بقلم : ماريان سعيـد
اكتبي.. هكذا تلقيت بعض الرسائل إثر وفاة الدكتور أحمد خالد توفيق، أو هكذا أعتاد أصدقائي مني، أن أكتب كلها عصف وجداني حدث ما، صباحا حاولت استجماع أفكاري، لا مجال لرثائك، كل محاور الموضوعات المطروحة في أجندتي أنت الوحيد القادر على إجابتها لا أصدقائك، لا يزال هناك الكثير الذي نرغب في سؤالك عنه، كيف لم يتثنى لي سؤالك عن إبداعك في "كسر الجدار الرابع" كيف لم استدرجك لإجابة أسئلة ربما لم تنشر أبدا.
لم تكن صديقا مقربا، لم يتثن لي إخبارك أن الكتاب الأخير الذي أهديته لحبيبي كان رواية لك، وكأني أستأمنك أنت وأبطالك عليه، أتركك تأنس وحدته بعيدا عني، لم أخبرك أيضا أن الكتاب الأخير الذي أهداه لي صديق كان بقلمك أيضا كان يعبر عن تقديره لشغفي في القراءة بإهدائك إليّ، نحن نتهادى بكلماتك يا رفيق الليالي الخاوية وبطل السهرات الموحشة، والوزن الإضافي المحبب لنا في حقائب السفر، والحاضر في كل قائمة كتب، وبطل الأحجام المختلفة في المكتبة.
قبل ثلاثة أيام سألني زميل عن مصادر في "أدب الرعب" لكتابة تقرير صحفي، كنت أنت أول من جاء في بالي، وقتها تذكرت حوارنا المؤجل الذي أجلته أنت قبل شهرين وأنا أجلته لما بعد صخب الانتخابات، ظهرت النتيجة وفاز الرئيس يا أستاذي لكنك لست هنا لأحاورك بصيغة مهنية للمرة الأولى.
أرثوك!، كيف وأنا الذي أشيخ معك، أؤرخ عمري برواياتك منذ اقتنصت أحد روايات الجيب من مكتبة المدرسة الابتدائية لأقرأ "ما وراء الطبيعة" وحتى الآن وأنا شابة أختبأ "في ممر الفئران" لألوذ لعالم جديد من عوالمك. فعذرا لن أرثوك.. فالهدية باقية بين الصفحات والذكرى خالدة في عقولنا والكلمات باقية فينا.
نقلاً عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع