طبيعي شخص خلوق مثل " محمد صلاح " لاعب المنتخب الوطني ونادي ليفربول الإنجليزي أن يكون " اقوي من المخدرات " ، وبالتالي عندما يقدم إعلانا جديدا عن محاربة المخدرات بعنوان " أنت اقوي من المخدرات " فا لابد لنا أن نقتنع به ونصدقه فيما يقدمه !
بعكس " محمد رمضان " الذي سبقه في تقديم نفس الإعلان من قبل ولكن بمسمي أخر " لا للمخدرات " ، ونذكر وقتها كم الهجوم العنيف علي " غادة والي " وزيرة التضامن , بصفتها هي المسئولة عن تقديم هذا الإعلان ، والمفارقة التي كانت تدعو للسخرية أن هذا الإعلان من المفروض أنه يأتي ضمن حملة توعية للشباب ضد المخدرات , فإذا بنا نفاجئ أن الاختيار قد وقع علي محمد رمضان !!!
يا للهول .. محمد رمضان هو من ينصح ويوعي الشباب بالابتعاد عن المخدرات , بينما هو من يتهمه الجميع بأنه المسئول الأول وربما الأخير عما وصل إليه المجتمع من حالة العنف والبلطجة والمخدرات , بسبب ترويجه المستمر لهم في كل ما يقدمه سواء في أفلامه أو مسلسلاته أيضا !
علي كل حال " أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا " , والمهم أنه تم تدارك الخطأ , وهنا يصبح لزاما علينا مثلما هاجمنا من قبل اختيار رمضان , أن نشكر الآن المسئول عن تصحيح هذا الخطأ الشنيع ، واستبداله " بصلاح " وفي الحقيقة ليس هناك الآن من هو أحق أو أجدر من معشوق الجماهير المصرية والعربية بل والعالمية أيضا , واسألوا جماهير ليفربول وأطفالها تحديدا الذين من شدة حبهم فيه اصبحوا يقلدوه في كل شيء حتى في طريقة سجوده شكرا لله عقب إحرازه لأي هدف له !
وبحسب ما أعلنته الوزيرة غادة والي بأن أعداد المكالمات علي الخط الساخن والتي تريد المساعدة والعلاج ذادت بنسبة 400% بسبب مشاركة صلاح , , وهذا طبيعي ومنطقي فصلاح هو الرجل المناسب في الإعلان المناسب لما يتمتع به كنموذج أخلاقي وقدوة حسنة لدي شبابنا وأطفالنا
وللحق فأن الإعلان كله علي بعضه مصنوع بشكل جيد جدا وتم تنفيذه بعناية بالغة , ولم يتم سلقه كنوع من الاستسهال أو الاكتفاء بمجرد ظهور محمد صلاح فيه فحسب
ويحكي الإعلان عن أحد الشباب الذي يحتار في الاختيار بين نموذجين هما محمد صلاح والأخر مجموعة من أصدقاء السوء الذين يتعاطون المخدرات , وأثناء متابعة هذا الشاب للمباراة الأخيرة بين مصر والكنغو ومدي اليأس والإحباط الذي شعر به المصريون عقب دخول هدف في منتخب مصر , وبناء عليه قرر أصدقاؤه ترك مشاهدة المباراة وفقدان الأمل
وفي نفس اللحظة رأي ذلك الشاب محمد صلاح وهو يشجع اللاعبين ويحثهم علي الاصرار علي الفوز , بعدها طبعا يختار الشاب نموذج صلاح ليكون هو قدوته , بينما قرر الابتعاد عن أصدقاء السوء الذين يتعاطون المخدرات !
أماكن التصوير التي جاءت بين كل من مصر ومدينة ليفربول ببريطانيا , أضافت بعدا أخرا لجمال الإعلان , ورغم أن هذا جاء نظرا لعدم تمكن صلاح من الحضور إلي القاهرة , إلا أنه لم يؤثر إطلاقا علي مصداقية الإعلان وربما يرجع السبب في هذا لفرط صدق المشاعر عند صلاح , وإيمانه الشديد بأن واجبه يحتم عليه ضرورة مكافحة تلك الظاهرة الخطيرة التي تستهدف شباب بلده
نحن فعلا في حاجة ماسة وحقيقية ليس فقط لمثل هذا الإعلان وحده , بل ولحملة مكثفة من إعلانات التوعية ضد مخاطر المخدرات وتعاطيها , ومثلما نجحت من قبل سلسلة إعلانات وحمالات التبرع لمستشفيات السرطان والقلب والذي منه , فالأمل معقود الآن علي طرح حمالات أكبر وأكثر للقضاء علي المخدرات , التي وبسبب ما عنيناه من انفلات أمني طوال السنوات السابقة , أصبحت متفشية بشدة بيننا لتنهش في عقول وأجساد أولادنا وربما بعض بناتنا , علي شرط أن نراعي الاختيار فيمن سيقدمه حتى لا تتكرر غلطة رمضان مرة قادمة !
نقلاً عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع