توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رمضان وغاية القرآن

  مصر اليوم -

رمضان وغاية القرآن

بقلم - جمال قطب

ستبقى «مفكرة رمضان» تزودنا بالقوى الروحية المتعددة، ففى رمضان تنزل القرآن الكريم على رسولنا العظيم، وغاية القرآن العامة هى ((كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور)).

نعم فالغاية العامة للقرآن هى إخراج الناس ــ كل الناس ــ من الظلمات.. ظلمات كثيرة وقفت فيها البشرية طوال قرون طويلة.. ظلمات أحاطت بالنفس، وظلمات اقتحمت القلب، وظلمات كثيفة سيطرت على العلاقات من جميع الظلمات.. ثم ينقل البشرية كلها إلى «النور».. فكما ترى، الظلمات جمع مجموع، أما النور فهو مفرد نور واحد يحيط بالشرية جميعها.

ــ1ــ


فالنفس البشرية «نفس الإنسان» قد سقطت فى مستنقع من الأمراض النفسية.. نعم فنحن نشاهد أناسا أصابها الكبر والاستعلاء تظن أنها فوق الناس، أو فى مقدمة الناس، مع أن كل واحد منهم لا يستطيع الاعتماد على نفسه فى أدنى الأمور، ولا يستطيع تقديم منفعة لغيره.
فتلك نفس متكبرة متضخمة كلامها أكثر من فعلها، وفعلها هابط لا يسمن ولا يغنى من جوع.
ومع الأنفس المتكبرة تجد انفسا منافقة تساعد المتكبر على كبره، كما ترى أنفسا مستضعفة تستسلم للمتكبرين وترضخ لهم، ولولا أن الأرض تحمل على ظهرها الأنفس الطاهرة والأنفس الزكية، والأنفس اللوامة، والأنفس المطمئنة.. لولا هؤلاء لحاق العقاب بالبشرية كلها. ولمثل أمراض الكبر والنفاق والاستضعاف جاء القرآن ليخرجهم من ظلماتهم ويتيح لهم نور الله بوحيه فيتناولون الدواء الإلهى فتتعافى الأنفس وتخرج من الظلمات إلى النور.

ــ2ــ


وقلوب البشر قد تسابقت نحو أمراض القلوب. فنرى قلوبا أصابتها «الغفلة»، فلا تتذكر واجبات حياتها، وقلوبا أصابها الزيغ فهى طامعة فى كل ما عند الناس لا تكتفى بشىء، وقلوبا أصابتها القسوة لا تعرف الرحمة ولا اللطف، وأمراض الحسد والرياء وغيرها كثيرة. وكل تلك الأمراض جاء القرآن يشفى القلوب بما أصابها من الزيغ والحسد والحقد والغل والغلظة.
ــ3ــ
أما علاقات البشر فحدث ولا حرج عما أصابها من أمراض، فعلى مستوى الأسرة والعائلة تفشى الخصام وقطع الأرحام وتزايد توتر العلاقات، وغابت الرحمة، واختفت المودة، وانتشر التفكك الأسرى وتكاثرت حالات الطلاق وخصوصا بين المتزوجين حديثا، وأصاب ذلك عددا كبيرا من الشباب والشابات بالخوف من الزواج.

ــ4ــ


وعلى مستوى الحرف والمهن انتشرت أمراض: التنافس غير الشريف والجشع والطمع، كما تطفل الجهلاء ليمارسوا حرفا ومهنا لا يتقنونها فانعدم الإنتاج، أو تكدس الإنتاج غير الجيد، وتزايد الغش وأصبح هو القاعدة فى المعاملات بين الناس، وزحف الشر إلى هؤلاء الذين يعملون فى الطعام والشراب إذ يسقون الزرع بمياه ملوثة!!!
كما يتعجلون نضج الزرع بإضافة بعض الكيماويات !!! دون خوف من الله.

ــ5ــ


وفى ميدان الثقافة والفنون نرى الإعلام والإعلان يتبنى شخصيات قميئة وأفكار مدمرة، وألفاظا جارحة وهم لا يدرون أن جرائمهم هذه تفقد الأمة حاضرها ومستقبلها.. وما قلناه يتكرر فى مجالات الطب والدواء، بل فى الدعوة والافتاء.. ولا عاصم من هذا الفساد المتراكم إلا نور الله الذى أنزله فى رمضان وهذا القرآن الكريم.

ــ6ــ


فالقرآن الكريم هو الذى يخرج الناس ــ كل الناس ــ من الظلمات إلى النور: يخرجهم من ظلمة الجشع والطمع إلى الرضا، بل يخرجنا جميعا من العنف إلى اللين ومن التدابر إلى التراحم، بل من التخلف إلى التقدم والازدهار.

يتبع

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان وغاية القرآن رمضان وغاية القرآن



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon