا لو أنه ورث جمالي أنا وعقلك أنت»!

بهذه النادرة افتتح العالم نك لين الفصل المعنون «التكاثر الجنسي - أعظم يانصيب في العالم» في كتابه اللامع «ارتقاء الحياة»، وقد أعقب هذه الحكاية بتعليق يرى فيه أن برنارد شو كان صائباً تماماً من وجهة نظر علماء الوراثة في تعليقه الساخر على الممثلة جميلة الشكل خفيفة العقل، فهم يرون في التكاثر الجنسي أفدح وسيلة باهظة التكاليف الحيوية في التكاثر، وأكثرها نشراً للعشوائية، مقارنة بالتكاثر غير الجنسي، فالتكاثر غير الجنسي، عُذرياً كان أو بالاستنساخ، ينتج عن مجموعة جينية من خلية واحدة، ويُعطي نتائج مضمونة المطابقة للخلية الأم المُختارة، بينما التكاثر الجنسي يقوم على خلط جينات خليتين بلا أي ضمان لنتائج هذا الخلط.

ودون أن يمنح الكاتب فرصة للرد البديهي على تساؤله، بالدفاع عن أهم فضائل التكاثر الجنسي الماثل في «التنوع الحيوي» ومردوداته الإيجابية، مضى قائلاً: «إن ذلك التنوع غير المحسوب الذي يُحدِثه التكاثر الجنسي يمكن أن يؤدي إلى مشكلات البؤس والمرض ثم الموت. بينما الاستنساخ يحفظ توليفات جينية مُنتقاة، وغالباً ما يكون الرهان الأفضل»!

قبل التوقف بالنقاش أمام ذلك الرأي النابذ للتكاثر الجنسي والمُفضِّل للتكاثر اللاجنسي، لا بد من إنصاف فضيلة لدى العلماء الكبار رحيبي الأفق، والواضح تحلي الكاتب بها، فهو عالم مرموق في الكيمياء الحيوية، وقد صرح في الفصل الأخير من كتابه شديد الثراء والمثير للتفكير بـ«لقد سار هذا الكتاب على شفير المعلوم، وهو مليء بالآراء الشخصية التي تقف على حافة الخطأ. إنه احتفاء بما نعلمه، رغم كوننا غير معصومين من الخطأ».

والخطأ العام الذي يُرجَّح تفرع بقية الأخطاء منه، فيما ذهب إليه هذا الكاتب البارع والعالم الكبير، هو حسابه لارتفاع التكلفة الحيوية للتكاثر الجنسي - وهو بلا شك مكلف - دون مضاهاتها بعظمة النواتج، فلولا هذا التكاثر الذي يولِّف بين تركيبتين وراثيتين لينتج نسلاً جديداً بتركيبة وراثية مختلفة، ما كان هذا التنوع الذي يضمن استمرار النوع، سواء كان نباتاً أو حيواناً أو بشراً، فلو ظل كل نوع يتكاثر عذرياً أو بالاستنساخ، لظل كل أفراد النوع نمطاً متكرراً تكفي جائحة مرضية واحدة لتقضي عليه، وينقرض، وبتكرار ذلك مع بقية الأنواع، وهو احتمال منطقي تماماً، يتوسع الانقراض، وتُقفر الحياة.

وفيما يخص حسن ظنه العلمي بالتكاثر عبر الاستنساخ، فإن أقرب رد عليه هو استعادة تراجيديا النعجة دوللي، فهذه المسكينة الصغيرة المُستنسَخة، التي شدَّت أنظار العالم إليها في يوليو (تموز) 1996، ماتت وهي في عمر الطفولة بمجموعة من أمراض الشيخوخة أجبرت مستنسخها العالم الأسكوتلندي إيان ويلموت على قتلها «قتلاً رحيماً»، إشفاقاً عليها من الآلام الساحقة التي كانت تعانيها، والتي كانت ستنتهي حتماً بالموت. وقرر بعدها أنه لن يعود إلى الاستنساخ أبداً!

أما حكاية «العشوائية» التي توصم بها نتائج التوليف الوراثي بالتكاثر الجنسي، فترد عليها حكاية كان بطلها العالم جورج فالد الحائز جائزة نوبل في الطب عام 1967، فقد توجهت إليه منظمة مريبة تسمى «بنك نوبل للحيوانات المنوية» تسعى لاستثمار أمشاج الفائزين بنوبل لاستنسال جيل من العباقرة، فرفض التعامل مع القائمين عليها قائلاً: «ربما كنتم بحاجة لأناس مثل أبي الذي كان خياطاً بسيطاً من المهاجرين الفقراء، ولم يكن يفكر أبداً أنه سيخرج من صلبه ينبوع للعبقرية. ثم إنني أنجبت ولدين لم يصيرا إلا مُجرَّد عازفي غيتار عاديين».

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتنة برنارد شو فتنة برنارد شو



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon