بقلم - صلاح الغزالي حرب
من المعلوم أن الشارع فى أى مدينة بالعالم هو المرآة الحقيقية لهذا البلد. وللأسف الشديد الشارع المصرى أصبح مرآة سيئة للغاية لا تليق بمكانة وتاريخ هذا البلد. والسبب- فى رأيى- هو شيوع المسؤولية كعادتنا دائما. وكما يقولون إذا تفرقت الدماء بين القبائل ضاع حق المقتول، وهو هنا المواطن المصرى، لأننا ببساطة لا نعرف جهة واحدة نتوجه إليها بالسؤال عن الشارع:
هل هى وزارة النقل، أم هيئة الطرق والكبارى، أم المحليات، أم أن الأمر يتطلب اللجوء إلى القوات المسلحة؟!
وسوف أحاول فى البداية أن ألقى الضوء على بعص مظاهر هده الفوضى.
أولًا- الزحام:
كثير من شوارع المدن العالمية أكثر زحاما منا، ولكننا هنا نتميز بكل أسف بظواهر مرضية تجعل من الزحام فوضى، مثل انعدام الرصيف فى الكثير من شوارعنا، والذى تم الاستيلاء عليه فى غفلة من القانون لصالح مقهى أو معرض سيارات أو بوضع اليد بقانون البلطجة وغيرها من مظاهر الفساد التى اضطر الناس معها إلى السير فى نهر الطريق مشاركة مع السيارات والدراجات فى فوضى كريهة ومؤسفة، ونادرا ما تجد فى الطريق علامات للمشاة، وأخرى للمركبات، وأضف إلى ذلك غياب تام لثقافة الطابور الذى من الممكن أن يخفف من شدة الزحام.
ثانيًا- فوضى السيارات:
السيارات فى شوارعنا سيرك كبير يفتقد أدنى درجات الانضباط، فهناك سيارات النقل العام التى تسير فى أغلب الأحيان حسب مزاج السائق أو طلب الراكب، وكثيرا ما نراها تقف على مطالع ومنازل الكبارى وهناك إمبراطورية الميكروباصات النى تعيث فى الأرض فسادا بلا ضابط أو رابط، وأحيانا على مرْأى ومسمع من رجل المرور وأغلبها لا يتقيد بأى تعليمات للأمان أو السلامة أو قواعد المرور، وأيضا هناك السيارات الخاصة التى حصل بعض أصحابها على رخصة القيادة فى غفلة من القانون وما يتبع ذلك من كوارث مرورية، ثم نأتى إلى التوك توك الذى بدأ يسرى كالحشرات الزاحفة فى عشوائية مقيتة أضافت إلى الدراجات النارية والعادية بعدًا كارثيا للشارع المصرى.
ثالثًا- إشارات المرور:
هذه الإشارات- إن وجدت- فهى أحيانا بتوجيه من شرطى المرور! وأحيانا هى مجرد ديكور لا يعيره السائق اهتماما، فى حين أنها الوسيلة الوحيدة فى العالم المتقدم لتنظيم سير الناس والمركبات، ولكنها استبدلت عندنا بضباط المرور حتى رتبة لواء، وهو أمر غير مقبول بالمرة، ولا مثيل له فى العالم.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن المصري اليوم القاهرية