توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

للدولة شعب يحميها

  مصر اليوم -

للدولة شعب يحميها

بقلم - أشرف البربرى

التجارب البعيدة والقريبة للشعوب أكدت حقيقة واحدة وهى أن الشعب وحده هو القادر على حماية الدولة والحفاظ عليها من الانهيار والتفكك، فقديما لم يستطع الجيش الأحمر السوفيتى أحد أقوى جيشين فى العالم ومعه الحزب الشيوعى صاحب التشكيلات والتنظيمات الأفقية والرأسية إنقاذ الدولة السوفيتية من التفكك بسبب افتقادها للشعب الموحد المؤمن بهذه الدولة والراغب فى الحفاظ على هذا الكيان الإمبراطورى. والآن رأينا كيف فشل الجيش العربى السورى فى الحفاظ على الدولة السورية التى تفككت وتنازعتها القوى الداخلية والخارجية، لأن النظام السورى بحزبه وأجهزته وعلى مدى عقود فشل فى توحيد الشعب على مفهوم الدولة الجامعة لأن هذا النظام نفسه اعتمد على الطائفية فى تثبيت سلطته. وما حدث فى سوريا تكرر فى العراق وفشل الجيش الأمريكى نفسه فى الحفاظ على الدولة العراقية الموحدة بعد غزو العراق، ومن قبله فشل جيش صدام حسين ومعه حزب البعث فى توحيد الشعب بحيث تبقى الدولة إذا ذهبت المؤسسات أو تفككت. 
وفى ليبيا عندما شوه نظام العقيد معمر القذافى مفهوم الدولة لدى الشعب الليبى الذى توزع بين القبائل والجهات، حتى إذا جاءت ساعة الاختبار وانهارت قبضة القذافى القوية لم تجد الدولة الليبية الشعب الذى يحافظ عليها وإنما وجدت مجموعة من القبائل والجماعات المتصارعة، فكان الانهيار الذى تعيشه ليبيا حتى الآن.
فى المقابل فإن الشعب المصرى عندما استشعر الخطر يهدد وجود الدولة المصرية نتيجة تفشى الفساد السياسى والاقتصادى ورغبة نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى تحويل مصر إلى جمهورية موز يتم توريث حكمها لنجل الرئيس وحاشيته، نزل الشعب إلى الشارع وأطاح بنظام الحكم وأبقى على الدولة. وعندما حاولت جماعة الإخوان اختطاف الدولة المصرية والالتفاف على مبادئ وأهداف ثورة 25 يناير العظيمة عاد الشعب إلى الشارع مرة أخرى وأطاح بحكم الجماعة من أجل الحفاظ على الدولة وحماية أهداف ومبادئ الثورة.
وما حدث من الشعب المصرى حدث مع الشعب فى تونس الذى أطاح بحكم زين العابدين بن على وأبقى على الدولة التونسية رغم كل ما واجهه من مصاعب وتحديات سياسية واقتصادية وأمنية.
إذن من يريد الحفاظ على الدولة وحمايتها عليه أن يراهن على الشعب، وليس على أى تنظيمات أو كيانات مهما كان شكلها، ومبررات تشكيلها، فالتجارب أوضحت كما قلنا أنه لا الحزب الواحد الحاكم ولا المجالس العليا ولا اللجان المركزية قادرة على حماية وجود الدولة إذا لم يكن الشعب يؤمن بهذه الدولة ومستعد للتضحية بالغالى والرخيص من أجلها.
هذا الإيمان والاستعداد للتضحية لن يتحقق إذا لم ير الشعب أن القائمين على أمر هذه الدولة ومن معهم من السياسيين والإعلاميين يحترمونه ويعترفون بحقه فى الاختيار الحر، وعدم إهانة هذا الشعب، تارة باتهامه بأنه غير مؤهل للديمقراطية وأنه أقل من شعوب عشرات الدول التى سبقته على طريق الديمقراطية والحكم الرشيد، وتارة بالقول إنه لا يملك أى بديل مناسب لمن يحكمونه، رغم أن كل هؤلاء الحكام من أبناء هذا الشعب ومن نبت أرضه، وهو ما أكده الرئيس السيسى الذى اعتبر الشعب هو البطل الحقيقى.

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للدولة شعب يحميها للدولة شعب يحميها



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon