توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نجاح عبدالله سليمان

  مصر اليوم -

نجاح عبدالله سليمان

بقلم - نجاح عبدالله سليمان

 خطة موفد الأمم المتحدة مارتن غريفيث للسلام في اليمن، تدعو الحوثيين إلى التخلي عن الصواريخ الباليســـتية في مقابل وقف قوات التحـــالف الـــعربي عمليات القصف، والتوصل إلى اتفاق على حكم انتقالي. وجاء في مسودة الخطة أن على الأطراف العسكرية التي لا تتبع الدولة، تسليم أسلـــحتها بما فيها الصواريخ الباليســـتية بطــريقة منظمة، على أن يشرف مجلس عسكري وطني على خطوات الانسحاب التدريجي لتلك الجماعات من منـــاطق معينة، وتسليم الأسلحة. وتشمل الوثيقة خططاً لتشــكيل حكومة انتقالية تُمثَل فيها المكونات السياسية بالدرجة الكافية، وتنص الخطة على التعامل مع قضايا مثل العمليتين الدستورية والانتخابية، والمصالحة بين الأطراف لاحقاً، ضمن جدول عمل للانتقال السياسي.

قد تكون النية هي ربط الجوانب الأمنية بالسياسية بدءاً بوقف القتال، ثم الانتقال إلى سحب القوات وتشكيل حكومة وحدة وطنية، والهدف الأخير قد يكون الأكثر صعوبة. وقد تكون هناك ثلاثة ملامح، هي أبرز ما تحمله خطة غريفيث، تتمثل في سحب السلاح، ومرحلة انتقالية تشمل مشاركة الحوثيين في الحكومة، وتنتهي بانتخابات.

تكمن المشكلة هنا، في أن السلام صعب على الحوثيين بما أنهم لا يستطيعون البقاء من دون الحرب واختلاق أعداء لتحشيد الناس معهم. هم لا يمتلكون مشاريع بناء، ذلك أن تفكيرهم ينصب دوماً على أن ما حصلوا عليه بالقوة لن يتخلوا عنه إلا بالقوة، وأن السلام لن يكتب لهم أي حياة أو تطور، فمنذ الحروب الأولى كانوا مجرد عصابة، والآن سيطروا على موارد دولة.

الواقع أن هناك أمرين لا ثالث لهما في اليمن، إما هزيمة الحوثيين، وإما أن يتحول الحوثيون إلى نموذج مقلق وإرهابي، كـ (حزب الله) في لبنان. فهذه الجماعة ما زالت تستمد وجودها من بقاء السلاح وتجنيد مقاتلين، وليس من برنامجها السياسي، والتجربة التي خاضتها الجماعة في الحوار الوطني لم تنضجها سياسياً، حيث شنت حربها على اليمنيين بعد الحوار مباشرة. ففي آخر خطاب لصالح الصمّاد أمام جمع من أنصار الحوثي في ميدان السبعين لم يذكر السلام أو العملية السياسية ولو لمرة واحدة، لأن الجماعة لا ترى أنها تستمد شرعيتها من هذه المفردات.

الواقع على الأرض هو أن جماعة الحوثي تعيش أسوأ وأضعف لحظاتها على الإطلاق، وذلك لأنها منذ غلطة قتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح مروراً بالانكسارات العسكرية والفشل الاقتصادي وخساراتها المتلاحقة لقيادات مهمة على المستوى العسكري، وأخيراً مقتل الصماد، خسرت الكثير من خياراتها. وتقديري، أن مقتله جاء مؤشراً على ارتفاع السقف أكثر من أي وقت مضى للعمليات العسكرية التي قد تنتهي إلى الحسم، خصوصاً بعد أن اطمأن التحالف أنه يمكن أن ينجز هذا الهدف عبر مسار عسكري مستقل عن الشرعية.

نعم نحن أمام جماعة تحاول تكريس واقع سيطرتها وتفردها في بقية مناطق سيطرتها، وإبقاء المجلس السياسي بعد فقده لمعناه بعد فك الارتباط مع صالح، واحدة من محاولات التماسك الداخلي والخارجي. فالمجلس السياسي يكتسب أي معنى واقعي، باعتبار أن القرار هو قرار الجماعة لكنه يظل المظلّة السياسية الممكنة لتسويق أن الجماعة تتشارك مع آخرين الحكم.

هنا يجب على الحوثيين الاعتراف بأن السلاح لا يمكن أن يكون بيدهم خارج سيطرة الدولة وتسليم مؤسساتها، وفِي المقابل على الحكومة المعترف بها دولياً إبداء الاستعداد لمراجعة كافة القضايا التي أدخلت البلد والإقليم في هذا المستنقع، وأن يتم ذلك بحضور السعودية كوسيط وشاهد وضامن. فالحسم العسكري لا بد أن يكون هدفه الحل السياسي ولا أتصور أن أحداً يظن أن الحلول العسكرية الغرض منها تصفية الآخرين واستئصالهم لأن هذا منطق عدمي وتفكير عبثي مدمر.

الحقيقة أن أغلب المحللين لا يعتقدون أن الحوثيين نضجوا سياسياً، إذا ما اعتبرنا أنهم بدأوا من الصفر، لكن مع ذلك، فإنهم يظلون ضعفاء في السياسة، وهو أمر يمكن ربطه بمقتل كثير من القادة السياسيين الأكثر تعليماً مثل عبدالكريم جدبان وأحمد شرف الدين. فحكمهم غير متوازن إلى حد كبير، ومرجع ذلك إلى اعتمادهم على حليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وهو أمر لم يعد بإمكانهم القيام به منذ انهيار هذا التحالف.

قد يكون المبعوث الأممي الجديد حريصاً على دفع محادثات السلام إلى الأمام، وفي نهاية المطاف يصعب تصور أي حل للنزاع قد يحدث نوعاً من التسوية السلمية... هنا يبقى أن التسوية السلمية من دون التزامات حقيقية لا تستحق ثمن الورقة التي طُبعت عليها. فقضية تسليم الأسلحة تعد واحدة من أكثر المسائل الحاسمة والشائكة، حتى لو لم يتم ذكر هذه المسألة الآن، فمن المرجح أن تسيطر على أي جولة من محادثات السلام.

يجب التركيز من التحالف، على أن ميليشيات الحوثي بدت هذه المرة أكثر جدية، في تعاطيها مع المبعوث الأممي، فهذا التغير في مواقف الحوثيين مؤشر على الضغوط الكبيرة التي تواجهها ميليشياتهم في مختلف الجبهات، خاصة في الحديدة بالساحل الغربي، حيث كانت الجماعة في السابق متعنتة ولا تتعاطى بجدية مع مبادرات التسوية السياسية.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجاح عبدالله سليمان نجاح عبدالله سليمان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon