توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شعب متدين بطبعه!

  مصر اليوم -

شعب متدين بطبعه

بقلم-فتحية الدخاخني

اعتدنا على وصف المصريين فى كتب التاريخ وفى وسائل الإعلام، وحتى المناقشات العامة، بأنهم «شعب متدين بطبعه»، ومهما وقعت أحداث غريبة تتناقض مع الأعراف الدولية والتقاليد المجتمعية، وحتى الدينية، لا زلنا نعتبر أنفسنا شعبا متدينا بطبعه.

لا أعلم من أين جاءت هذه الصفة، وكيف التصقت بالمصريين، الذين لم يردعهم هذا الطبع المتدين عن المطالبة برشوة، ولم تمنعهم الأخلاق المزعومة من التحرش فى النساء والفتيات فى الشوارع وأماكن العمل والمقاهى وحتى المنازل بين أفراد العائلة الواحدة، ولم تشكل التقاليد التى تربوا عليها أى عائق لوقف حوادث العنف الأسرى التى تطورت إلى حوادث قتل بشعة، جعلت الأب والأم يقتلان أولادهما بقلب بارد؟!.

لا أعلم ما الذى حدث للمصريين، وأين اختفى هذا الطابع المتدين الذى ربما اتسموا به فى فترة من الفترات، هل هذا التعبير مجرد وصف مجازى لم ينطبق أبدا على المصريين؟، أم أن تدينهم من نوع خاص ليس له علاقة بتعاليم الأديان السماوية أو الأرضية، أو ربما جاء هذا الوصف كنوع من الإنكار للحالة المتردية التى أصبحت عليها الأخلاق المصرية، وكنوع من التبرير للتصرفات الخاطئة بلصقها فى الدين؟.

فنحن شعب نعشق التبرير وتعليق أخطائنا على شماعات الآخرين، فالفتاة هى المسؤولة عن جرائم التحرش، أما الرجل فهو بطل قومى يفعل ما تمليه عليه عاداته وتقاليده، ولعل قضية «متحرش التجمع» أكبر دليل على الانحدار القيمى وانهيار المعايير، وفقدان مؤشرات التفرقة بين الخطأ والصواب، فالفتاة ضحية التحرش فى التجمع تمت إدانتها وتحويلها إلى شخص باحث عن الشهرة، فى حين تم تمجيد المتحرش باعتباره شخصا لطيفا «عاكس بذوق»، وأصبح نجما من نجوم المجتمع يتباهى بما فعل فى كل مكان يذهب إليه.

فى كل يوم نطالع أخبارا عن جرائم قتل وتحرش وفساد وسرقة، ومع كل جريمة من هؤلاء نجد مبررات لا تسمن ولا تغنى من جوع، وإن كانت هذه الأخبار والجرائم ليست إلا قليل من كثير يظهر على السطح، فلو تجولت فى الشوارع ستجد أن العنف أصبح جزءا من الحياة اليومية للمصريين، والشتائم أصبحت جزءا رئيسيا من قاموسهم اليومى، حتى أنها وصلت للأطفال، والرشوة أمر طبيعى فى جميع المصالح، والهيئات والمكاتب، تحت مسمى «الشاى» أو «القهوة»، وغيرها الكثير من العادات التى وسمت المصريين وربما غيرت سمتهم الرئيسية وهى «التدين الطبيعى». أعتقد أن ما وصلنا إليه هو استمرار للانهيار القيمى الذى تحدث عنه أستاذنا جلال أمين فى كتابه «ماذا حدث للمصريين»، وهو أمر يحتاج إلى دراسة وبحث، فلم يعد كافيا إدانة مثل هذه الجرائم فى وسائل الإعلام أو على مواقع التواصل الاجتماعى.

نقلا عن المصري اليوم 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شعب متدين بطبعه شعب متدين بطبعه



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon