توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وزارة التموين ومسؤولياتها عن ضبط الأسعار

  مصر اليوم -

وزارة التموين ومسؤولياتها عن ضبط الأسعار

بقلم - نادر نور الدين محمد

أنشئت وزارة التموين فى العديد من دول العالم أثناء الحرب العالمية الثانية بغرض إمداد المواطنين باحتياجاتهم من السلع التموينية والوقود ولم يكن الفقراء مستهدفين، بل كان التوزيع للجميع لكوبونات الكيروسين والسلع التموينية الأساسية لكل بيت ببطاقة تموين بسبب صعوبة الحصول على هذه السلع بالاستيراد أثناء الحرب وتهديد كل موانئ البحر المتوسط وأروبا وتراجع الإنتاج فى أغلب دول العالم بسبب تجنيد المزارعين. بعد انتهاء الحرب انتهى دور وزارة التموين فى أغلب دول العالم واستبدلتها بهيئات الغذاء والسلع التموينية أو أسندت مهامها إلى وزارات الزراعة بصفتها المسؤول عن إنتاج الغذاء وتوفيره سواء من الإنتاج المحلى أو بالاستيراد، ولكنها استمرت فى مصر طوال سبعين عاما لخصوصية الأسواق المصرية وعشوائية التجارة الداخلية وعدم دراسة التجار لأصول التجارة والاعتماد على كل من ليس له مهنة ولا صنعة فى بيع الخضروات والفاكهة والبقالة. الأمر الثانى أن مصر تستورد نحو 60% من احتياجاتها من السلع الغذائية الأساسية، وهو أمر فريد قلما يتواجد فى دولة زراعية أخرى بسبب تخلف الإنتاج الزراعى وبدائيته وقلة الإنفاق على البحث العلمى الزراعى لإنتاج الأصناف الجديدة المتأقلمة مع الاحترار العالمى وشح المياه وفى نفس الوقت عالية الإنتاجية.

وللسلع التموينية بعد اجتماعى غاية فى الخطورة، فهى أساس الاستقرار المجتمعى فى البلدان النامية والفقيرة، وجميع أعمال العنف والشغب التى شهدتها هذه الدول كانت بسبب ارتفاع أسعار الغذاء أو الوقود أو كليهما معا، بسبب كونهما من السلع الجرارة التى تجر أسعار كل شىء عاليا مع ارتفاع أسعارهما، فالغذاء طبقا للمبدأ الأممى هو للفقراء والأغنياء معا، وبالتالى كان مبدأ الحق فى الطعام مصحوبا بالتحذير من الجوع الخفى Hidden Hunger أو الوجه الجديد للجوع New face of hunger وهى أن تتوافر السلع الغذائية فى الأسواق والمحلات ولكن بأسعار تفوق قدرات الفقراء على شرائها، وبالتالى يتساوى وجودها من عدمه.

وإذا كانت وزارة التموين ليس لها شأن بضبط الأسعار وترك الفوضى تعم الأسواق، فلماذا تدخلت مؤخرا فى أزمة أرتفاع أسعار البطاطس وصادرت تقاوى البطاطس من الثلاجات وباعتها على كونها بطاطس أسواق، بما أدى إلى أزمة تضاعف أسعار تقاوى البطاطس الحالية بسبب تضاعف أسعار الاستيراد العاجل لها عن أسعار الاستيراد المتروى والمعتاد؟!، ولماذا تدخلت فى العام الماضى فى أزمة إرتفاع أسعار الطماطم ودخلت أسواق الجملة واشترت كميات هائلة منها وطرحتها فى المجمعات التعاونية بسعر خمسة جنيهات فقط ووقف المحافظون يبيعون الطماطم فى الأسواق ليثبتوا للشعب تفاعل الحكومة مع الحدث وحرصها على مصلحة الفقراء؟!.

والرأى هنا أن هناك سلعا أساسية فى الخضروات والسلع التموينية ينبغى أن تكون تحت الحماية المباشرة للدولة وهى البطاطس والبصل والطماطم فى الخضروات، والفول والعدس والأرز والسكر وزيوت الطعام والمكرونة والرغيف واللحوم المستوردة والدواجن فى السلع التموينية، وأن هامش ربح لهذه الأصناف ينبغى أن يكون تحت عناية الدولة كما فعلت المملكة العربية السعودية عام 2010 عندنا اشتكى شعبها الغنى من ارتفاع أسعار اللحوم، وتبين أن السبب هو ارتفاع أسعار الشعير المستورد الذى تتربع السعودية على قمة مستورديع، بسبب مبالغة المستوردين فى أرباحهم فقامت بتحديد هامش ربح 25% فقط من إجمالى تكاليف استيراد الشعير. وبالمثل قامت دولة الإمارات أثناء أزمة الغذاء العالمية 2010 بمنع رفع أسعار أى سلعة تم شراؤها بالأسعار القديمة استغلالا لأزمة أرتفاع أسعار الغذاء وأن رفع الأسعار لا يكون إلا بفواتير وصول السلع الجديدة. أما أن يشترى التجار المصريون الفول البلدى من المزارعين فى شهر مايو الماضى بسعر 600 – 700 جنيه للطن ويبيعونه حاليا بسعر 3600 جنيه للطن ووصل سعر كيلوجرام الفول إلى 36 جنيها فهذا أمر مرفوض.

وزارة التموين وزارة شديدة التخصص وهى ليست وزارة دبلوماسية ولكنها وزارة خدمية تتحكم فى أمن واستقرار البلاد، واسألوا مبارك ماذا قال فى أزمة شهداء الخبز.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزارة التموين ومسؤولياتها عن ضبط الأسعار وزارة التموين ومسؤولياتها عن ضبط الأسعار



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon