توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التوترات الطائفية فى بعض قرى المنيا

  مصر اليوم -

التوترات الطائفية فى بعض قرى المنيا

بقلم - نبيل عبد الفتاح

حالة من الحزن المفرط والأسى تجتاح المتابع لأحداث طائفية تقع فى بعض قرى محافظة المنيا، ولا تكاد تمر شهور إلا ويعاد إنتاجها، على نحو بات يشكل النمط الرئيس لأشكال من التطرف العنيف، والتمييز الدينى الذى يدور حول بعض الشجارات أو النزاعات الاجتماعية العادية، التى سرعان ما يحولها بعض الغلاة والمتشددين دينيا إلى مجال النزاعات الدينية، أو قيام بعض الأقباط بإقامة الصلوات العادية فى منزل أو على متوفى فى ظل غياب دار للعبادة مرخص بها من السلطات، وسرعان ما يتم تدخل بعض المتشددين بالتحريض على جماعة المصلين لمنعهم من الصلاة، والاعتداء عليهم، وعلى مساكنهم وممتلكاتهم على نحو بات يشكل نمطًا من الخروج السافر على مبادئ وقواعد دولة القانون التى أقرت مبدأ الحرية الدينية وحقوق المواطنة فى جميع الدساتير المصرية، منذ دستور 1923، حتى دستور 2014، والأخطر هو قيام بعض المواطنين المتشددين والمتطرفين دينيًا، بفرض آرائهم وأهدافهم بالقوة والغلبة باسم التأويل الدينى، على مواطنين مسيحيين من خلال سلطة قانون الواقع المؤسس على الأكثرية العددية إزاء القلة، وهو أمر بالغ الخطورة.

أمور خطيرة تكشف عن سلطان الغلو الدينى والتطرف العنيف، وسطوة بعض الدعاة ومشايعيهم الذين يعتبرون تفسيراتهم وتأويلاتهم وآراءهم الدينية هى الدين والعياذ بالله.

هذا النمط من الممارسات الطائفية والتمييزية على أساس الانتماء الدينى جعل بعض المراقبين يعتقد أن بعض قرى محافظة المنيا، تبدد وكأنه استعصاء أو استثناء على سلطة قانون الدولة، وذلك على الرغم من أنه لا يوجد أى مبرر لانتهاك بعض الغلاة وتابعيهم لحرية التدين والاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية للمواطنين المسيحيين، فى حين أن محافظة المنيا ــ فى أحد التقديرات- تعد المركز الثانى فى عدد المساجد والزوايا بعد محافظة الشرقية ضمن محافظات الجمهورية.

من هنا يثور السؤال لماذا تتكرر حوادث العنف الطائفى فى بعض قرى المنيا وتحولها إلى نمط من التمييز الدينى؟ التطرف والعنف يرجع إلى عديد الأسباب وعلى رأسها ما يلى:

- تراكم فوائض العنف الطائفى فى بعض مدن وقرى محافظة المنيا الذى مارسته الجماعة الإسلامية وبعض الغلاة منذ منتصف عقد الثمانينيات من القرن الماضى، واستمراريته كجزء من نمط الحياة الاجتماعية، دون بحث مصادره وأسبابه والتعامل معها على عديد المستويات، والاقتصار على معالجة الجوانب الأمنية لهذه المشكلة المعقدة.

- صعود دور الداعية الدينى المتشدد ــ السلفى ونظائره وأشباهه- وبعض أعضاء الجماعات الإسلامية الراديكالية المتشددة التى مارست تاريخيا العنف الدينى والطائفى، وسعيهم لفرض سلطتهم الرمزية على بعض القرى فى محافظات الوجه القبلى والمنيا على وجه الخصوص، وذلك من خلال نشر أفكارهم الدينية التأويلية حول الآخر الدينى، من خلال النزعة التمييزية، وذلك لخلق حالة من الانقسام بين المواطنين داخل القرى عبر التعبئة الدينية والطائفية، وإنماء ثقافة كراهية الآخر الدينى وعدم الثقة به، والتعامل الاستعلائى معه.

هذا النمط من الممارسات التميزية أتاح لهذه الجماعات وبعض الغلاة من الدعاة وأتباعهم فرض حضورهم ووجودهم اليومى فى نمط حياة هذه القرى.

- ضعف وتراجع الأدوار التقليدية للعصبيات المحلية ــ كبار العائلات، والعمد، ومشايخ الخفر- التى كانت تشكل مركز القوة الاجتماعى الرئيس فى القرى، وذلك بفضل بعض التغيرات الاجتماعية وحلول بعض الدعاة والجماعات الدينية المتطرفة كفاعل رئيس، مع بعض من أصحاب الثروة والنفوذ الجدد، من ذوى التوجهات المتشددة والسلفية، والذين يعتمدون فى بناء مكانتهم على الثروة والايديولوجيا الدينية المحافظة.

- توظيف بعض الغلاة من الدعاة والجماعات المتطرفة والراديكالية الفراغات الأمنية، وحالة الفوضى الأمنية عقب المرحلة من 25 يناير 2011 إلى 30 يونيو 2013، وذلك لفرض نفوذهم، وهندستهم الدينية الوضعية المؤسسة للتمايز الدينى، والنزعة الطائفية.

- تراكم بعض أشكال التمييز الدينى بين تلاميذ وتلميذات المدارس إزاء بعض المسيحيين من بعض المدرسين والمدرسات من ذوى التوجيهات الدينية المتشددة على نحو يكرس الفجوات النفسية بين التلاميذ بعضهم بعضا على أساس الانتماء الدينى، وليس على أسس ومبادئ المساواة وحقوق المواطنة فيما بين بعضهم بعضًا.

- نقص الخدمات العامة والبنية الأساسية فى غالبية القرى، من المياه النقية والصرف الصحى، والكهرباء والخدمات الصحية.

- ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب من خريجى الجامعات والمعاهد العليا والمدارس، وهو الأمر الذى يجعل من البيئة الاجتماعية للعاطلين، حاضنة للتشدد والأفكار الدينية المتطرفة، لاسيما فى ظل محدودية وغياب مشاريع تنموية، وندرة فرص العمل المتاحة أمام الأجيال الشابة.

- قلة المنظمات غير الحكومية والجمعيات الأهلية الثقافية والتنموية المشتركة التى توجه نشاطاتها إلى المواطنين المسلمين والمسحيين، والاستثناءات محدودة وعلى رأسها الهيئة القبطية الإنجيلية.

- لجوء بعض الأجهزة المحلية وكبار العائلات إلى مجالس الصلح العرفية، وفرض قواعدها، وذلك لاحتواء النزاعات الطائفية والحد من استمراريتها وتمددها إلى مناطق أخرى.

نقلا عن الاهرام القاهريه

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التوترات الطائفية فى بعض قرى المنيا التوترات الطائفية فى بعض قرى المنيا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon