بقلم - نجل الدين ادم
لم تكن زيارة الرئيس المصري، المشير “عبد الفتاح السيسي” للخرطوم هذه المرة كسائر الزيارات السابقة، من واقع الأهمية البالغة للزيارة، ومنطقة الشرق الأوسط تشهد تحولات وتطورات جديدة وبعض التحالفات الدولية تعيد تشكيلها.
جاء “السيسي” للخرطوم بقلب مفتوح، وأراد أن يرسم هذه المرة صورة مختلفة في الذاكرة واختار أن تمتد إقامته في البلاد ليومين، الزيارة تجاوزت سقوفات التوقعات وأحدثت اختراقاً كبيراً في العلاقات التي ظلت في الآونة الأخيرة تشهد شيئاً من الفتور، وبذات الروح التي جاء بها ضيف البلاد، كان الرئيس “البشير” أكثر تفاعلاً وتفاؤلاً بالزيارة وهو يطمئن الرأي العام خلال حديثه للصحافيين ويقول لهم: الزيارة سيكون لها ما بعدها.. وهذا ليس كلاماً سياسياً تكتبونه وتحمله الرياح، بهذه الكلمات صنف الرئيس “البشير” الزيارة، كيف لا وقد اتفق مع نظيره “السيسي” على أسس جديدة للتعاون المشترك، بجانب تجاوز كافة العقبات التي تعتري تقدم العلاقة بين البلدين، وأقرا تعاوناً إستراتيجياً لا تحده سقوفات أو حدود، وأن يكون الوصل بين البلدين هو الأساس يعبر موطنو البلدين دونما قيود ويتم إحياء خطوط السكة الحديد.
صادفت زيارة “السيسي” وجود ممثلي الفرقاء الجنوبيين الذين دخلوا في تفاوض مفتوح من أجل التوصل إلى سلام شامل بينهم ينهي الحرب ويبسط السلام والتنمية، فكان له أن أكد على دعم الجهود التي يقودها السودان من أجل السلام في جنوب السودان، لاعتبارات أن الجنوب هو الامتداد السابق لدولة السودان وينبغي أن يكون الوضع فيه على ما يرام.
مفاوضات الجانبين السوداني والجنوب سوداني وقمة الرئيسين كانت عميقة، لذلك جاءت النتائج إيجابية والبلدان يضعان ملامح للمرحلة المقبلة وما ينبغي أن يكون الوضع عليه.
هذه الزيارة وبما حققته من نتائج باهرة لمصلحة البلدين، تعتبر هي الزيارة الأهم في تاريخ التواصل السوداني المصري.
العلاقة مع جمهورية مصر العربية تظل هي واحدة من أهم ركائز التعاون الدولي، وذلك من واقع أواصر الصلة ووحدة المصير وماء النيل الذي يظل هو الحبل المتين لتأكيد عمق وأزلية العلاقة بين البلدين.
غادر الرئيس “السيسي” أمس (الجمعة)، البلاد بعد (48) ساعة حافلة بالمنجزات على صعيد العلاقات والمكاسب بين البلدين، وحتى يكون حديث الرئيس “البشير” هو الالتزام الواقع، فإن ما تم الاتفاق عليه يحتاج لآليات قوية تضمن تنزيل كل حرف تم الاتفاق عليه.
سعدت الخرطوم بزيارة الرئيس المصري لأنها جاءت في توقيت مختلف، وبروح مختلفة، لذلك أفلحت الزيارة في كسر خناق الجفوة، إلى فضاءات أرحب من التسامي والتآخي.
مؤكد أن ما أقره الرئيسان من تفاهمات هي بمثابة خطوط عريضة، ولكن حتماً ستكون المكاسب الحقيقية في التفاصيل التي سيستفيد منها مواطنو البلدين .. والله المستعان.
نقلا عن صحيفه المجهر السودانيه
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع