توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بيان الحكومة مجرد كلام

  مصر اليوم -

بيان الحكومة مجرد كلام

بقلم - أشرف البربرى

تقول الحكمة الشعبية «أسمع بيان الحكومة أصدقه، أشوف قراراتها أستعجب». ويقول الشاعر العربى «يعطيك من طرف اللسان حلاوة.... ويروغ منك كما يروغ الثعلب».

هذا هو حالنا مع حكومة الدكتور مصطفى مدبولى ومع كل حكومة سابقة وندعو الله ألا يكون كذلك مع كل حكومة لاحقة.

ففى بيان الحكومة الفصيح أمام مجلس النواب قال مدبولى رئيس الوزراء ووزير الإسكان «لن نترك فقيرا واحدا يتكفف الناس»، ولكن قبل أيام قليلة خرجت علينا وزارة الصحة بقرار نقل 5 مستشفيات من القطاع العلاجى إلى قطاع أمانة المراكز الطبية المتخصصة. وترجمة هذا القرار هى «نقل هذه المستشفيات من قطاع الخدمة الطبية المجانية إلى قطاع الخدمة الطبية مدفوعة الأجر»، ليرتفع ثمن تذكرة العيادة الخارجية فى هذه المستشفيات من جنيه واحد أو جنيهين على أقصى تقدير إلى 10.5 جنيه، هكذا مرة واحدة يزيد السعر بأكثر من 900%.

ومن المستشفيات التى أعلنت الحكومة «سحبها من فقراء الشعب المستحقين للعلاج المجانى» وتوفيرها «لمن يستطيع أن يدفع ثمن الخدمة الطبية» مستشفى الشيخ زايد فى منشية ناصر بالقاهرة وبنى سويف العام و15 مايو. فهل تبرع الشيخ زايد آل نهيان، رحمه الله، ببناء مستشفاه فى منطقة منشية ناصر العشوائية الفقيرة لتقديم الخدمة الطبية لهؤلاء الفقراء بالمجان أم لكى تأتى الحكومة وتسحبها منهم؟ وهل سكان 15 مايو ممن لا يستحقون العلاج المجانى فقررت الحكومة حرمانهم من مستشفاهم المجانى؟ وهل يوجد بديل يخدم الفقراء بعد تحويل مستشفى بنى سويف العام إلى «مستشفى مدفوع الأجر»؟

وبعيدا عن الكلام الكثير الذى يردده المسئولون والإعلانات الترويجية التى تبثها القنوات الرسمية وشبه الرسمية، عن حتمية «الإصلاح الاقتصادى المر والمؤلم» وعن ثمار النمو التى ستتساقط على رءوس الناس خلال الفترة المقبلة، فما نراه من سياسات حكومية على الأرض تقول إن الحكومة لا تعتزم النظر بعين العدالة الاجتماعية إلى الشعب الذى تحول إلى مجرد مصدر لتمويل هذه السياسات بشتى أنواع الضرائب والرسوم التى لا يرى لحصيلتها أثرا مباشرا ملموسا على حياته حتى الآن.

فالمدارس الحكومية الجديدة من «يابانية إلى نيلية» برسوم تنافس القطاع الخاص، والرعاية الصحية مدفوعة الأجر تتوسع على حساب الخدمات المجانية من الناحية الرسمية، والدعم الزراعى الذى يستهدف الفلاح يكاد يكون قد تلاشى، والخدمات المرتبطة بهذا الملف من تطهير دورى للترع والمجارى المائية إلى الإرشاد الزراعى والتأمين على الماشية سقطت سهوا من خطط الحكومة، بغض النظر عما يمكن أن يكون مكتوبا فى الملفات لأن «الورق ورقنا والدفاتر دفاترنا»، وسعر شقة الاسكان الاجتماعى يلامس الـ 200 ألف، ومشروع دار مصر للإسكان المتوسط، سيصبح إسكانا فاخرا بأسعار فاخرة أيضا.

هذه الحقائق الموجودة على الأرض تجعل المرء يحار بشدة، هو يتابع بيان الحكومة الذى ألقاه السيد مدبولى بمحاوره الستة أمام البرلمان وما فيه من كلام جميل ولغة بليغة عن الانحياز للفقراء وتمكينهم وتوفير العمل لمن يستطيع منهم والمساعدة المالية لمن لا يستطيع العمل.
المشكلة أن تقليص ما هو مجانى أو منخفض التكلفة من الخدمات الحكومية، بدءا من اتوبيس النقل العام وانتهاء بتذكرة العيادة الخارجية فى المستشفى العام بات نهجا حكوميا تسير عليه أغلب الوزارات والهيئات الخدمية التى لم تعد ترى للمواطن أى حق فى الحصول على خدمة مقابل كل ما يدفعه من ضرائب ورسوم، بدءا من ضريبة القيمة المضافة التى وصلت إلى ساندوتش الفول والطعمية فى بعض المطاعم وانتهاء بضريبة المواريث المقترحة التى ستجعل من الحكومة تقاسم الأرامل واليتامى فى ميراثهم.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيان الحكومة مجرد كلام بيان الحكومة مجرد كلام



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon