توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الاثنين 24 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

«مجتمع جديد أو الكارثة»

  مصر اليوم -

«مجتمع جديد أو الكارثة»

بقلم -علي السلمي

قبل أن ينتفض قارئ عنوان مقال اليوم رافضاً له لغرابته وقسوته، أسارع بالقول بأنه عنوان لكتاب مهم للمفكر والفيلسوف المصرى الكبير دكتور زكى نجيب محمود، صدرت منه ست طبعات الأولى كانت عام 1979 والأخيرة أصدرتها «مكتبة الأسرة» عام 2007. والكتاب فى مجمله دعوة إلى إقامة مجتمع جديد أساسه العلم وسلطان العقل. وكما قال المفكر الراحل فى تقديمه لكتابه « ليس الفكر ترفاً يلهو به أصحابه كما يلهو بالكلمات المتقاطعة رجل أراد أن يقتل فراغه، بل إن الفكر مرتبط بالمشكلات التى يحياها الناس حياة يكتنفها العناء، فيريدون لها حلاً حتى تصفو لهم المشارب؛ وبمقدار ما نجد الفكرة على صلة عضوية وثيقة بإحدى تلك المشكلات، نقول إنها فكرة بمعنى الكلمة الصحيح».

واستناداً إلى قول مفكرنا الراحل أناقش قرار وزيرة الصحة بضرورة عزف السلام الوطنى وترديد قسم الأطباء فى الساعة الثامنة من صباح كل يوم فى جميع المستشفيات الحكومية والمراكز العلاجية والمعاهد التابعة للوزارة، وذلك دون التهكم أو السخرية من ذلك القرار أو ممن أصدرته، والتى فاضت بها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى ــ والحق أنه قرار جدير بالتهكم ــ!

وبداية، أسأل كما أرشدنا د. زكى نجيب محمود، ما هى المشكلة أو المشكلات التى يحياها المصريون ويعانون منها أشد العناء وما هى الحلول التى يتطلعون إليها من وزارة الصحة ومن وزيرة جديدة حلت محل وزير سابق أمضى فى المنصب الوزارى بضع سنين ابتداء من 19 سبتمبر 2015 حتى 14 يونيو 2018 دون إنجاز حل مقبول من الناس لتلك المشكلات؟

هل يرتبط قرار عزف السلام الوطنى وترديد قسم الأطباء بحل مشكلة التدنى فى الخدمات الطبية والعلاجية وسوء الإدارة الطبية فى مستشفيات الوزارة التى جاءت الوزيرة لرفع كفاءتها بعد أن عجزت جهود وزراء الصحة السابقين عن حلها بمن فيهم الراحل العظيم دكتور إبراهيم بدران! هل يرتبط حل الوزيرة بمشكلات نقص الأجهزة والأدوية والمستلزمات الطبية التى يُطلب من المرضى إحضارها على نفقتهم الخاصة، إن استطاعوا، وإلا فالموت هو الحل!! هل يفيد ترديد قسم الأطباء فى حل مشكلات الأطباء الذين يعانون أنفسهم من هزال المرتبات والمطالب المستمرة لصرف بدل العدوى ويعانون، كما يعانى المرضى، من سوء أوضاع المستشفيات وتردى بيئة العمل التى لا تُمكنهم من الوفاء بما أقسموا عليه؛ من مراقبة الله فى مهنته، وصيانة حياة الإنسان فى كافة أدوارها، فى كل الظروف والأحوال باذلًا وسعه فى استنقاذها من الهلاك والمرض والألم والقلق، وحفظ كرامة الناس وستر عورتهم، وكتم سرهم، وأن يكون على الدوام من وسائل رحمة الله،... إلى آخر القسم.

هل تعالج الوزيرة بقرارها مشكلة البلبلة التى نشأت عن تصريحات رئيسة هيئة التأمين الصحى عن تأجيل نظام التأمين الصحى الشامل بعد أن دشنه رئيس الجمهورية ليبدأ من أول أغسطس القادم [2018] معللة ذلك بتغيير وزير الصحة السابق، ورغم بيان الرئاسة حول التنفيذ الصارم للنظام ـ إلا أن ما أثارته تصريحات رئيسة الهيئة تعكس حالة من القلق لدى المواطنين الذين ينتظرون تفعيل ذلك النظام.

وبشكل عام وجاد، هل يعالج قرار الوزيرة بإذاعة السلام الوطنى وترديد قسم الأطباء أى مشكلة حقيقية مما يعيشها أهل المحروسة؟ الجواب قولاً واحداً أن ذلك القرار لا ولن يحل أى مشكلة من مشكلات منظومة الصحة فى مصر قال عنها الرئيس «مفيش علاج جيد فى مصر».

وعودة إلى كتاب دكتور زكى نجيب محمود وكان قد بدأه بمقال عن «سلطان العقل» جاء فيه «على أنه لا جدوى من أن نردد كلمة (العقل) بألسنتنا دون أن نعنى بها كل ما تعنيه تلك الكلمة، أو ما يجب أن تعنيه، إذ العقل ـــ آخر الأمر ــ هو التخطيط المدروس، ولا يكون للتخطيط المدروس معنى، إلا أن يكون هنالك أهداف واضحة مقصودة». إن كلام مفكرنا الكبير الراحل ينطبق ليس فقط على قرار وزيرة الصحة، بل ينطبق على أى قرار أو فعل أو توجيه لأى مسؤول وكل مسؤول!

ولنا جولات قادمة مع كتابات مفكرينا العظام جزاهم الله خيراً على ما قدموه للمحروسة التى أهمل أبناؤها هؤلاء المفكرين ولا يكاد المصريون يعرفون مجرد أسمائهم.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«مجتمع جديد أو الكارثة» «مجتمع جديد أو الكارثة»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon