توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قراءة فى منتدى بطرسبرج ودلالاته

  مصر اليوم -

قراءة فى منتدى بطرسبرج ودلالاته

بقلم - نورهان الشيخ

 تحتفل مدينة سان بطرسبرج الروسية ذات الطلة الساحرة على بحر البلطيق بعيد ميلادها الـ315 حيث أسسها قيصر روسيا العظيم بطرس الأكبر عام 1703، كمنارة للثقافة والفن عبر القرون حيث متحف الأرميتاج ومسرح مارينسكي التاريخى الذى عرضت عليه روائع تشايكوفسكى وموسورجسكى وكورساكوف للمرة الأولى. وكعادته أضفى الرئيس بوتين لمساته على المدينة، لتصبح قبلة اقتصادية من خلال احتضانها منتدى بطرسبرج الاقتصادى الدولى، الذى عقد دورته الثانية والعشرين مبكراً عن موعدها فى مايو تحت شعار «بناء اقتصاد الثقة». ويعتبر المنتدى من أبرز المنتديات العالمية في عالم الاقتصاد والأعمال، التى تربط ما بين الاقتصاد والتطورات السياسية والاستراتيجية، ولا ينافسه فى هذا الخصوص سوى منتدى «دافوس» الدولى، وقد حمل المنتدى فى طياته رسائل ودلالات عدة.

أولها، رسالة مباشرة إلى الولايات المتحدة حملها مشهد الجلسة العامة للمنتدى التى جلس خلالها الرئيس بوتين وعلى يمينه الرئيس الفرنسى ماكرون، وعلى يساره كل من رئيس الوزراء اليابانى شينزو أبى ونائب رئيس الصين وانج تشى شان ومديرة صندوق النقد الدولى، فى مؤشر على أن روسيا أصبحت قبلة الطامحين للشراكة البناءة والمشروعات التنموية العملاقة ذات العائد الاقتصادى والمنفعة المتبادلة، ويشمل ذلك ليس فقط شركاء موسكو التقليديين كالصين، وإنما أقرب الشركاء الأوروبيين والآسيويين للولايات المتحدة، فرنسا واليابان، ويبدو أن جهود واشنطن لعزل روسيا وكذلك العقوبات التى فرضتها على موسكو باءت بالفشل.

فقد شارك فى أعمال المنتدى 15 ألف مشارك من أكثر من 70 دولة، من بينهم عدد كبير من الوزراء ورجال الأعمال من الدول العربية، في مقدمتهم وزير الطاقة السعودي بصحبة وفد هو الأكبر في تاريخ المنتدى، يضم أكثر من 150 مسؤلا ورجل أعمال، ورئيس الوزراء البحرينى الأمير سلمان آل خليفة، ووزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي. إلى جانب 40 من رؤساء أكبر الصناديق الاستثمارية في العالم، والذين يديرون أصولا تتجاوز قيمتها 5 تريليونات دولار. وتم على هامش المنتدى توقيع صفقات تجاوزت 700 مليار روبل. وكانت مديرة صندوق النقد الدولى، كريستين لاجارد، قد قيمت مؤشرات أداء الاقتصاد الروسى إيجابياً، وأشارت إلى أن روسيا استطاعت تجاوز عجز الميزانية وخفض البطالة بفضل الإجراءات التى اتخذها الرئيس بوتين، فى رسالة مطمئنة ومشجعة للمستثمرين ورجال الأعمال على الاستثمار وعقد الصفقات مع روسيا.

كما عكست القمة الروسية الفرنسية على هامش المنتدى، وقبلها القمة الروسية الألمانية فى سوتشى توجها أوروبيا واضحا لاستئناف التعاون مع روسيا وتنحية الخلاف حول أوكرانيا جانباً والمضى قدماً نحو المصالح المتبادلة. وذكر ماكرون بالتعاون التاريخى بين روسيا وفرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، وزيارة ديجول لمدينة سان بطرسبرج، وأكد أن الحوار مع روسيا يضمن استقلالية القرار الفرنسى والأوروبى، ويحافظ على التعددية فى السياسة الفرنسية.

من ناحيته أكد رئيس الوزراء اليابانى فى كلمته أمام المنتدى على تجاوز عقدة جزر الكوريل مع روسيا، والسعى لأن تكون الجزر رمزاً للتعاون بين البلدين بدلا من أن تكون رمزاً للخلاف بينهما وأن قمته مع الرئيس بوتين يوم 26 مايو هى لقاؤهما الـ21، فى دلالة على التفاهم والتواصل المستمر بين الجانبين، بل واستحدثت اليابان وزارة خاصة للتعاون الاقتصادى مع روسيا، دشنت 130 مشروعاً مشتركاً فى مجالات عدة أبرزها الطاقة.

ثانيها، أن الطاقة هى البوصلة المحركة للسياسة الدولية، وأن السياسة تسير بالتوازى مع أنابيب الطاقة، ويعد هذا أحد الأسباب الرئيسية المفسرة لتمايز الموقف الأوروبى عن نظيره الأمريكى. فالشركاء الأوربيون بدأوا يستشعرون أن الولايات المتحدة تسعى لتحقيق أهداف جيوسياسية على حساب حلفائها، وأن العقوبات على روسيا تمثل خطوة أحادية الجانب من جانبها لا تراعى المصالح الأوربية وتزعزع أمن الطاقة للاتحاد الأوروبي. ومن المعروف أن العقوبات الأمريكية ضد روسيا، تطال بالدرجة الأولى الشركات الأوروبية الناشطة في العديد من مشروعات الطاقة التى تتم بالتعاون مع أخرى روسية، وأبرزها مشروع «السيل الشمالي-2» لضخ الغاز من روسيا إلى شمال أوروبا، عبر قاع بحر البلطيق، وتشارك فيه شركات ألمانية وفرنسية ونمساوية وبريطانية هولندية، وهو المشروع الذى يجعل مع ألمانيا القابض على مفتاح الغاز لأوروبا. كما تشارك الشركات الفرنسية فى العديد من مشروعات الغاز الروسية، وأبرزها شركة «توتال» التى تشارك فى إنشاء مشروع «يامال» والذى يتضمن نقل الغاز الروسى إلى اليابان.

ثالثها، يتعلق بالقضايا الإقليمية التى كانت حاضرة وبقوة على أعمال المنتدى رغم طابعه الاقتصادى فى مؤشر آخر على ارتباط الاقتصاد بالسياسة. ففى جلسة أدارها المستشرق المتميز فاسيلى كوزنيتسوف وبحضور نائب وزير الخارجية الروسى، السيد ميخائيل بوجدانوف، عرض وزير الخارجية في حكومة الوفاق الوطني الليبية، محمد الطاهر سيالة، لتطورات الاقتصاد والأوضاع فى ليبيا، مركزاً على قطاع الطاقة الليبى، وجهود إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية قبل نهاية العام على أن تأتى كتابة الدستور الجديد عقب الانتخابات. كما عرض وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري، محمد سامر الخليل، للتطورات فى سوريا وتعافى الاقتصاد السورى ومشروعات إعادة الإعمار. كما تم طرح مسألة الانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى الإيرانى وتداعياته، وبدا توافقاً روسيا أوروبياً حول ضرورة التمسك بالاتفاق ورفض مواقف واشنطن أحادية الجانب وهو ما أكده الرئيسان بوتين وماكرون فى أكثر من مناسبة.

ومن سان بطبرسبرج إلى يكاترينبورج الروسية التى ستستضيف في يوليو من العام المقبل «القمة العالمية الأولى للصناعة والتصنيع» التي دعى إليها الرئيس بوتين، وتعد أول منتدى لوضع خريطة طريق للقطاع الصناعي العالمى، يتأكد الدور الروسى البناء عالمياً والجاذب لكل الدول والمؤسسات الساعية للتطوير والتنمية تحت شعار «ننمو معاً».

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراءة فى منتدى بطرسبرج ودلالاته قراءة فى منتدى بطرسبرج ودلالاته



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon