توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثرواتنا تهدر ونحن غافلون

  مصر اليوم -

ثرواتنا تهدر ونحن غافلون

بقلم - أسامة الألفي

 الأمطار والسيول التى هطلت على مدن مصر وقراها وأغرقتها، فضحت افتقارنا إلى التخطيط السليم، ورد الفعل السليم، إذ اكتفينا بإحالة بعض مسئولى المدن الجديدة إلى التحقيق، برغم أن كثيرًا منهم لم يكونوا فى موقع المسئولية حين تم التخطيط لإنشاء هذه المدن. نظرنا إلى الأضرار التى حدثت بالمدن التى يسكنها الكبار، وتجاهلنا البعد الاقتصادى لهذه الثروة التى هبطت علينا من السماء، ولم نحسن التعامل معها، فتحولت إلى نقمة أسفرت عن خسائر ضخمة بالأراضى الزراعية فى البحيرة ودمياط، فترسب المياه فترات طويلة بالأرض يدمرها، ويؤدى إلى التعفن البيئى وانتشار الآفات والحشرات والأمراض البكتيرية فيها، ويؤثر على مواعيد زراعة المحاصيل الشتوية. انشغلنا بلعن إثيوبيا وإلقاء اللوم على سد النهضة فيما نعانيه من فقر مائي، انزل حصة الفرد المصرى إلى قرابة 500 متر مكعب بينما حد الفقر المائى العالمى 1200 متر مكعب، وتجاهلنا أننا نترك البحر المتوسط يبتلع ثلث حصتنا من مياه النيل. تذكرنا أن الزراعة تأخذ 90% من مواردنا المائية، فحظرنا - دون تنسيق مع المزارعين - زراعة المحاصيل الأكثر استهلاكًا للمياه وأهمها الأرز، وتجاهلنا أن هناك أراضى «مطبلة» فى البحيرة والغربية ذات منسوب مرتفع من المياه الجوفية، يجعلها لا تصلح إلا لزراعة الأرز.

سعينا إلى علاج النتائج، ولم نسع إلى علاج الأسباب بالاستفادة من مصادر المياه المتاحة، والبحث عن مصادر بديلة، مثلما تفعل دول العالم، منذ صدور تقرير الأمم المتحدة «المياه فى عالم متغير»، الذى حذّر من أن نصف سكان العالم سيعيشون بحلول عام 2030 فى مناطق شحيحة بالمياه.

وحتى لا يساء فهم المقصد، أقول إنى لا أبرئ به إثيوبيا من جريمة محاولة سلب حقنا التاريخى من مياه النيل، وإنما أحاول إيضاح الصورة بهدف البحث عن البدائل، فحتى لوبقيت حصتنا من مياه النيل كما هى 55.5 مليار متر مكعب من المياه فلن تكفينا، لأن هذه الحصة - كما سبق وذكرت فى أكثر من مقالة - اتفق عليها وتعدادنا لا يتجاوز 20 مليون نسمة. وأولى البدائل هى الحيلولة دون استمرار ضياع 17 مليار متر مكعب من مياه النيل فى البحر المتوسط، بإقامة سدين عند فرعى النيل فى دمياط ورشيد، أو عمل تحويلة شبيهة بالقناة تمنع هدر المياه فى البحر، وتحولها إلى المناطق المحتاجة، لاستخدامها فى أغراض الزراعة والشرب، والاستفادة من مياه الأمطار والسيول، بإنشاء مخرات وبناء أقبية لتخزين المياه، وحقن الآبار بمياه الأمطار أو نشر المياه فى أحواض ذات معدل ترشيح عالٍ، وتنمية الآبار الجوفية الموجودة حاليًا بما يضمن عدم جفافها، وإقامة محطات تحلية، وأخرى لتنقية مياه المجارى وتكريرها لأغراض الزراعة، والاستفادة من الدلتا الجديدة للنيل التى تعوم فوق بحر من المياه الجوفية، كشفت صور الأقمار والدراسات الجيولوجية وجودها، وهى تبدأ من ثنية قنا وتتجه شرقًا حتى البحر الأحمر، ثم شمالاً لتضيف ظهيرًا شرقيًا جديدًا لمحافظات قنا وسوهاج وأسيوط، وأيضا كنز المياه المدفون غرب جبل الحلال، الذى يمر بمنطقة السر والقوارير بسيناء، إلى مجرى النيل القديم فى سهل الجلابة غرب كوم إمبو.

لقد آن يا سادة وقت العمل.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثرواتنا تهدر ونحن غافلون ثرواتنا تهدر ونحن غافلون



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon