توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حل عادل لمأساة اللاجئين الفلسطينيين

  مصر اليوم -

حل عادل لمأساة اللاجئين الفلسطينيين

بقلم - إبراهيم البحراوي

الرئيس الأمريكى ترامب اسمح لى أن أواصل مخاطبتك بما أنك الرئيس الوحيد فى العالم القادر على إنهاء الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى بصورة تزيل أكواما من الكراهية والأحزان، ويحل محلها واقع جديد من علاقات الجيرة الحسنة بين الشعبين الفلسطينى والإسرائيلى.

لقد بلغ علمك بالتأكيد نبآن: الأول هو نبأ غضب الفلسطينيين من الموقف الأمريكى السلبى الذى أدى إلى إضعاف منظمة غوث اللاجئين «الأونروا»، والثانى نبأ مسيرة العودة السلمية الكبرى التى يقوم بها اللاجئون الفلسطينيون كل يوم جمعة منذ ستة أسابيع على مسافة من السياج الحدودى الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، فى محاولة للعودة إلى منازلهم المغتصبة بطريقة سلمية، وهى المسيرة التى ستصل إلى ذروتها بمحاولة عبور الحدود يوم ١٤ مايو الجارى.

أرجو أن تتصور حجم المأساة لأناس تركوا بيوتهم تحت تهديد السلاح والرعب من المجازر وفراراً من الموت منذ سبعين عاما، وهم يعيشون اليوم مجردين من الأمل فى الحياة، يحاصرهم واقع الحرمان ومشاعر المرارة وهم يحلمون بالعودة إلى ممتلكاتهم التى سُلبت منهم، والتى تقع فى مرمى أبصارهم.

سيادة الرئيس ترامب.. هؤلاء اللاجئون الفلسطينيون ولدت مشكلتهم بالتدبير الإسرائيلى المسبق وبالنار والدم، كما يقول المؤرخ الإسرائيلى بنى مورس، ولم يتركوا بيوتهم بمحض إرادتهم كما تزعم أبواق الدعاية الإسرائيلية، ولابد لهم من حل عادل يحيل استعدادهم للموت على أيدى القناصة الإسرائيليين فى مسيرات سلمية إلى رغبة فى الحياة لهم ولجيرانهم، وهو الحل الذى ينتظره منك العرب والأوروبيون وسائر دول العالم فى خطتكم للسلام الشهيرة بصفقة القرن.

لقد اعتمد بنى مورس فى رسالته للدكتوراه، التى نشرتها دار النشر التابعة لجامعة كمبريدچ تحت عنوان (The expulsion of palestinians and birth refugee problem) على الوثائق الإسرائيلية والبريطانية والأمريكية عن فترة إنشاء دولة إسرائيل عام ١٩٤٨، وهى الوثائق التى أُفرج عنها وأتيحت لاطلاع الباحثين فى مطلع الثمانينيات.

يقول بنى مورس اعتمادا على هذه الوثائق إن الخطة ذات البعد الأيديولوچى الصهيونى التى تم تطبيقها لدفع السكان العرب للهرب خوفا من المجازر قد وافقت عليها رئاسة الوكالة اليهودية برئاسة بن جوريون فى مايو ١٩٤٦، وتعرف فى الوثائق بخطة مايو، أما الخطة العسكرية التنفيذية لخطة مايو فهى الخطة (دال)، التى وافق عليها بن جوريون وقادة الهجاناه فى مارس ١٩٤٨.

يقول الدكتور بنى مورس إن رؤساء منظمة الهجاناه العسكرية اليهودية اجتمعوا فى شهر مارس عام ١٩٤٨ بقيادة بن جوريون، ووضعوا الخطة (دال) التى هدفت إلى حماية الدولة اليهودية المستقبلية، وكانت المهمة الأولى تتمثل فى إلحاق الهزيمة بالقوات الفلسطينية المحلية، وقد جاء فى هذه الخطة: «ولكى نضمن سلامة حركة السير على الطرق فلابد أولا من إسكات القرى والمدن المطلة على هذه الطرق بالقوة، فإما أن ترضخ لسلطات الهجاناه أو يتم تدميرها وترحيل سكانها بالقوة». ويعلق بنى مورس بقوله: «أى أن الهدف من هذه الخطة هو إخلاء التجمعات السكانية العربية الواقعة ضمن المنطقة التى ستقوم عليها الدولة اليهودية». لقد نصت الخطة (دال) على ضرورة احتلال المدن والقرى العربية، وإذا أمكن البقاء فيها بقوة الاحتلال فلا مانع، أما إذا تعذر ذلك فيتم تدميرها وإشعال النار فيها وطرد سكانها، وكذلك نسفها وزرعها بالألغام لضمان عدم عودة أصحابها لها. لقد جاء فى أوامر العمليات التى عثر عليها الدكتور بنى مورس بين الوثائق والتى كانت موجهة من قيادة الهجاناه إلى عدد من الألوية أنه يجب احتلال القرية أو المدينة وإشعال النار فيها أو تدميرها حسبما تراه مناسبا. يقول الدكتور بنى مورس تعليقا على هذا الأمر: «وبما أن هذه الخطة كانت تنطوى على توجيهات استراتيجية أيديولوجية لعمليات ترحيل السكان العرب وطردهم على أيدى قادة الجبهات بشكل غير مباشر، فإن الخطة دال قد وفرت غطاء رسميا مقنعا لقادة وحدات الهجاناه، حيث كانوا يدَّعون دائما أنهم طردوا السكان العرب من قراهم ومدنهم لأن الوضع العسكرى كان يتطلب ذلك الإجراء كإجراء مناسب».

سيادة الرئيس ترامب.. هذا هو التاريخ الدامى لمأساة اللاجئين الفلسطينيين أمامكم بالوثائق، فلتحولوه إلى تاريخ عادل مختلف فى صفقة القرن، لتكون بحق معجزة الإنصاف والسلام.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حل عادل لمأساة اللاجئين الفلسطينيين حل عادل لمأساة اللاجئين الفلسطينيين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon