توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العظماء الثلاثة: «ناصر وزايد والسادات»

  مصر اليوم -

العظماء الثلاثة «ناصر وزايد والسادات»

بقلم - إبراهيم البحراوي

مرت مئوية ثلاثة من الزعماء الأثيرين فى قلبى وفى تاريخ أمتنا العربية عام ٢٠١٨، وهم الزعيم جمال عبدالناصر، ولد فى يناير، والزعيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ولد فى شهر مايو، والزعيم محمد أنور السادات، ولد فى شهر ديسمبر من عام ١٩١٨.

أشعر أنهم جميعا يمثلون بتجاربهم الوطنية جامعة علمية وسياسية تعلمت فيها أنا وألوف الكتّاب وملايين العرب مُثلًا سياسيةً وطنيةً وقيمًا قومية ودروسًا نضالية، كلها مهمة، وتتلمذت فى فصولها على طرائق وأساليب كل منهم الثرية والمتنوعة فى مواجهة التحديات وقهرها.

لقد احتفلت جهات عديدة بكل منهم على حدة؛ فالناصريون احتفلوا بجمال عبدالناصر. والساداتيون احتفلوا بالسادات، والعروبيون احتفلوا بزايد.

أما فيما يتعلق بى، فإننى أجمعهم فى سياق واحد من الإعزاز والتبجيل والاحترام العميق، فأنا أرى فى الثلاثة وجوهًا متنوعة لذات القيم الوطنية والعربية النفيسة.

إنهم ثلاثة رجال، معادنهم نادرة تجمع بين صلابة الإرادة وقوة العزيمة والعواطف الوطنية الجياشة والتطلعات القومية لاستعادة وحدة العرب وإلحاقهم بركب التقدم الحضارى المعاصر.

إنهم درر وجواهر، ونجوم ستبقى لامعة متألقة على مر الزمان تومض لنا بالمثل والقيم التى ستهدى أجيالنا إلى دروب النجاح فى مواجهة التحديات القادمة.

لقد منحتنى الظروف فرصة أن أمثل أمام كل منهم فى لحظة نجاح كبرى، وأن أحظى عن قرب بقبس من بريق الزعامة والقيادة الذى تشع به عيونهم، وأن أتشرف بمصافحة يمنى كل منهم التى تشحن بدنك وروحك بقوة عزم لا تنتهى فى مراحل مختلفة من عمرى.

كانت مصافحتى الأولى لعبدالناصر فى بورسعيد عام ١٩٥٤، وسأعود إليها فورا.

وكانت مصافحتى للشيخ زايد فى أبوظبى فى العيد الوطنى لدولة الإمارات عام ١٩٨٦، وهو عيد يسجل النجاح الضخم الجليل الذى أحرزه الشيخ، عندما تمكن بالحكمة من إنهاء الواقع المبعثر للكيانات العربية الصغيرة وتوحيدها فى دولة قومية شامخة، هى دولة الإمارات العربية المتحدة التى أصبحت اليوم نموذجًا للدولة العصرية المتقدمة الجامعة بن قيم العروبة والأصالة من ناحية والحداثة والتقدم من ناحية ثانية.

كنت مدعوا إلى أبوظبى كأكاديمى وكاتب مصرى واستقبلنا شيخ العرب فى مقر الحكم بمشاعر قومية عروبية جياشة جعلتنى أشعر أن أرض الإمارات هى أرض لكل العرب، وأنها ركيزة صلبة للوحدة العربية الكبرى بنجاح تجربتها الوحدوية واحتضانها لقيم مساندة الأشقاء العرب فى كل ربوع أمتنا.

أما مصافحتى للسادات، فكانت فى قصر عابدين بالقاهرة، عندما حقق نجاحًا وطنيًا كبيرًا فى مرحلة العمل السياسى لتحرير سيناء، وأعادها كاملة إلى مصر بعد أن خلصها من مخالب الإستعمار الاستيطانى الإسرائيلى بمزيج نضالى جمع بين مرحلة الكفاح المسلح بحرب أكتوبر الظافرة وتوقيع معاهدة السلام، وكنت مدعوًا مع كوكبة من الأكاديميين بمناسبة دعوة الرئيس السادات للرئيس الإسرائيلى، إسحق نافون، أحد أقطاب معسكر السلام الإسرائيلى عام ١٩٨١.

عودة إلى عبد الناصر، جاءت مصافحتى لجمال عبدالناصر مرتين، أولاهما فى ساحة مبنى قناة السويس ذى القبة الشهيرة المطلة على قناة السويس التى تظهر فى الأفلام السينمائية كعلامة على مسقط رأسى مدينة بورسعيد، وكان بمناسبة إنجاز تاريخى كبير، أعاد لمصر رايتها واستقلالها الوطنى وكرامة مواطنيها وحريتهم فى شوارعهم ومدنهم وقراهم التى فقدوها منذ عام ١٨٨٢، عندما غزت القوات البريطانية مصر.

فى عام ١٩٥٤ جاء عبدالناصر ورفاقه من ضباط ثورة يوليو إلى بورسعيد، ليرفعوا العلم المصرى على صارى القاعدة البريطانية داخل مبنى رئاسة قناة السويس بعد توقيع إتفاقية الجلاء التى تنهى سيطرة قوات الاحتلال البريطانى التى استمرت عقودًا طويلة شهدت ثورة ١٩١٩ وموجات متلاحقة من الكفاح السياسى والمسلح ضد هذا الاحتلال.

تجمعنا نحن- أطفال بورسعيد- حول الأسوار من الخارج؛ نهتف بحياة مصر ونرفع صور شهداء قرية دنشواى عاليا، وفجأة فتحوا لنا الأبواب، فاندفعنا داخل مبنى رئاسة قناة السويس ومع التزاحم وجدت نفسىى وأنا طفل فى العاشرة أقف أمام جمال عبدالناصر، بعد أن شاهدته، وهو يرفع العلم المصرى، وسمعته وهو يلقى كلمته. مددت له يدى اليمنى، بينما حملت يدى اليسرى العلم المصرى، فنظر إلىّ بعاطفة أبوية غامرة، وصافحنى بيده اليمنى، ثم ربت بها على رأسى، فسرت فى نفسى شحنة عاطفية تجمع بين الفخر الوطنى والمحبة الشخصية لرمز هذا الفخر، وهى شحنة ما زالت تسرى داخلى قوية لا تضعفها الأيام، مهما مر الزمن، ولا تنال منها عوامل الشيخوخة والضعف التى تنال من قوة الأجسام مع مرور السنوات.

هذه كلمات لا تفى بحق العظماء الثلاثة.. ولا بد من العودة لكل منهم فى مقالات لاحقة.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العظماء الثلاثة «ناصر وزايد والسادات» العظماء الثلاثة «ناصر وزايد والسادات»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon