توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أنور عبدالملك.. استعادة التاريخ

  مصر اليوم -

أنور عبدالملك استعادة التاريخ

بقلم - حمزة قناوي

إذا كانَ لأمةٍ أن تستنهِضَ أفكار روادِها الطليعيين وممثلى قاطرة نهوضِها فى فترات تراجعها الحضارى أو مواجهة أزماتهِا وما يتهدَّدها وجوديًا، ففى ظَنِّى أن على مصر فى هذه الأيام تحديدًا، التى تسعى فيها إلى استعادة دورها الحضارى وريادتها «المنطقية» بحكم التاريخ للمنطقةِ وللأمة، أن تستحضِرَ وجوهَ شخصياتٍ وطنيةٍ آمَنَت بمصر، واستطاعت تحليلَ وتَعميقَ مَفهوم «الهويةِ» المصرية.

من أبرز الوجوه التى تستحضرها اللحظة بما تحمله من قدريةٍ تصل إلى حدِّ الضرورةِ، وجهُ وصوتُ العالِم المصرى الراحل أنور عبدالملك، هذا المفكر المصرى الذى كتبت عنه يومًا إحدى الصحف الفرنسية أنه يقوم لمصر فى الخارج بنفس الدور الذى يلعبه «هيكل» فى الداخل، مُعرِّفًا بدور مصر الريادى وحضارتها الضاربة فى القِدم، وربط ذلك التاريخ بخطٍّ متواصلٍ من النضال والفكر والعمل والاتساق التاريخى مع الهُويَّةِ فى مساراتٍ متعددةٍ سارَ فيها معًا فى العمل الأكاديمى أستاذًا بجامعة السوربون ونائبًا للاتحاد الدولى لعلم الاجتماع، بالتوازى مع العمل الصحفى، يكتب فى صحف فرنسا واليابان، وقبلهما مصر (الأهرام والوفد والهلال.. وغيرها).. لقد آمن المفكر الكبير الراحل بفكرة تبدُّل العالم وتحوُّلِهِ من ثنائية المعسكرين المتصارعين يومًا «الولايات المتحدة، والاتحاد السوفيتى، ووريثها اللاحق- روسيا» إلى تعددية الأقطاب، وظهور مراكز ثقل حضارى وجيواستراتيجى فى عواصم موزعة على قارات العالم «خاصة آسيا»، ستستأثِرُ بالنصيب الأكبر من مركزية القرار، وقد تحققت رؤيته- مكتملةً- بعد رحيله، رحمه الله، منذ ستّ سنوات

كان يرانى غير مستوعبٍ كل ما يقول، فيستطرد: إن مصر استطاعت بتمسكها بجوهرها الحضارى أن تعزز هويتها المنتمية جذورًا وأصولًا إلى الحضارة الفرعونية.

إن مصر أكبر من أن تدخل فى كمونٍ غير فاعلٍ أو تقيد كل قدراتها الهائلة وتغرق فى مساحتها الداخلية ناسيةً العالم (وهو الوصف الذى شخَّص به جمال حمدان واقع مصر بعد اتفاقية كامب ديفيد التى جعلتها تنعزل عن محيطها، وتنكفئ على قضايا الداخل).

لقد كان أنور عبدالملك مؤمنًا بمصر إلى حدِّ يتبع الإيمان العقائدى مباشرةً، ويؤكّد لى أن «التاريخ الوطنى» يظلُّ كائنًا حيًا يجب استعادته عند الشدائد وفى المفترقات، وليس مجرد أحداث ومُدوَّنات تمُر فى ذاكرة الشعوب، وأن دور مصر كتبت جغرافيتها حتميته قبل أن يؤكِّده التاريخ، كما كان مؤمنًا بأن التاريخ نفسه قابل للمساءلة، مساءلة التنقيب عن المحطات المستعادة فيه مواجهات وتحديات وعبور، وقد مرَّت مصر بها جميعًا، ومازالت فى قلب امتحانِها.

إن مصر أحوج ما تكون هذه الأيام لاستعادة وجه أنور عبدالملك وأفكاره وإيمانه بها، خاصةً فى قدرتها على صناعة التاريخ والانتصار للبقاء والبناء فى مسيرة إنسانها وحضارته.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنور عبدالملك استعادة التاريخ أنور عبدالملك استعادة التاريخ



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon