توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حراس داخل الزنازين

  مصر اليوم -

حراس داخل الزنازين

بقلم - محمد سعد عبدالحفيظ

بعد أيام من إعلان مجلة التايم الأمريكية اختيارها لـ4 صحفيين ومؤسسة صحفية ليكونوا معا شخصية العام ويتصدروا غلاف المجلة السنوى الذى ينتظره العالم نهاية كل عام تحت عنوان «الحراس والحرب على الحقيقة»، صدر نهاية الأسبوع الماضى التقرير السنوى للجنة الدولية لحماية الصحفيين معلنا احتجاز نحو 251 صحفيا حول العالم، بسبب عملهم، وذلك للسنة الثالثة على التوالى، «إذ لجأت الأنظمة الاستبدادية على نحو متزايد إلى سجن الصحفيين لإسكات المعارضة».

اختيار «التايم» الصحفى السعودى جمال خاشقجى الذى قتل فى قنصلية بلاده بمدينة اسطنبول التركية، ومراسلى وكالة رويترز للأنباء المحتجزين فى ميانمار بتهمة تغطية مذابح الجيش ضد أقلية الروهينجا «وا لونى»، و«كياو سوى أوو»، والصحفية الفلبينية، ماريا ريسا، المعارضة لسياسات الرئيس رودريجو دوتيرتى، ثم صحيفة «كابيتال جازيت» الأمريكية التى تعرضت لهجوم مسلح من جانب مجرم أمريكى خسر دعوى قضائية ضدها، لم يكن ذلك الاختيار من باب الاحتفاء، على قدر ما كان من باب التذكير بدور هؤلاء فى إجلاء الحقائق وتقديمها للشعوب باعتبارهم «حراسا» فى ميدان «الحرب على الحقيقة»، بحسب ما جاء فى عنوان غلاف المجلة.

أما تقرير لجنة حماية الصحفيين السنوى، فقد صدرته اللجنة تحت عنوان «وجود مئات الصحفيين السجناء فى العالم بات أمرا اعتياديا»، وأشارت إلى أن النهج الاستبدادى فى التعامل مع التغطية الصحفية الناقدة هو أكثر من مجرد تراجع طارئ. 
ولفت التقرير إلى أن عام 2108، شهد موجات قمع جديدة فى كل من الصين والسعودية ومصر، فضلا عن تركيا التى تحتجز أكبر عدد من الصحفيين فى العالم، تليها الصين ثم مصر.

وأشار التقرير إلى أن غالبية الصحفيين السجناء فى العالم يواجهون اتهامات بمناهضة الدولة، والانتماء إلى جماعات تعتبرها السلطات منظمات إرهابية، مضيفا أن عدد الصحفيين السجناء بسبب تهمة نشر أخبار كاذبة وصل إلى 28 صحفيا، تسجن مصر منهم «19 صحفيا».

وانتقد التقرير موقف الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الذى يوجه أقسى الانتقادات إلى السعودية بسبب قتل الصحفى جمال خاشقجى، بينما تواصل حكومته سجن الصحفيين أكثر من أى بلد فى العالم، إذ تحتجز أنقرة ما لا يقل عن 68 صحفيا سجينا بسبب عملهم.

وتوقف التقرير عند القمع التى تمارسه السلطات السعودية ضد الصحفيين فى المملكة بسبب عملهم أو مواقفهم، والذى وصل إلى حد قتل الصحفى خاشقجى وسجن 16 صحفيا، بينهم 4 صحفيات كتبن حول حقوق المرأة فى المملكة.

وتلت تركيا والصين ومصر والسعودية فى قائمة الدول الأكثر سجنا للصحفيين، دول أخرى مثل إريتريا والكاميرون وفيتنام وأذربيجان وسوريا وأمريكا وفنزويلا.

ما بين اختيار «التايم» للصحفيين ليتصدروا غلاف المجلة بسبب دورهم فى إجلاء الحقائق، وتقرير اللجنة الدولية الذى اعتبر عام 2108، من أسوأ الأعوام التى مرت على أهل المهنة بسبب تصاعد عمليات القمع ضد الصحفيين فى عدد من البلاد، يظل «حراس الحقيقة» هم الرقم الأهم فى المعادلة، سواء فى الدول الديمقراطية التى تحترم الصحافة واستقلالها وتتعامل معها باعتبارها «الحارس العام» على المجتمعات وعين الشعوب لمراقبة أهل الحكم، أو فى الدول المستبدة التى تكره الصحافة وتحاول إسكاتها ووضعها خلف الأسوار، لتحجب الحقائق عن مواطنيها.

عبر تاريخ يمتد لأكثر من قرن ونصف، قدم «حراس الحقيقة» فى مصر تضحيات كبيرة فى سبيل تأسيس الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، وسجل تاريخ الصحافة نماذج للمئات من أبناء «صاحبة الجلالة» الذين ضحوا بحرياتهم وأقواتهم للدفاع عن الاستقلال والدستور وحق المواطن فى المعرفة، فلم تخل زنازين السلطة ملكية كانت أم جمهورية من صاحب قلم تمسك باستقلاله فى مواجهة استبداد الحكم.

تذهب الحكومات وتسقط الأنظمة، وتظل الصحافة باقية، مادام فى بلاطها من يقبض على جمر الحقيقة، غير عابئ ببطش أو حصار، «فهؤلاء هم الوكلاء الطبيعيون عن ضمير الأمم»، بتعبير شيخ الصحفيين ونقيبنا الراحل حافظ محمود.

نقلا عن الشروق

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

GMT 01:43 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

قاموس الاستقرار وقاموس النار

GMT 01:32 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

بريد الليل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حراس داخل الزنازين حراس داخل الزنازين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon