توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخصوصية المستباحة

  مصر اليوم -

الخصوصية المستباحة

بقلم - سهير جودة

نحن ننتج الانتهاك وندمن التجاوز ونفلسفه، ولا نعترف باحترام الخصوصية، أو أن هناك خطاً أحمر فى الحرية الشخصية للآخرين، ومع جنون عصر السوشيال ميديا أصبح كل شخص مباحاً ومستباحاً، وأصبحنا جميعاً فى مرمى الأذى من حيث لا نحتسب، ولم يعد الانتهاك والتجاوز أسلوباً ومنهجاً نتبعه مع الشخصيات العامة والمشاهير، وإنما أصبح السلوك الطبيعى مع الجميع، وكأن التدنى هو المشروع العام الذى نتسابق جميعاً لإنجازه، وإذا كان العالم يعانى من وجود صحافة صفراء زحفت إلى مصر وتوغلت فى التسعينات ولكن كانت فى حدود صحافة ورقية، أما الآن فالحياة أصبحت فى مصر عبارة عن صحافة صفراء بفضل مواقع التواصل الاجتماعى وطغيان الشر والحقد والغيرة التى تأكل بعض النفوس، وإذا كان الأذى من نصيب الجميع فمؤكد أنه يتضخم إذا كان الشخص المقصود مشهوراً، كل مشهور أو ناجح هو أضحية وذبيحة نسن لها السكاكين ثم نستلها لنجهز عليها، نحن كمن يتخفى خلف نقائصه ويخرج مشيراً إلى قاذورات الآخرين ويتألق فى التشهير وكل نقيصة تبحث عن غطاء، والبعض منا يختزن للأسف غلاً دفيناً وكراهية لشخص متميز، خاصة إذا كان مشهوراً، والغريب أننا نسعى للاقتراب من المشاهير وأحياناً نتفنن فى نفاقهم ونحرص بل ونسعد بالتقاط صور معهم، ولكننا فى داخلنا ننتظر لحظة لنقتص منهم، وكأن النجاح أو الشهرة ضريبة لا بد أن يقابلها قتل معنوى سواء بالتشهير والشائعات أو التسريب الموضة والظاهرة الجديدة، وهو ما حدث مؤخراً فى التسريب الذى تم لمجدى عبدالغنى وميدو وحازم إمام، وهو مجرد ثرثرة فى استراحة هواء أو نميمة رجالى، فهل يجوز لنا أن ننقل هذه السرية والحرية الخاصة بأصحابها لتصبح علنية وعلى المشاع؟ وهل يجوز لنا أن نتجسس وننشر على العلن أسراراً أو حواراً غير مسموح لأحد غير أصحابه بقوله وسماعه؟ من قام بتسريب هذا الحوار ليس فى قلبه مرض واحد بل تشكيلة أمراض فاخرة، ومن صنع من نفسه حكماً وقاضياً وجلاداً باعتباره حامى حمى الفضيلة، وأن الأخلاق لا بد أن تعلن عن نفسها، وبالتالى تصبح عقوبة التجريس والإدانة حقاً وواجباً بل وفرض عين، فهذا هو الخلل بعينه، أصحاب ردود الفعل الذين يستهويهم ارتداء وشاح الفضيلة عليهم مراجعة أنفسهم، فهناك خلل فى منظومة القيم والتقييم، والضرورة تستدعى إعادة ألف ولام التعريف لأشياء ومفاهيم كثيرة فى حياتنا، الأخلاق الحقة لا تعترف بالتجريس أو التشويه بل بالستر وعدم التجاوب والتفاعل مع أخطاء الآخرين، والحرية الشخصية وعدم انتهاكها من الفضائل والرحمن يأمرنا «ولا تجسسوا»، ولكن يبدو أننا نعشق التجسس، وفكرة التدين مجرد ادعاء بينما الحقيقى هو التدنى الذى أصبح منهجاً وطريقة تفكير يعلن عن نفسه من أبسط الأشياء إلى أكبرها، أصبح تعاملنا مع الكثير من الوقائع تجرى أحداثها وكأننا نتنفس الرذائل ونؤجل ونهمش كل ما هو أهم ومهم لننشغل بالتوافه والفضائح والشائعات والتشويه، وكأن الأخلاق الحقيقية الصحيحة انطفأ بريقها وترهلت، وأصبحنا نعانى خواء نفسياً وأخلاقياً ونعطى لأنفسنا كل يوم زاداً جديداً من الصفات السيئة، ووحدها الحيوانات هى التى لا تكمل أكل فريستها بل تكتفى بشرف الشبق بنهشها متسببة بتمزيقها وتركها جثة لحيوانات متوحشة أخرى، اختلاف تعريف الأخلاق بئر نسقط فيها من غير اتزان ما دمنا نبحث عن التدنى ونيمم وجهنا شطره.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخصوصية المستباحة الخصوصية المستباحة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon