توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاقتصاد العالمى يتجه شرقاً

  مصر اليوم -

الاقتصاد العالمى يتجه شرقاً

بقلم : د.محمود محيى الدين

 نص كلمة الدكتور محيى الدين فى مؤتمر «الاتحاد من أجل المتوسط»:

(بالنسبة لمنطقة البحر المتوسط ومناطق أخرى، فإن الجغرافيا تهتم بدرجة كبيرة بتحديد ما هو مطلوب، وما هو ضرورى، وما سيفشل فى مجال التجارة والتنمية. فكان أحد الاستنتاجات الرئيسية فى تقرير التنمية العالمية لعام 2009 «إعادة تشكيل الجغرافيا الاقتصادية»، وذلك لأهمية الأمر لتحقيق نمو سريع ومشترك. الحكومات يجب أن تعزز التكامل الاقتصادى، الذى يكمن جوهره فى أماكن تمركز الناس والمنتجات والأفكار.

الاتجاهات والتحديات العالمية

لوضع المسائل المتعلقة بالسياسة والإصلاح المؤسسى فى السياق، نحتاج إلى النظر إلى بعض التوجهات العالمية التى تشكل فرصنا وتحدياتنا على المستوى الإقليمى والمحلى.

1. التحولات الديموجرافية: تتمتع العديد من البلدان، ولا سيما فى أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، بمعدلات مواليد عالية، وبالتالى عدد أكبر من الشباب.

2. هذا يصاحبه التحضر السريع.

3. يعد تغير المناخ سمة مميزة لكوكبنا وكيف نعيش فيه.

4. هناك بالتأكيد تقلبات فى أسعار السلع.

5. الاضطرابات التكنولوجية لها آثار كبيرة على أسواق العمل، والإنتاجية، والطريقة التى نعيش بها.

6 - فى الوقت نفسه، تعانى أجزاء عديدة من العالم من الهشاشة والصراع والعنف.

7. الاقتصاد العالمى يتجه شرقاً.

كل تلك التغيرات ستؤثر على اختياراتنا وقدرتنا على تحقيق أهدافنا.

أهداف التنمية المستدامة وأهداف التوأمة

■ تعد التنمية المستدامة هى العدسة السياقية الأكبر للأهداف العالمية، وصُممت هذه الأهداف العالمية والوطنية الـ17 لحماية الناس والكوكب وعدم ترك شخص وراءهم، وهى أهداف تتسق مع الأهداف المزدوجة لمجموعة البنك الدولى من أجل: القضاء على الفقر المدقع وتعزيز الرخاء.

■ جوهر هذه الأهداف يجعلنا ندعو إلى الاستثمار فى رأس المال البشرى، أشياء مثل التعليم والرعاية الصحية، ليس فقط لأنه الشىء الصحيح الذى ينبغى عمله، ولكن أيضاً لأنه يزيد النمو والازدهار على المدى المتوسط. وبالمثل، نحتاج إلى الاستثمار فى البنية التحتية المادية لتعزيز النمو. وبالنظر إلى العقبات التقنية والمالية، فمن الضرورى أن يلعب القطاع الخاص دوراً مركزياً فى القيام بهذه الاستثمارات وإدارة المخرجات.

النقل المستدام

على الرغم من أن السفن تعتبر أكثر وسائل النقل كفاءة فى استخدام الطاقة، إلا أنه لا يزال يستخدم كميات هائلة من وقود السفن، وهو منتج ثانوى، لتكرير النفط الخام الذى يتسبب فى خسائر فادحة للبيئة.

إذا كان لصناعة السفن بلد خاص بها، فسوف يحتل المرتبة السادسة بين أكبر الدول المنتجة للغازات الدفيئة فى جميع أنحاء العالم بين اليابان وألمانيا. وعلى الرغم من بلوغ نصيب قطاع السفن فى الانبعاثات العالمية حاليا 2-3%، إلا أن الطلب على النقل البحرى آخذ فى الارتفاع، وكذلك الانبعاثات.

وفى هذا السياق، يعد ضبط نشاط قطاع التجارة البحرية فى ظل تغير المناخ أمراً مهماً.

■ اقترحت مجموعة البنك الدولى مبادرة عالمية استراتيجية جديدة لدعم تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.

التجارة

■ النقل المستدام ليس غاية فى حد ذاته. فهو يمكّن التجارة، والتجارة تخلق فرص عمل وتحديا من الفقر وتزيد من الفرص الاقتصادية، فبعد الانحدار العالمى فى الاقتصاد، شهد العالم نمواً فى حجم التجارة بنسبة 4.3٪ فى عام 2017، وهو أسرع معدل فى 6 سنوات. أسهمت التجارة إسهاما كبيرا فى زيادة الناتج المحلى الإجمالى فى العديد من البلدان، حيث تتاجر الشركات بالسلع عبر الحدود، ويمكن للناس الوصول إلى السلع والخدمات بأسعار أقل.

■ العصر الحديث للتجارة الدولية هو واحد من التفاعلات متزايدة التعقيد بين الناس والشركات والمنظمات، والتى تتمثل فى سلاسل التوريد عبر البلدان والمناطق. تتطلب التجارة الآن اتصالا أبعد من كونه عبر الطرق والسكك الحديد أو الإبحار، لكنها تتطلب اتصالات سلكية ولاسلكية وأسواقا مالية ومعالجة معلومات.

■ تظهر الأبحاث أن التجارة قد أسفرت عن فقدان البعض وظائفهم فى بعض المناطق والصناعات، فى حين تسارعت التكنولوجيا وعمقت هذه التغييرات على العمال. لحماية نظام التداول الأوسع نحتاج إلى الاعتراف بهذه التأثيرات والعمل على منح العمال مزيداً من الفرص للاستفادة منها.

■ يترتب على تزايد تعقيد التجارة آثار خطيرة على فقراء العالم، الذين غالباً ما ينفصلون عن الأسواق العالمية أو الإقليمية - أو حتى المحلية - بشكل غير متناسب. قد تكون جيوب الفقر هذه قريبة جغرافيًّا من الأسواق الحيوية الحضرية، ولكنها معزولة اقتصادياً عنها.

■ اليوم، ترتبط التجارة عبر البحر الأبيض المتوسط، الذى يعد جزءا صغيرا من سلسلة التجارة العالمية، التى تشكل النقل البحرى العالمى للحاويات المنظم حول الصين وسنغافورة وقناة بنما ومضيق جبل طارق وقناة السويس. ولم تعد الخطوط البحرية تعمل من نقطة لنقطة لكنها تعمل كنظام محورى.

■ من خلال موقعها الجغرافى، تمتلك مصر فرصتين متصلتين للعمل كمركز تجارى لمنطقة شرق المتوسط. الأولى تعتمد على التجارة التى تعبر من قناة السويس بين آسيا وأوروبا، والتى تلعب فيها مصر الآن دوراً بسيطاً. أما الثانية فتعتمد على الحاجة إلى جمع التجارة البرية بين دول المشرق والمغرب العربى وبين أوروبا وشبه الجزيرة العربية، لنقل مصر.

• تحقق مصر تقدما فى تحسين بنيتها التحتية للنقل. فى القطاع البحرى، تشمل التطورات الرئيسية توسيع قناة السويس فى عام 2016، وإنشاء منطقة قناة السويس الاقتصادية، كما وسعت حكومة مصر شبكة طرقها الوطنية بما يقرب من 5000 كيلومتر فى السنوات الـ4 الماضية، مما أدى إلى زيادة كبيرة فى نقل البضائع بالشاحنات.

■ تمتلك مصر القدرة على تحسين نقل البضائع واللوجستيات والمعالجة الجمركية.

التوصيات

■ كيف ينبغى أن يستجيب صانعو القرار؟ أولاً، يجب أن يعملوا عبر الحدود لتيسير مسارات التجارة. وعندما تتخذ عدة كيانات قرارات على أساس مجال تأثيرها الخاص، فإن ذلك يؤدى إلى فقد فى الثروة والإنتاجية والقدرة التنافسية.

■ ثانياً، تتطلب زيادة القدرة التنافسية استثمارات فى البنية التحتية ورأس المال البشرى. إن مشروع رأس المال البشرى، الذى أطلقه البنك الدولى مؤخراً، هو جهد جديد لفهم العلاقة بين الاستثمار فى الناس والنمو الاقتصادى، وتسريع التمويل لاستثمارات رأس المال البشرى.

■ ثالثاً، تحتاج منطقة البحر الأبيض المتوسط إلى مزيد من التعاون لزيادة التجارة داخل الإقليم، من خلال تحديد الطرق وسلسلة الشحن والتوريد وجمع البيانات وتحديد معايير الصناعة وزيادة التجارة والاستثمارات فى البنية التحتية والمنتجات والخدمات التكميلية داخل المنطقة.

■ رابعاً، لتعزيز النمو والاستقرار، تحتاج المنطقة إلى تدخلات تكميلية فى التوصيل والاتصال بالمناطق النائية. يجب أن يعتمد أى مشروع على استراتيجية تكتل الموانئ، والتى ينبغى أن تكون جزءاً من الاستراتيجية الوطنية للشحن واللوجستيات.

وتتمثل إحدى الاستراتيجيات المحتملة فى جذب شركات شحن متكاملة، حيث تشارك أيضاً فى العمليات اللوجستية الداخلية والأماكن المتطرفة. يسر البنك الدولى أن يدعم الحكومة المصرية فى تطوير نموذج الشحن المتكامل والإمدادات اللوجستية وخطة النقل متعدد الوسائط.

■ خامسا، يمكن لصناع القرار والسياسيين التركيز على واحد أو بضعة موانئ أساسية وممرات أساسية، كما ينبغى التأكيد على التعاون عبر الحدود بين الموانئ والبلدان. ويجب أن تأخذ التنمية المتوازنة للشبكات البحرية فى الموانئ فى الحسبان الترابط الإقليمى والمحلى، وذلك من خلال النقل البحرى القصير والساحلى.

■ سادسا، ستؤثر التكنولوجيا بشكل متزايد على مشهد النقل المستدام فى كل شيء، بداية من جمع البيانات آليا، إلى الحد من وقت النقل والتكلفة والآثار البيئية.

■ أخيراً، يحتاج البحر المتوسط إلى المزيد من التوصيلات متعددة الوسائط.. تعتمد استراتيجية التوسع فى المناطق النائية على شبكات البنية التحتية وشبكات النقل، ويفضل أن يكون ذلك بالسكك الحديدية والممرات المائية البعيدة وشبكات الطرق التى يمكن أن تؤدى إلى سلسلة توريد ضرورية للنجاح.

مبادرة الحزام والطريق الصينية

■ أردت أن أتناول نقطة سريعة حول مبادرة الحزام والطريق الصينية، التى تسعى إلى تعزيز التجارة والتواصل العالميين، وإذا ما تم تنسيق الإصلاحات السياسية مع الاستثمارات، فمن المؤكد أنه يمكن أن تحدث تأثيرات إيجابية على التنمية.

■ مصر جزء حيوى للغاية من طريق الحرير البحرى، حيث تعمل قناة السويس كنقطة عبور رئيسية بين المحيط الهندى والبحر الأبيض المتوسط. سيكون من الأهمية الاستثمار فى البنية التحتية، مع وجود قناة السويس كنقطة عبور.

■ فالبحر الأبيض المتوسط ليس مجرد نُصب تذكارى لتاريخ التجارة، فهو الآن مختبر اقتصادى نابض بالحياة، يمكنه تحويل اقتصاداته وخلق مستقبل أكثر إشراقاً للملايين الذين يعيشون على شواطئه).

نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاقتصاد العالمى يتجه شرقاً الاقتصاد العالمى يتجه شرقاً



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon