توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يسقط الإعلام المستقل

  مصر اليوم -

يسقط الإعلام المستقل

بقلم - أشرف البربرى

كشفت ردود الفعل على فخ «تعيين ميت وزيرا للنقل» الذى تم نصبه لوسائل الإعلام المصرية وسقط فيه أغلبها، عن كارثة أكبر، وهى أن قطاعا واسعا من السلطة ودوائر الإعلام والسياسة الموالية لها تتربص بوسائل الإعلام التى تحاول القبض على جمر المهنية والاستقلال من أجل صالح هذا البلد وشعبه.
الممارسة الفعلية تقول إن هناك دوائر عديدة فى البلاد لا تدرك أهمية وجود إعلام مستقل ومهنى فى مصر، وتتصور أن الإعلام الموجه والصوت الواحد هو الخيار الوحيد المقبول، وهو ما دفع الكثيرين حتى من الموالين للسلطة والدائرين فى فلكها إلى الشكوى من التضييق عليهم لمجرد أنهم استخدموا مفردات وتعبيرات «ليست من القاموس الموحد» الذى تريد هذه الدوائر فرضه على الجميع.
هذه الممارسة العملية تنتهك مواد الدستور المؤكدة على حرية الإعلام والتعبير، وتدهس مواد القوانين المنظمة لحق الشعب فى المعرفة وحق وسائل الإعلام فى الحصول على المعلومات ونشرها، لأن الدوائر المؤثرة فى السلطة، ترى أن الإعلام الحر يهدد «الالتفاف الشعبى حول القيادة» ويشجع على نمو أفكار ورؤى مغايرة لتلك الأفكار والرؤى الرسمية. 
وعلى الرغم من أن سقوط وسائل الإعلام فى كمين «خبر تعيين ميت وزيرا للنقل» هو خطأ مهنى كبير، كان يمكن تجنبه بسهولة، فإن ما حدث بعد ذلك وانطلاق حملة التشكيك فى مصداقية الإعلام بشكل عام، يثير الكثير من الشكوك حول الواقعة برمتها ويرجح نظرية المؤامرة، وأن ما حدث ربما كان فخا مقصودا بهدف الإضرار بوسائل الإعلام وبخاصة المستقلة.
المأساة أن هؤلاء الذين يصرون على محاربة الإعلام الوطنى شبه المستقل وتقييده، لا يدركون أنهم ببساطة يقدمون خدمة جليلة لوسائل الإعلام الخارجة على النظام والقادمة من الخارج بإخلاء الساحة لها، خاصة أن السلطة بكل ما لديها من إمكانيات لم ولن تستطيع منع وصول الرسائل الإعلامية القادمة من الخارج إلى كل بقعة فى أرض مصر.
فبعد أن نجح هؤلاء الذين يرون أنهم دون سواهم الفاهمون لمحددات المصلحة العليا، والمدركون لطبيعة المخاطر التى تهدد البلاد، والقادرون على تحديد ما ينفع الناس وما يضرهم، فى تقليص مساحة التنوع فى المشهد الإعلامى الوطنى المصرى إلى درجات غير مسبوقة، تمددت وسائل الإعلام القادمة من الخارج، غير الملتزمة بأى ضوابط والخارجة عن أى سيطرة، فأصبح لهذه الوسائل رغم خطورة ما تبثه من رسائل على الرأى العام وجودها الذى لا يمكن إنكاره فى المشهد الإعلامى المصرى.
فبعد أن كان بعض المصريين يتابعون تلك القنوات التى تبث من خارج الحدود، وما يدور فى فلكها من مواقع إلكترونية باعتباره مادة فكاهية، ويتابعون خطاب مذيعى برامجها الصارخ والزاعق على سبيل الترفيه وكسر الملل، دون أن يعيروها أى اهتمام حقيقى، تحولت هذه القنوات الآن بالنسبة لقطاع لا بأس به من المواطنين العاديين إلى وجبة إعلامية رئيسية لا لشىء إلا لأنها تنفرد حاليا بخطاب معارض، حتى وإن كانت معارضة غير وطنية، بعد أن جرى تأميم المشهد الإعلامى الوطنى فى مصر.
أخيرا، فهؤلاء الذين يتصورون أنهم أصحاب الحق الحصرى فى تحديد ما هى الرسالة الإعلامية التى تخدم مصالح البلاد وتلك التى تضرها، لا يدركون أنهم بما فرضوه على الإعلام من قائمة محظورات تتزايد كل يوم، بدعوى حماية الدولة من السقوط، يخدمون فعلا أصحاب الأجندات الحقيقية لإسقاط الدولة المصرية.

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يسقط الإعلام المستقل يسقط الإعلام المستقل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon