توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما يكتب الجعفري قصيدة هجاء!

  مصر اليوم -

عندما يكتب الجعفري قصيدة هجاء

بقلم - مشرق عباس

سواء اعتبرت الضربة العسكرية الأميركية البريطانية الفرنسية الأخيرة ضد أهداف في سورية نقلة نوعية في طبيعة الصراع العسكري على الأرض السورية كما يقول البعض، أم أنها مجرد بالون اختبار ربما تم بالتنسيق حتى مع روسيا لتفجيره بأقل الخسائر كما يفترض آخرون، فإن الموقف الرسمي العراقي يجب ان يتسم بالحذر، وهي مناسبة لاختبار تمكن العراقيين من تمييز صوتهم عن صوت غيرهم بعد سنوات من تداخل الأصوات.

طبيعة العملية العسكرية لا تكشف الكثير عن تداعياتها، والأزمة السورية كانت خرجت مبكراً عن كونها تنازع إرادات محلية وإقليمية، وفتحت لها صفحات من التناحر الدولي، وهذا لا يعني ان الموقف العراقي يجب ان يكون متفرجاً وصامتاً وغير مبال، لكنه يجب ايضاً ان لا يكون انعكاساً لمواقف الأطراف العراقية والإيرانية واللبنانية المسلحة التي تقاتل في سورية، والأكثر ان الموقف يجب ان لا يكون متضارباً ومتخبطاً على غرار تخبط المواقف بين وزارة الخارجية ورئاسة الوزراء.

وزير الخارجية ابراهيم الجعفري، خرج كالعادة الى وسائل الإعلام بموقف ذي طابع شخصي وانفعالي، فقرر نيابة عن العراق ان بلاده لن تسمح بتكرار الحماقات الأميركية، وأن هذه سياسات «خرقاء»، في اليوم نفسه الذي أكد رئيس الحكومة حيدر العبادي عزمه النأي بالعراق عن تداعيات الأزمة الإقليمية، وإن العراق يدعو الى الحلول السلمية للأزمة والتركيز على محاربة تنظيم «داعش».

في العراق قبل غيره نعرف تماماً تداعيات التدخل الخارجي وندرك فداحة الصواريخ الأميركية التي مازالت آثارها على أجسادنا، كما ان تاريخاً عميقاً يجمع الشعب العراقي مع الشعب السوري الذي استقبل خلال الحرب الأهلية قرابة ثلاثة ملايين نازح عراقي دفعة واحدة عاشوا في أزقة سورية ومدنها وتلقوا الرعاية والضيافة والتعاطف، ولا يليق بأهل العراق الا التضامن مع إشقائهم، وفتح أي باب يمكن من خلاله التوصل الى حلول دائمة وعادلة للأزمة.

من حق العراقيين التعبير عن عواطفهم وتقييماتهم وحتى انحيازاتهم لأطراف الأزمة، ومن حقهم أن يختلفوا في تعريف اسباب ما حدث وما يحدث، لكن ليس من حق وزير الخارجية ابراهيم الجعفري ان يفعل ذلك، ليس من حقه التحول من وزير الى شاعر لكتابة قصائد هجاء، وليس من حقه التعامل مع الحدث بروح العرافة الذي على العراقيين الاستماع الى تنظيراته.

كان على الجعفري كما اي وزير خارجية في العالم، ان ينسق مع رئيس حكومته لاختيار موقف مناسب، وانتقاء المصطلحات والكلمات التي سيقولها، وأن لا يتصرف كمالك حصري لجزيرة وزارة الخارجية العراقية، وأن يكتفي من إحراج العراقيين بمواقف وتقييمات شخصية وهو من اختار بنفسه ان يمثلهم في الخارج!.

نفهم جيداً أن الجعفري يصل نهاية فترة وزارته، وأن تياره السياسي يخوض انتخابات على الأبواب، وأن أمل إعادة تسنمه منصب وزير الخارجية يكاد يكون معدوماً، لكن ذلك لا يعني ان يتصرف على طريقة المثل العراقي «يامغرب خرّب»!، فثمة التزامات طويلة الأمد لأية دولة في العالم، وسياقات ولغة وأساليب للتعبير عن المواقف.

وفي هذا السياق تحديداً، بدا واضحاً ان تحديات كبيرة تواجه قدرة العبادي، على ضبط ايقاع علاقاته الخارجية، ليس بسبب تداخلات واجتهادات وزراء حكومته فقط، بل لأن طبيعة التطورات الإقليمية، وتصاعد لهجات التصعيد لا تدعم كثيراً إمكانية الاستمرار بمسك العصى من المنتصف بطريقة متوازنة.

ومع ان الموقف العراقي من سائر أزمات المنطقة، لم يخرج في اية مرحلة عن السياق العام للموقف الإيراني، فإن العبادي يجري اتهامه في نطاق الحملات الانتخابية المتفاقمة، كرجل أميركا في العراق، وهو الاتهام الذي يتحول الى مادة انتخابية دسمة، لكنه في وجه آخر يشكل ضغطاً متواصلاً على سياسة العبادي الهادئة في التعاطي مع العلاقات الخارجية خصوصاً بعد الانفتاح المثمر مع الدول العربية، والتطبيع المتواصل مع المملكة العربية السعودية.

لكن قدرة العراقيين على إنتاج صوت عراقي خالص لا صدى لأصوات الجيران، هي المادة الانتخابية الوحيدة الصالحة للتسويق خلال الانتخابات المقبلة، وهذا ما يجب ان يتبناه العبادي، ويدركه، كما يجب ان يتبناه الجعفري ايضاً ليصبح أكثر حساسية، وأقل انفعالاً في تصريحاته.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما يكتب الجعفري قصيدة هجاء عندما يكتب الجعفري قصيدة هجاء



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon