توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أربع قنابل موقوتة فى مواجهة خطة وزير التعليم

  مصر اليوم -

أربع قنابل موقوتة فى مواجهة خطة وزير التعليم

بقلم - د.أمانى فؤاد

كثيرا ما تعجبت ممن يتصدى للدفاع عن الشيوعية فيكرر أنها على المستوى النظرى حلم لا خلل به، بل تنطوى على اليوتوبيا التى طالما بحث عنها الإنسان. يقولون إن الصدع يكمن فى التطبيق على أرض الواقع. وأحسب أن نجاح أى أيديولوجية يتحقق حين تضيق المسافة بين النظرية والتطبيق أو تكاد أن تنعدم.

فى ندوة مشروع إصلاح التعليم وهو ما أحسبه المشروع الأهم الذى بإمكانه أن يخرج مصر من كبواتها؛ حيث يعيد بناء الإنسان المصرى ويرمم ما طرأ على شخصيته من خلل، ويحافظ على هويته الخاصة وانتمائه لوطنه، كما ينمى قدرته على الإبداع والتفكير كانت لى بعض الملاحظات:

ــ فى البداية رجوت أن ينتبه الوزير لمن يطنطن حوله من المقربين الذين اعتادوا تملق كل مسؤول ليصوروا له الأمر كأنه ليس فى الإمكان أبدع مما خطط ويفعل، كما أنهم يتعمدون إسكات أى أصوات تنقل حقائق الواقع للمسؤول.

د. طارق شوقى هناك بعض القضايا التى تشبه مجموعة من القنابل الموقوتة التى إن لم تتخذ حيالها موقفا وحلولا جذرية وليس التأجيل والمسكنات لن تسفر خطة تطوير التعليم عن الآمال التى نرجوها جميعا.

فى مصر يوجد أربعة أنواع مختلفة من التعليم: الحكومى، والدينى الأزهرى، والمدارس الأجنبية، ثم الدولية، هذه الأنواع المختلفة الثقافة والمناهج تنتج شعوبا مختلفة، متناحرة، وليس شعبا واحدا، ففى الوقت الذى تحرص فيه بلدان العالم على توحيد التعليم لخلق حالة من الهوية المشتركة والانتماء للوطن نقر نحن تلك الأنواع التى توقعنا فى فخاخ الطائفية، واحتكار الصواب، والتوجس من الآخر الذى يصل لتكفيره. التنوع والتعدد الثقافى فى المراحل العليا من التعليم ليس عيبا لكن ليس فى مرحلة التأسيس الأولية.

ــ ضرورة معرفة الأبعاد الحقيقية لواقع المجتمع وأعنى به زيارة الوزير التفقدية المفاجئة للقاعدة العريضة من مدارس الريف والمدن الصغيرة والإلمام بأوضاعها وتجهيزاتها المتردية، الرؤية العينية لمستويات الدخل المنخفضة للكثير من الطبقات الفقيرة والوسطى، وتغلغل الخرافات البعيدة عن التفكير الموضوعى والعلمى. إن الوعى الكامل بالبيئة الحاضنة للطالب المرجو من منتج الخطة الجديدة شديد الأهمية لمعرفة كيفية المواجهة العلمية.

ــ الإلمام بالوضع الثقافى للمدرس المصرى، وتغلغل الأفكار الأصولية الرجعية سواء السلفية أو بقايا فكر جماعة الإخوان المسلمين الكامنة فى الآفاق الذهنية للمدرسين، فهم نموذج من جموع الشعب الذى ظل الخطاب السلفى الرجعى يحفر الأخاديد فى عقولهم لعقود طويلة منذ السبعينيات، وكان خطابا وحيدا، كيف ننتظر التغيير لنقل هذه الخطة التعليمية الطموحة ممن يفتقد معطياتها الثقافية. مع الإشارة إلى أن برامج الإعداد التى توفرها الوزارة لتأهيل المدرسين برامج صورية فى كثير من المدارس. يحتاج المدرس المصرى برنامج إعادة تأهيل ثقافى تنويرى شامل بجانب التأكد من تدريبه على التابلت الوسيط التعليمى بصورة حقيقية.

ــ مع استمرار أوضاع المدرسين المالية على هذا النحو وبلا حافز مجزٍ يوفر الكفاية للمدرس لا تتوقع أن تلمس تغييرا فى قدر عطاء المدرس، ستستمر طامة الدروس الخصوصية، كما سيظل تهرب المدرس من المدرسة وليس الطالب فقط ليعمل فى وظيفة أخرى أو اثنتين.

لقد أنجز دكتور طارق شوقى بمساعدة المتخصصين تخطيطا متكامل المحاور لإصلاح التعليم، وفى عرضه له كان واضحا إحاطته بالكثير من المشكلات التى يواجهها التعليم على المستوى النظرى، كما يمتلك رؤية واضحة للهدف من الخطة، إنسان قادر على تنمية مهاراته وقدراته، مبدع يستطيع أن ينافس فى سوق العمل. وبدا الوزير غير مرتعش من الهجوم المجتمعى لوقوف الإرادة السياسية وراءه، كما عرض الوزير لخطته بمرونة تجعله لا ينكر أن الخطط والمناهج الموضوعة لم تزل فى طور التكون والاختبار على أرض الواقع، وهو ما يوفر مرونة مواجهة ما يستجد من مشكلات يفرزها تنفيذ الخطة، لكننى أنبه مرارا على ضرورة تفكيك القنابل الموقوتة السابقة.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أربع قنابل موقوتة فى مواجهة خطة وزير التعليم أربع قنابل موقوتة فى مواجهة خطة وزير التعليم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon