توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«طيارة ورق» تتحدى طائرة شبح

  مصر اليوم -

«طيارة ورق» تتحدى طائرة شبح

بقلم - أشرف البربرى

مرة أخرى يؤكد الشعب الفلسطينى الحقيقة التى ينساها البعض ويتجاهلها البعض الآخر وهى أن «صاحب الحق قادر على اختراع سلاح المقاومة الفعال». ففى الوقت الذى تصور فيه أغلب صناع القرار فى العالم أن الشعب الفلسطينى لم يعد قادرا حتى على رفع الراية البيضاء وأن اللعبة انتهت لصالح العدوان الإسرائيلى، خرج علينا أطفال قطاع غزة بسلاح جديد أجبر إسرائيل على البحث عن هدنة أو تهدئة، بعد أن اعترف وزير الدفاع الصهيونى المتطرف أفيجدور ليبرمان الذى قال يوم 20 يوليو الماضى لدى زيارته للمستوطنات الإسرائيلية على حدود قطاع غزة «المشكلة الحقيقية هى تآكل آليات الردع لدى الجيش، إلى جانب فقدان الإحساس بالأمان لدى السكان (الإسرائيليين)، الذى لا يقل أهمية عن الأمن ذاته».

المعجزة أن السلاح الفلسطينى ليس أكثر من الطائرات الورقية التى يلهو بها الأطفال فى مختلف بقاع العالم، لكن الأطفال الفلسطينيين الذين يبحثون عن سلاح يقاومون به الاحتلال حولوها إلى قنابل حارقة تستهدف المستوطنات القريبة من قطاع غزة ومزارعها وغاباتها.

وفشلت منظومة الدفاع الصاروخية الإسرائيلية الشهيرة «القبة الحديدية» وطائرات الشبح الأمريكية فى التصدى للطيارة الورق الفلسطينية، فتجدد الحديث عن «الهدنة» أو «التهدئة» بين الفلسطينيين والإسرائيليين وكأن الطائرات الورقية أصبحت رقما فى معادلة القوة فى مواجهة الطائرات الشبح والصواريخ الذكية والغبية الإسرائيلية.
بالطبع فإسرائيل تمتلك واحدة من أكبر ترسانات الأسلحة المميتة فى العالم، وبالطبع فإسرائيل تخوض معاركها متحررة من أى قواعد قانونية أو أخلاقية فى حماية الولايات المتحدة، وبالطبع فأغلب الدول العربية شعوبا وحكومات تنظر إلى الممارسات الإسرائيلية المجرمة بقدر كبير من اللامبالاة.

لكن فى مقابل كل ذلك يأتى الشعب الفلسطينى ليؤكد فى كل مرة أنه متمسك بحقه وأرضه ولن يفرط فيها مهما كان الثمن مؤلما، ويؤكد قدرته على ابتكار الأسلحة والوسائل القادرة على إيلام العدو الإسرائيلى من ناحية وعلى كسب تعاطف الشعوب الحرة أو أحرار الشعوب فى العالم من ناحية أخرى. فعلها الفلسطينيون فى ثمانينيات القرن العشرين بانتفاضة الحجارة، وفعلوها فى العقد الأول من الألفية الثالثة بانتفاضة الأقصى، ويفعلونها الآن بالطائرات الورقية.

وكتب روجيل البار مراسل صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن الفلسطينيين نجحوا فى «إرسال درس متواضع لدولة تفتخر بشراء طائرة المراوغة الأكثر تطورا فى العالم، لكن لا يمكنها السيطرة على الطائرات الورقية البدائية التى تحرق أراضى النقب».

ونقل موقع الحدث الفلسطينى على الإنترنت عن الأديب الإسرائيلى اليسارى يهشوع سوبول قوله «حاولت أن أتخيل نفسى كطفل يعيش فى غزة فى هذه الأيام التى إما أن يموت فيها جيرانى وإما يصابون هم أو أقاربى ويعودون إلى البيت معاقين أو جثامين، عندها ماذا كنت سأفعل؟ كنت سأطير طائرات ورقية حارقة» نحو إسرائيل.

كلمة السر فى قوة «السلاح الفلسطينى» الهش هى إيمان الشعب بحقه وتمسكه بالدفاع عنه مهما كان الثمن. رأينا هذا عندما واجه الفيتناميون الجيش الأمريكى فى ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، ورأيناه عندما واجه الأفغان الجيش السوفيتى فى ثمانينيات القرن نفسه، ورأيناه فى نضال السود ضد عنصرية البيض فى جنوب إفريقيا، وغير ذلك الكثير من أمثلة انكسار الظلم بكل ما لديه من سلاح وعتاد أمام صلابة إرادة المظلوم صاحب الحق.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«طيارة ورق» تتحدى طائرة شبح «طيارة ورق» تتحدى طائرة شبح



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon