توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الثلاثاء 25 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

الحاجة إلى سياسة الملفات وسياسة الحوار

  مصر اليوم -

الحاجة إلى سياسة الملفات وسياسة الحوار

بقلم - نبيل عبد الفتاح

سياستا الحوار والملفات تشكلان جزءًا من حقائق الحياة السياسية المعاصرة فى عالمنا، وتلجأ إليهما النخب السياسية الحاكمة، والمعارضة والحكومات والأحزاب السياسية والجامعات ومنظمات المجتمع المدني، والنقابات لمواجهة المشكلات التى تواجههم، ولا يقتصر الأمر على بعض الدول الكبرى الأكثر تقدمًا، وإنما تلجأ إليهما بعض الدول النامية، والسؤال الذى نطرحه لماذا الحوار والملفات حول المشكلات الهيكلية السياسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية؟

1- بناء الحد الأدنى من التوافقات بين الأطراف / الفواعل المتحاورة.

2- المساهمة فى تجديد خلايا الإجماع الوطنى والشرعية السياسية على نحو يمنح القيادة السياسية والنخبة الحاكمة الحيوية، وهوامش للحركة وإصدار القرارات فى مساحات أوسع مما هو متاح قبل الحوار.

3- تؤدى العملية الحوارية إلى إنارة الرأى العام وشرائح اجتماعية متعددة حول طبيعة المشكلات الأساسية، والاعتلالات الهيكلية التى تواجه حياتهم وتؤثر على نوعيتها ومساراتها المستقبلية، ومن ثم تؤدى إلى تولية حالة من الرضا العام حول السياسات الرسمية.

4- الحوار عملية وآلية تؤدى إلى تخفيض معدلات الغضب الاجتماعى وتراكماته لدى بعض القوى والشرائح الاجتماعية، وتفريغ طاقاته على نحو سلمى وبناء سياسيًا.

5- الحوار عملية تنطوى على طابع تعليمى/ اجتماعى لبعض الشرائح الجيلية غير المشاركة فى العملية الحوارية.

السؤال الثانى ما المقصود بسياسة الملفات؟ وما علاقتها بسياسة الحوار الوطني؟

هى إسناد رئيس الدولة بعض الملفات الخاصة بمشكلة أو أكثر من المشكلات إلى شخصية عامة متخصصة فى الموضوع ـ التعليم والصحة والثقافة والاقتصاد والذكاء الصناعى أو البطالة أو الإسكان .... إلخ. ومشهود لها بالكفاءة وحسن السيرة والإنجاز والاحترام العام، أو إلى لجنة مستقلة تساعده كى تتقصى فى موضوعية جذور المشكلة الرئيسة والمشكلات الفرعية، ومسارات تطورها، ووضع الأساليب المختلفة للتعامل معها، وطرحها أمام قادة البلاد والأمة. السؤال لماذا اللجوء إلى سياسة الملفات؟

الطابع المعقد والمركب للمشكلات التى تحتاج إلى التخصص الدقيق فى أبعادها كافة، وتحتاج من ثم إلى أهل الخبرة والتخصص قبل طرحها على الرأى العام والقوى السياسية المختلفة.

فى النظم الليبرالية البرلمانية الغربية يتم الجدل حول القضايا الأساسية وتشخيصها، والنقاش حول أساليب المعالجة ومدى ملاءمة الحلول المطروحة من حيث النفقات السياسية والاجتماعية لها، وهو ما يظهر من خلال ملفات أهل التخصص الحزبي.

فى الدول النامية تزداد أهمية إسناد ملف بعض المشكلات الهيكلية إلى أهل الخبرة والتخصص بعيدًا عن الشعارات الإيديولوجية والشعبوية.

خطاب أهل الخبرة يؤدى فى الدول النامية إلى بناء جسور الثقافة بين الحكم وبين القطاعات الاجتماعية الرئيسية التى يستند إليها فى دعم شرعيته وتشكل سندًا له.

السؤال ما العلاقة بين سياسة الحوار وبين سياسة الملفات؟ كلتاهما يكمل بعضهما الآخر، ويمكن اللجوء إليهما معًا من خلال البدء بسياسة الملفات، وطرح نتائجها أمام الحوار الوطنى العام كى يستند إلى خريطة لجذور المشكلة أو المشكلات. الفرعية وتطورها ومساراتها والحلول المطروحة للتعامل معها. والسؤال ما أهمية اللجوء إلى كلتا السياستين فى الحالة المصرية؟ لعديد الأسباب وعلى رأسها ما يلي:

ضعف وعدم تمثيلية الأحزاب السياسية فى الحياة العامة ومجالها المقيد.

غياب اللجوء إلى أهل الخبرة والتخصص فى عديد المجالات داخل الأحزاب السياسية أو ائتلاف دعم الحكومة فى البرلمان.

التعقيد التاريخى المتوارث لعديد المشكلات القومية المصرية فى التعليم والصحة والإسكان والعمل والثقافة ... إلخ، وهى ملفات عسيرة على التناول الشعارى وتتأبى على الأفكار العامة المجانية والغامضة.

حالة الاضطراب الإقليمي، والإرهاب، وانهيار دول ونشوب حروب أهلية فى سوريا، واليمن وليبيا، وعدم الاستقرار فى العراق وتعثر عمليات الانتقال فى تونس اقتصاديًا، وأزمات اجتماعية فى المغرب والجزائر والسودان ولبنان والأردن ومصر. الفجوات الجيلية منذ عهد مبارك وإلى ما بعد 25 يناير 2011، و30 يونيو 2013 بين شرائح جيلية واسعة - 23% من مجمل السكان وما يقدر بـ 20 مليون شاب-، وبين النخب السياسية الحاكمة والحزبية خاصة فى ظل عدم اقتناع بعض هذه الشرائح بالأحزاب القائمة، وعدم تعبير قياداتها وبرامجها عن طموحاتهم. الحاجة إلى سياسات الأمل التى تستطيع أن تحوز على رضا القطاعات الشابة، وتدفعهم للعمل السياسى الرشيد والمنظم، والحركة الطوعية المبادرة بالعمل الأهلي، ومواجهة أشكال الفساد، والحثُ على احترام القانون فى الحياة اليومية.

نقلا عن الاهرام القاهريه

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحاجة إلى سياسة الملفات وسياسة الحوار الحاجة إلى سياسة الملفات وسياسة الحوار



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon