توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكاذيب إسرائيلية

  مصر اليوم -

أكاذيب إسرائيلية

بقلم - أحمد أبو المعاطى

 تقدم صفحة إسرائيل تتحدث العربية وتبثها وزارة الخارجية الإسرائيلية عبر موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، نموذجًا شديد العصرية والدهاء، فى استخدام موقع التواصل الاجتماعى الأبرز فى العالم، لإظهار دولة الاحتلال، فى صورة الدولة الحديثة العصرية، التى تنتهج مبدأ التعايش السلمى بين جميع مكوناتها العرقية والدينية، على نحو تبدو معه، وكأنها أرض الأحلام بالنسبة لقطاعات واسعة من الشباب، خاصة فى المنطقة العربية التى يزيد عدد مستخدمى تلك المواقع بها، على نحو 156 مليون شخص على أقل تقدير.

تخضع جميع المواد التى تبثها تلك الصفحة، على مدار الساعة، لإشراف مباشر من قبل فريق متخصص يتبع الخارجية الإسرائيلية، لكنها رغم ذلك تفسح مجالا للتعليقات من قبل الزوار، لا تخلو من انتقادات عنيفة، وعلى نحو يبدو متعمدًا، وفى تجاوز واضح للاشتراطات التى حددتها مسبقا لإجازة النشر، ومن بينها حذف المضامين العنيفة، وما تصفه بـالكلام الحاقد والمضامين العنصرية، إذ دأبت الصفحة على استخدام مثل هذه التجاوزات، للتعبير عن مدى ما تتمتع به من حرية وأريحية، فى نشر آراء المختلفين معها، حتى لو تضمنت هذه التعليقات، تعريضًا مباشرًا بـدولة الكيان، وإبراز تاريخها الإجرامى فى المنطقة بشكل عام، وبحق الشعب الفلسطينى على وجه الخصوص.

غير أن ما يلفت الانتباه بحق، فى تلك الصفحة المسممة، بخلاف استخدامها الأمثل لأسلوب ما يعرف فى السنوات الأخيرة، بـصحافة المواطن، هو تعرضها للعديد من القضايا والإشكاليات الكبرى، التى تمثل نقاط ارتكاز أصلية فى قضية الصراع العربى- الإسرائيلى، بأسلوب شديد البساطة والدهاء فى آن، وهو أسلوب من المؤكد أنه سوف يجد صدى عالميا واسعا، فى صفحات مشابهة ربما تقوم ببثها إسرائيل بلغات أخرى، لتبدو خلالها فى صورة الدولة المسالمة التى لا تتحرك فقط إلا للدفاع عن شعبها، فى مواجهة منطقة تموج بتيارات إرهابية مختلفة، لا فرق فى ذلك بين إرهاب يتستر بالدين، أو آخر يتستر بالدفاع عن الأرض أو الحقوق التاريخية من أجل استرداد ما تم احتلاله من أراض، أو اغتصابه من أوطان ضائعة!

على مدى شهر رمضان، قدمت صفحة إسرائيل تتحدث العربية عبر سلسلة من اللقطات المصورة القصيرة، صورة بانورامية لما تصفه بـالتعايش السلمى بين المسلمين واليهود خلال شهر الصوم، وكيف تحرص أسر مسلمة من عرب 48 على استضافة جيرانها من اليهود على موائد الإفطار، على نحو يشى بأن كل ما تضمنته حقائق التاريخ فى قضية الصراع العربى الإسرائيلى، لم تكن سوى تخرصات أطلقها متشنجون عرب فى الزمان الغابر، لن تسقط ـ حسبما ترى الصفحة ـ حقا ثابتا ومكتوبا بخيوط من ذهب، للشعب اليهودى فى تلك الأرض، وأنه سيظل فيها حتى قيام الساعة، باعتباره ابنًا شرعيًا لهذه المنطقة، عاش فيها فى الوقت الذى كان العرب رعاة الجمال فى شبه الجزيرة العربية! إن قراءة مدققة لما تنشره مثل هذه الصفحة من أكاذيب، وما تدسه من أخبار بين الثنايا، تشى ببدء مرحلة من التطبيع الدافئ بين إسرائيل وعدد كبير من الدول العربية، يدفع بالضرورة إلى التساؤل وبجدية، حول الدور المنتظر الذى يمكن أن تلعبه الهيئة العامة للاستعلامات، تحت رئاسة الصديق ضياء رشوان، وهو باحث قدير وصحفى متمرس، عبر مكاتبها المنتشرة فى العديد من عواصم العالم، بطريقة حديثة وعصرية، ليس فحسب فى الرد على مثل تلك التخرصات والأكاذيب، وإنما أيضًا فى التعاطى مع العديد من القضايا التى تلامس الأمن القومى المصرى، وفى مقدمتها قضيتا المياه والإرهاب.


نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكاذيب إسرائيلية أكاذيب إسرائيلية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon