توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كلام فى البطاطس

  مصر اليوم -

كلام فى البطاطس

بقلم - أشرف البربرى

بعيدا عن الكلام من نوعية «استغلال المستغلين، واحتكار المحتكرين»، فإن أزمة البطاطس وأسعارها ليست إلا نتيجة من نتائج فشل السياسات الزراعية للحكومة. فالتجار موجودون طوال الوقت، وثلاجات تخزين البطاطس مملوءة بالبطاطس فى كل حين، ولكن الأزمة وكما قال السيد وزير الزراعة شخصيا سببها انصراف المزارعين عن زراعتها فى الموسم الحالى بعد الخسائر التى تكبدوها فى العام الماضى نتيجة انخفاض أسعارها، وعدم تدخل الحكومة لتعويضهم عن هذه الخسائر كما تفعل أى حكومة رشيدة فى العالم.
ففى فبراير 2018 أى قبل أكثر من 10 أشهر قال أحمد العباسى عضو بالنقابة العامة للفلاحين، إن سعر طن البطاطس انخفض إلى 900 جنيه للطن أى 90 قرشا للكيلو وهو ما يكبد الفلاح خسائر وصلت إلى 7500 جنيه لكل فدان، دون أى تحرك من جانب الحكومة التى رفعت أسعار السولار مع ارتفاع أسعار الأسمدة والتقاوى والمبيدات، فكان من الطبيعى تراجع الإنتاج فى الموسم الحالى.
كان لدى مصر حتى مطلع تسعينيات القرن الماضى منظومة دعم زراعى جيدة، تضمن حصول الفلاحين على الأسمدة والتقاوى والمبيدات وعلف الماشية بأسعار مخفضة، بما يضمن استقرار الإنتاج الزراعى والحيوانى بغض النظر عن تقلبات الأسعار، ولكن الحكومة تخلت عن هذه المنظومة تدريجيا استجابة لتعليمات صندوق النقد الدولى، فأصبح الفلاح وزراعته ومعهما المواطن المصرى وطعامه فى مهب الريح.
ليس هذا فحسب بل إن الحكومة التى رفعت شعار بيع خدماتها وفقا لأسعار السوق العالمية، والتى تقول إن لكل خدمة ثمنا على المواطن دفعه، هى التى تداهم مخازن التجار وثلاجات التخزين لتصادر ما فيها دون أى تحقيق أو دليل على ممارسة هذا التاجر أو هذه الشركة للاحتكار لتصبح حيازة البطاطس فى ثلاجة بطاطس جريمة مثل حيازة المخدرات.
للاحتكار وممارسته تعريف قانونى وإجراءات لإثباته، أمام ما تمارسه الحكومة الآن فليس سوى محاولة لتشتيت الانتباه بعيدا عن فشل سياساتها أو عن نتائج «سياساتها الإصلاحية التى يجنى المواطن ثمارها الآن». 
فالمفترض وفقا للاقتصاد الحر الذى تصدع الحكومة رءوسنا بالحديث عنه أن يكون جهاز حماية المنافسة هو المسئول عن إثبات ممارسة أى تاجر أو شركة للاحتكار ثم معاقبته، أم مداهمة المخازن والثلاجات ومصادرة ما فيها من منتجات بدعوى الاحتكار والاستغلال فهذا عبث شديد.
والحقيقة أن أسعار البطاطس ليست سوى حلقة واحدة فى مسلسل ارتفاعات غير مسبوقة لأسعار المنتجات الزراعية، وإن كانت الناس «تخجل» من الشكوى منها باعتبارها من الكماليات.
هذه الأسعار المرتفعة ليست إلا نتيجة مباشرة لسياسات زراعية أقل ما توصف بها أنها غير رشيدة. فمنظومة الدعم الزراعى التى ظلت تعمل بانضباط ملحوظ حتى مطلع التسعينيات تم التخلى عنها، وعمليات صيانة الترع والمصارف تراجعت بشدة، فتدهورت كفاءة الأراضى الزراعية وتراجع الإنتاج لترتفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة. 
لا حل لأسعار المواد الغذائية ما لم تعيد الحكومة النظر فى سياساتها الزراعية وتعيد الحياة إلى منظومة دعم زراعى حقيقى وجاد يعيد للفلاح الرغبة فى استغلال الأرض بدلا من تبويرها ويشجع الاستثمار الزراعى على نطاق كبير. فدون مثل هذا الدعم يصبح النشاط الزراعى غير جاذب للمستثمرين.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلام فى البطاطس كلام فى البطاطس



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon