توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران تواجه تمرداً من داخل المساجد

  مصر اليوم -

إيران تواجه تمرداً من داخل المساجد

بقلم - جينيف عبدو

من غير المثير للدهشة ألا يحتل خبر إلقاء القبض على رجل دين إيراني بارز - رغم أن إلقاء القبض عليه تسبب في اشتعال مظاهرات داخل إيران ودول عربية - الصدارة بوسائل الإعلام الغربية، وذلك لأن النظام الإيراني ببساطة يقدم على عمليات إلقاء قبض عشوائية طوال الوقت.
ومع ذلك، تبقى هذه حالة مختلفة؛ في الواقع يعيد الجدال الذي دار حول احتجاز آية الله حسين شيرازي هذا الشهر، إشعال نقاش مهم حول ما إذا كان المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، ينبغي له ادعاء امتلاك سلطة دينية تمنحه حق حكم البلاد على نحو مطلق.
ورغم أن ثمة جدالاً مستمراً داخل المذهب الشيعي من الإسلام منذ إقرار الخميني إطاراً مؤسسياً لنظام الحكم الديني، أو ما عرف بمبدأ «ولاية الفقيه»، فإن حالة من السخط إزاء هذا الأمر في تنام مستمر الآن.
الملاحظ أن ثمة اعتقاداً متنامياً عبر الأوساط الشيعية بأن تركيز جميع السلطات في يد شخص واحد أمر يتنافى مع التقاليد الشيعية، وأن منصب المرشد الأعلى ينبغي إصلاحه أو حله تماماً.
كانت تطورات الأحداث قد بلغت ذروتها في 6 مارس (آذار) الحالي قرب مدينة قم، عندما احتجزت مجموعة ذكرت تقارير أنها تنتمي إلى «الحرس الثوري الإسلامي» آية الله شيرازي.
يذكر أن رجل الدين ووالده صاحب النفوذ الواسع، آية الله العظمى صديق شيرازي، يعدّان من الخصوم الرافضين بشدة حكم خامنئي. وأفادت تقارير بأن شيرازي الابن وصف المرشد الأعلى بأنه «فرعون» خلال واحدة من المحاضرات التي ألقاها في الفترة الأخيرة، الأمر الذي شكل ذريعة لإلقاء القبض عليه.
وسرعان ما اندلعت مظاهرات اعتراضاً على هذا الإجراء لم تقتصر على إيران فحسب. وبعد تنديد رجال دين شيعة في الكويت والعراق بهذا الإجراء، وقعت اضطرابات في مدن كربلاء والنجف والبصرة. كما احتشد متظاهرون في لندن خارج أبواب السفارة الإيرانية، وألقي القبض على 4 بعدما تسلقوا أسوار السفارة وأنزلوا العلم الإيراني. ومع أنه لم تكن أي من هذه المظاهرات ضخمة (تراوحت أعداد المشاركين فيها بين العشرات وبضع مئات) فإنها تظل لافتة للاهتمام.
يذكر أن عائلة شيرازي، التي عمل أفرادها رجال دين منذ القرن التاسع عشر، تشكل مدرسة نافذة من الفكر الشيعي. كما يتميز آية الله العظمى شيرازي بحضور واسع عبر شبكة الإنترنت، ويلقي محاضرات بالفارسية والعربية مزودة بترجمة إنجليزية تجري إذاعتها عبر 18 قناة تلفزيونية و3 محطات راديو عبر مختلف أرجاء العالم الإسلامي.
وتفضل بعض الأسماء البارزة في المدرسة الشيرازية فصل المسجد عن الدولة، الذي يشكل تقليداً شيعياً قائماً منذ أمد بعيد. علاوة على ذلك، فإن ثمة آخرين لا يعارضون «ولاية الفقيه» من حيث المبدأ، لكنهم يعارضون ما يعدّونه تلويثاً أدخله الخميني وخامنئي على الفكرة من خلال تركيز جميع مقاليد السيطرة على الدولة في يد مرشد أعلى تستحيل فعلياً تنحيته عن الحكم.
كما يعارض كثير من رجال الدين الآخرين في قم، مركز المدارس الدينية داخل إيران، الحكم الديني الذي يمارسه المرشد الأعلى وذلك بناءً على اعتبارات دينية، رغم عدم انتمائهم إلى المدرسة الشيرازية على وجه التحديد.
عندما عملت مراسلة لـ«الغارديان» في تسعينات القرن الماضي، أجريت مقابلات مع رجال دين إيرانيين أخبروني بأنهم يعتقدون بأنه ينبغي عدم منح سلطات مطلقة لإنسان حي. وقالوا إن المرشد الأعلى لا يمكنه تمثيل الله على الأرض. وكان نظام طهران من جانبه عاقداً العزم على إبقاء هذا التمرد طي الكتمان لدرجة أنه منعني من السفر إلى قم.
بيد أنه اليوم وبعد مرور 4 عقود على اندلاع الثورة الإسلامية، خرج المارد أخيراً من القمقم. وكان من شأن اتساع رقعة السخط داخل المجتمع الإيراني تمكين الشيرازيين وقيادات دينية أخرى من التعبير عن آرائهم علانية. وفي العراق أيضاً تبدي قيادات دينية في النجف رفضها الشديد لحكم المرشد ويسعون إلى تقليص النفوذ الإيراني داخل بلادهم.
وخلال الفترة السابقة للانتخابات الوطنية العراقية المقررة في مايو (أيار) المقبل، تشكل أحزاب دينية شيعية تحالفات مع سنّة وقوميين على أمل تقليل أعداد الموالين لإيران في البرلمان المقبل، وأن يتحرر رئيس الوزراء المقبل بدرجة أكبر من سطوة طهران.
وتدحض هذه التطورات فكرة أن الشيعة جميعاً في سلة واحدة.
يذكر أن محكمة دينية إيرانية أصدرت بادئ الأمر حكماً على رجل الدين الابن بالسجن 120 عاماً، في الوقت الذي اتهم فيه النائب العام المتشدد محمد جعفر منتظري أنصار رجل الدين داخل إيران بأنهم «مجموعة تتمركز في قم نشطت داخل إيران لسنوات».
ومع هذا، اتضح تهافت هذه الرؤية يوماً بعد آخر مع اتساع رقعة المظاهرات. واليوم، ثمة تقارير غير مؤكدة تفيد بأن السلطات الإيرانية أطلقت سراح شيرازي الابن في 18 قبل ثلاثة أسابيع، بعد أسابيع من إلقاء القبض عليه. وإذا صح ذلك، فإن هذا يشير إلى شعور متنام لدى الجمهورية الإسلامية بالخطر والخوف من إثارة غضب رجال الدين الذين يستمد منهم النظام شرعيته.
يذكر أن شيرازي ليس أول رجل دين بارز يشكك في السلطة المقدسة المزعومة للمرشد الأعلى. عام 1999 أجريت مقابلة مع آية الله حسين علي منتظري الذي قضى سنوات كثيرة قيد الإقامة الجبرية قبل وفاته عام 2009، وقد شرح كثيراً من الآراء التي يعتنقها اليوم كثير من رجال الدين المشاركين في حركة التمرد الحالية، وقال: «لا يملك المرشد الأعلى سلطة العمل على نحو انفرادي أو استبدادي. ولا يمكنه أبداً أن يصبح فوق القانون، ويجب ألا يتدخل في جميع الشؤون، خصوصاً تلك الواقعة خارج دائرة خبرته، مثل القضايا الاقتصادية المعقدة، والسياسة الخارجية، والعلاقات الدولية».
ومع هذا؛ نجد أنه على امتداد نحو 30 عاماً قضاها بمنصب المرشد الأعلى، فعل خامنئي كل ما سبق. اليوم ومع اقتراب نهاية حكمه، ثمة تأييد متزايد في صفوف رجال الدين الشيعة البارزين لدفن منصبه معه.
* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

نقلا عن الشرق الاوسط الندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران تواجه تمرداً من داخل المساجد إيران تواجه تمرداً من داخل المساجد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon