توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصدام لا يأتى بالإصلاح عادةً

  مصر اليوم -

الصدام لا يأتى بالإصلاح عادةً

بقلم - عبد اللطيف المناوي

إذا أردت نجاحاً فى تغيير أمر ما فلا تصطدم بما يعتبره الناس ثوابت، حتى لو كان لك تقييم مختلف.

وهناك دائماً طريق وسط يجمع بين التحديث والحفاظ على ما تعتبره الجموع ثوابت ثقافية أو عقيدية.

أيضاً تعظيم المؤسسات، الذى يشكل عناصر قوة للمجتمع، لا يتناقض مع طرح الأفكار التى تتبناها هذه المؤسسات للنقاش، بل للتغيير، إن كان ذلك فى الصالح. لكن المهم هو الحفاظ على قيمة ما يمتلك المجتمع من مكونات قوة، بل دعمها وتعظيمها.

أقول ما سبق امتداداً لما تحدثت عنه بالأمس عن أهمية تقوية وتدعيم مؤسسة الأزهر- وشيخه- باعتبارها بحق أحد أهم عناصر القوة الناعمة المصرية. وأزيد على ذلك بأن الشيخ الطيب- وأدّعِى معرفته إلى حد يُمكِّننى من قول ذلك- هو أكثر القادرين على قيادة حركة إصلاحية حقيقية وعميقة داخل المؤسسة الدينية الأهم فى العالم الإسلامى، أو هكذا يجب أن تكون، وهو ابن لثقافة مصرية وسطية أصيلة، وهناك دائماً إمكانية ومفاتيح للحوار معه فى إطار الحفاظ على قيمة وقامة المؤسسة وشيخها.

لكن من المهم هنا أن نفهم طبيعة الإصلاح المطلوب وحدوده. كما تقول القواعد العلمية، من المهم الاتفاق على تعريف دقيق للمصطلحات قبل بدء الفعل. عندما يذهب البعض إلى تعليق جرس الإرهاب بكل موبقاته فى رقبة الأزهر وحده فهذا تعسف لن يوصل لشىء، وعندما نلوم الأزهر وحده لأنه لم يكفر «داعش» وأشباهه فهذا أيضاً هو لومٌ من غير فهم. وعندما يتزيّد البعض، فيعتبر أن الحل هو القضاء على الأزهر أو تقزيمه ليكون مجرد إدارة تابعة، فهنا يحدث ما أشرت إلى أنه يكون اصطداماً مع ما اعتقد قطاع كبير من المجتمع أنه من الثوابت.

تحدى الثقافة العامة أو الثقافة الشعبية لن يكون إلا سبباً فى خسارة أى معركة، حتى لو كانت الأهداف صحيحة.

أعتبر نفسى من المنادين بأهمية تنقية التراث مع الحفاظ عليه، مع التقييم والإشارة إلى الغث والسمين فيه، فهو تاريخ إنكاره لا يلغيه. لكن يجب أن ننظر إليه نظرة نقدية. أيضاً أنا ممن يؤمنون بأهمية تجديد الخطاب الدينى، لكن من الضرورى فى البداية أن نصل إلى تحديد لملامح المفهوم قبل الدعوة إليه. أتفق تماماً مع أهمية ضبط العلاقات الإنسانية التى تنظمها الشريعة، أى شريعة، بضوابط مدنية وإدارية تتوافق مع طبيعة الدولة الحديثة، لكن مع الحرص على عدم الاصطدام بما يعتبره علماء الدين والعامة من الثوابت. هناك دائماً طريق.

الأكيد أننى ضد أى تغول لأى مؤسسة على حرية الإبداع والتعبير، بما فيها المؤسسات الدينية، لكن هذا لا يتناقض مع احترام ووجود هذه المؤسسات.

كل ما ذكرت يصب فى قناعة أساسية أعتقد فيها، وتصلح للإجابة عن السؤال الذى طرحته بالأمس: هل هذا يتعارض مع الحوار والاختلاف حول قضايا ثقافية واجتماعية وسياسية مهمة بين أطراف المجتمع، بما فيها الأزهر، مع الحفاظ عليه كأحد أهم عناصر القوة الناعمة المصرية؟ إجابتى الشخصية واضحة، وأظنها منطقية.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصدام لا يأتى بالإصلاح عادةً الصدام لا يأتى بالإصلاح عادةً



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon