توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إصلاح النظام الصحى

  مصر اليوم -

إصلاح النظام الصحى

بقلم - نبيل عبد الفتاح

يمكنك أن تقرأ عشرات التقارير والبحوث والمقالات عن الحالة الصحية المصرية، وعن التقنيات الطبية وعن وضعية البنية الأساسية فى المستشفيات، وعن مساعدى الأطباء، والفنيين، والأداء الإداري، ويمكنك أن تستخلص منها ما تشاء من معلومات أساسية وتحليلات للمشكلات، ولك أن تبدى بعض الملاحظات السلبية أو الإيجابية. يمكنك أن تقلق، أو تبدى قدرًا من الغضب إزاء الخدمات الصحية الحكومية، كل ما سبق وارد بما فيه إبداء التبريرات من نقص الإمكانات والموارد المالية المخصصة لهذا القطاع من قطاعات الخدمات العامة، لكن هذا سىء، وأن تذهب إلى أحد المستشفيات الحكومية فى القاهرة والإسكندرية، والأخطر أن تذهب إلى أحد المراكز الصحية فى المناطق الريفية هنا ستواجه صدمة الواقع الفعلي، وحاول أن تستمع إلى المواطنين، وغالبًا ما ستجد التعبيرات والأوصاف السلبية والقاسية على ألسنة بعض الجمهور، وكلها تدور حول تدنى مستوى بعض الخدمات المقدمة، أو صعوبة الحصول عليها، أو نقص بعض الأدوية التى يضطر المريض أو ذووه البحث عنها فى الصيدليات وقد لا يجدها! إن شكاوى المرضى لا تقتصر على افتقار بعض المستشفيات الحد الأدنى من الأدوات والأجهزة الطبية فى بعض التخصصات، وإنما طرائق التعامل ومستوى أداء بعض الأطقم العاملة والمعاونة، أو عدم توافر بعض الأطباء المتخصصين فى بعض الأمراض، أو رفض بعض المسئولين قبول بعض الحالات المرضية لعدم وجود أماكن شاغرة، أو عدم التخصص فى بعض الأمراض، من السهولة بمكان إبداء خطاب دفاعى وتبريرى إزاء هذا التراجع فى الخدمات الصحية بدعوى نقص الميزانية المخصصة لوزارة الصحة، لكن مناقشة أسباب هذه الظاهرة الممتدة، تشير إلى أن بعضها يمكن مواجهته إذا تم التصدى لنقص الخبرات فى الإدارة الصحية، ووقف الهدر فى الإمكانات المتاحة وبرامج إعادة التأهيل والتدريب. إن نظرة على الترهل الإدارى وضعف المحاسبة ونقص الخبرة فى بعض التخصصات، تشير إلى عديد الأسباب وعلى رأسها:

-الخلل فى تقديم الخدمات الطبية بين سكان المناطق الحضرية، وبين الأرياف المهمشة تاريخيًا، لاسيما فى قرى ومراكز الوجه القبلي. ونقص فى عدد أسرة العناية المركزة فى عديد المستشفيات، وفى عدد الأطباء المتخصصين فى المخ والأعصاب، وفى بعض أطباء التخدير والعظام فى المستشفيات العامة. ونقص عدد الأسرة المخصصة للطوارئ فى بعض المستشفيات. ونقص المستلزمات الطبية الأساسية اللازمة لعلاج المرضى.

ـ عدم وجود بعض الأجهزة التكنولوجية الطبية اللازمة لتشخيص بعض الأمراض، أو وجودها، ولكنها لا تعمل، وتحتاج إلى صيانة دورية. وازدحام المرضى فى العيادات بالمستشفيات العامة لغياب التنظيم. ونقص فى الأسرة المخصصة لرعاية الحروق. ومعاناة المرضى كبار السن فى التعامل مع التأمين الصحي، وعدم توافر بعض الأدوية مع إعطائهم بدائل بعضها أقل فاعلية من الدواء الأصلي، وعدم فحص بعض الأطباء لمرضى الأمراض المزمنة، والمعاناة فى تحويل المريض إلى الاستشارى المتخصص، الذى يستغرق من شهر إلى شهر ونصف الشهر. و تدهور البنية الأساسية للمستشفيات العامة، وعدم توافر الصيانة الدورية المنتظمة لمكوناتها الأساسية وخدماتها. وعدم وجود مراكز متخصصة للسموم فى بعض المستشفيات العامة لنقص الأطباء والإمكانات. ضعف مستويات تكوين وتدريب وخبرات بعض العناصر المساعدة للأطباء، والحاجة إلى منظم للتدريب وإعادة التأهيل المستمر. واستنزاف الميزانية المخصصة للصحة فى الأجور والمكافآت شأن غالبية الوزارات وأجهزتها الإدارية. وضعف مستويات بعض الأجهزة الإدارية وبطء أدائها واعتمادها على التقاليد البيروقراطية الموروثة، ومن ثم حاجتها للتطوير الإدارى فى إعادة التأهيل، والاعتماد على رقمنة عملياتها. وتضخم بعض العمالة غير المدربة والمؤهلة للعمل فى بعض المجالات التى تتطلب التخصص الدقيق. وتراجع مخرجات العملية التعليمية فى كليات الطب لاسيما الخاصة، ومن ثم بروز بعض الفجوات فى التكوين والخبرات بين الأجيال المختلفة من الأطباء على الرغم من التطور فى المهن الطبية عالميًا، وبروز عديد من الأطباء الكبار والبارزين من المصريين، وطنيًا وعالميًا.

من ناحية أخرى، ثمة أسباب تعود إلى وهن المتابعة السياسية والبرلمانية لأداء وزراء الصحة، وتتمثل فى تقديم بعض التصورات البيروقراطية العامة للسياسة الصحية، وذلك دون عرض للإمكانات الفعلية المتاحة، وكيفية تنظيم الأداء ومستوياته داخل أجهزة الوزارة المختلفة، ووقف الهدر للإمكانات المتاحة، وتطرح على الرأى العام ليكون طرفًا فى مشكلات القطاع الصحي، ثم تعرض على مجلس النواب للنقاش حولها. يعود هذا العطب فى الأداء إلى الاعتماد على الفكر البيروقراطى التقليدى السائد فى الأجهزة الإدارية المصرية.

إن استمرارية هذا النمط التقليدى فى الفكر والأداء فى هذا القطاع العام يعود إلى ضعف المساءلة السياسية من أعضاء البرلمان من خلال أدوات الرقابة البرلمانية كالأسئلة، وطلبات الإحاطة، والاستجوابات للحكومة والوزراء. هناك أيضًا غياب نسبى للمعلومات الأساسية حول المنح التى تقدمها المنظمات الدولية كمنظمة الصحة العالمية وغيرها إلى وزارة الصحة، وما مدى الاستفادة منها فى مجال التدريب، أو تحديث الجهاز الإداري، أو فى مواجهة بعض الأمراض ... إلخ. ثمة نجاح تم تحقيقه فى مجال مواجهة فيروس «سى»، لا يمكن نكرانه، واعتمد على التوجيهات السياسية العليا، ويمكن تحقيق نجاحات أخرى فى مجال تحديث الأجهزة الإدارية، وبرامج التأهيل المستمر للأطباء الشباب، ومعاونى الأطباء. إن وضع سياسة صحية جديدة وفعالة يتطلب حوارًا مجتمعيًا وبرلمانيًا وحكوميًا موضوعيًا وجادًا، لأن مشكلات هذا القطاع المهم مع التعليم تشكل واحدًا من أهم المشكلات الاجتماعية الحادة، وتحتاج إلى فكر جديد وخلاق وإرادة صارمة على التخطيط والعمل والحزم.

نقلا عن الاهرام القاهريه

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إصلاح النظام الصحى إصلاح النظام الصحى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon