بقلم : داليا عثمان
وسط مشاغل الحياة اليومية تنتابنا حالة حنين إلى زمن مصر الجميل، بأهله البسطاء فى معيشتهم، بأطفاله وشبابه، بأغانيه، وأفلامه الأبيض والأسود، وعشنا لفترة طويلة نتخيل أن هذا الزمن لن يعود وأن الظلام لا يخلق نورا.. لكن جاءت «ندى شريف منسى» بصوتها الملائكى الذى يخفق القلوب ويطرب الآذان، خلال الاحتفال بالعيد الـ36 لتحرير سيناء وفعاليات الندوة التثقيفية للقوات المسلحة التى نظمتها إدارة الشؤون المعنوية بمركز المنارة، لتجدد الأمل بأن الزمن الجميل سيعود.
«ندى» وقفت على المسرح بثبات، رغم فقدها نور عينيها، تغنى أغنية من أغانى الزمن الجميل لعليا التونسية «يا حبايب مصر» التى تفاعل معها الحاضرون، لانبهارهم بسماعهم تلك الأغنية من فتاة فى العقد الثانى من عمرها، استطاعت أن تقهر الظلام بصوتها وبحركاتها الجسدية المتفاعلة مع كلمات الأغنية..
تلك الفتاة- باجتهادها وتحملها عبء البروفات لعدة أيام، ومعها فريق عمل قائم على إعداد هذا الحفل، بدءا من أصغر فرد فيه وحتى أعلى فرد فيه سواء كان مدنيا أو عسكريا- جسدت معانى كلمات الأغنية التى تقول «متقولش إيه ادتنا مصر.. قول هاندى إيه لمصر».
فحقا «ندى»، التى نجحت فى أن تخلق نورا لنفسها من الظلام الدامس، تجعلنا نقف أمام أنفسنا لنتساءل: «هاندى إيه لمصر؟»، كلا فى مكانه وطبيعة عمله.. علينا أن نخلق من الظلام نورا لبلادنا لنجدد عهد العودة إلى زمن مصر الجميل بشعبها.
وفى الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بدأنا التأسيس لنموذج جديد من عودة الزمن الجميل لمصر، وجاء الإعلان عن إنشاء أكاديمية للفنون بالتعاون بين إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة ووزارتى الشباب والرياضة والثقافة فى رغبة للارتقاء بذوق المجتمع وخلق حالة من الانتماء للوطن وتحمل مسؤولية عودة الزمن الجميل.
تضمنت الندوة التثقيفية للقوات المسلحة باكورة هذا التعاون من خلال فقرة فنية قدم خلالها أطفال كورال دار الأوبرا المصرية، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، مجموعة من الأغانى الوطنية، عبروا خلالها عن المشاعر الوطنية الصادقة التى تجول بخاطر مواطن مصرى عاشق لوطنه وقواته المسلحة، ليؤكدوا أنهم باكورة عودة الزمن الجميل، فمصر اليوم تبنى بناء حضاريا متكاملا بأبنائها ولن تتعامل مع قضايا المستقبل بالقطعة أو بعفوية.
إن عودة الزمن الجميل أولوية ملحة أكدها أبناء وشعب مصر، كل حسب موقعه، فقد عاش المصريون طوال تاريخهم حضارة إعمار وانسجام مع الذات والأرض التى عاشوها وبنوها عبر آلاف السنين، وجاء الاحتفال هذا العام بعيد تحرير سيناء ليكون رسالة بعودة الزمن الجميل وتأكيد تماسك المصريين، ففى الظلام عمل جنود مجهولون ليخرج هذا الحفل إلى النور، فعلينا أن نتوجه لهم بالشكر كما قال الرئيس عبدالفناح السيسى لـ«ندى» ولعازف العود الدكتور شادى: «إحنا بنشكركم والله أسعدتمونا وهل تقبلوا إننا نتصور معاكو ولا لأ»، بل نزيد على تلك الكلمات: «أنتم فخر لنا ولأهاليكم.
نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع