توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من لم يتغنَ به ليس منّا!

  مصر اليوم -

من لم يتغنَ به ليس منّا

بقلم - جمال أبو الحسن

يسطر كاتبى المفضل، اللبنانى «سمير عطا الله»، مقالات مسلسلة بديعة فى جريدة «الشرق الأوسط»، بمناسبة الشهر الفضيل تحت عنوان «وجوه من رمضان». فى المقالات، كالعادة، ملاحةٌ وذوق وخاطرة ذكية. من المقالات اكتشفنا أن «عطا الله»، وهو المسيحى، واحدٌ من العشاق المتيمين بفن تلاوة القرآن. يقول: «وقد أخفيتُ عن جميع الناس تعلقى بالقرآن حتى لا يُقال إننى أمالئ وأتملق. وفيما بعد، عندما شاع عنى الانصراف الدائم إلى القرآن سماعاً وقراءةً، قيل إننى أفعل ذلك من أجل اللغة! ما من لحظةٍ بحثتُ فى القرآن إلا عن القرآن. وعندما يدعو محمد صديق المنشاوى هاتفاً (اللهم هبنى من لدنك رحمة) أشعرُ أن الرحمةَ قد ملأتنى بسكينتها. هذه رحمةٌ لا تُلتقى فى الكتب».

والحالُ أن فن تلاوة القرآن هو الفن الأول فى مصر. بل هو الفن الذى لايزال يجمع المصريين كافة، من الصعيد إلى ساحل المتوسط، ومن أعلى الطبقات إلى أدناها. القرآن، وهو يُتلى، هو صوت مصر وروحها الحقة التى تنبعث من كل ركن فيها بلا انقطاع. لقد برع المصريون فى هذا الفن، وشغفوا به حباً، حتى قيل إن القرآن نزل بالحجاز وقُرئ فى مصر!.

القرآن ليس مجرد كتابٍ مكتوب، وإنما هو ظاهرة صوتية. فن التلاوة هو سبيلٌ لاستنطاق الآيات، واستخراج «القوة العاطفية» الكامنة بين الحروف والكلمات، بالنغم والإيقاع، والتفخيم والترقيق، والقصر والمد. المُقرئون العِظام يبرعون فى تجسيد المعانى الظاهرة، ويجعلون المستمع أسيراً للكلمات بكل جوارحه لا بأذنِه فقط. ربما لهذا نُسب للرسول الكريم قوله «من لم يتغن به - أى القرآن- فليس منّا».

وبين يدى عددٌ نادر من مجلة نادرة، أظنها توقفت عن الصدور، اسمها «داليدا». العدد بتاريخ أكتوبر 2016 عن «التلاوة المصرية للقرآن الكريم». وفيه احتفاء كبير بهذا الفن، وذكر لسير أساطينه، من الشيخ رفعت إلى المنشاوى إلى محمد عُمران الذى خاصمته الشهرة برغم موهبته النادرة. فى العدد تحقيق مثير تحت عنوان «طريدات الجنة» عن مقرئات شهيرات فى النصف الأول من القرن العشرين. بعضهن، مثل «كريمة العدلية»، قرأت فى الإذاعة قبل أن يخيم ظلُ السلفية الثقيل بالتدريج على مصر منذ النصف الثانى من القرن العشرين، وإلى اليوم.

فى العدد الخاص موضوعٌ عجيب عن سميعة القرآن الذين تظهر أصواتهم فى بعض التسجيلات وقد بلغ بهم الانتشاء مبلغاً فتسمع أحدهم يقول فى حضرة الشيخ مصطفى إسماعيل: «يعنى وبعدين معاك يا شيخ مصطفى؟». بل إن الطرب لعب بدماغ أحدهم فصرخ بعد أن استمع للشيخ مصطفى وهو يتلو «ومريم ابنة عِمران»: «الله ينعل أبويا على أبواللى جابك»!.. وما كان من الشيخ العظيم إلا أن نهر بعض السميعة مرة بقوله: «إنتم قاعدين فين؟ إنتم قاعدين فى وكالة البلح؟».

سقى اللهُ زمان دولة المقرئين فى مصر.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من لم يتغنَ به ليس منّا من لم يتغنَ به ليس منّا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon