توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعد 25 عاماً على أوسلو: متى الطلاق؟

  مصر اليوم -

بعد 25 عاماً على أوسلو متى الطلاق

بقلم-جمال أبو الحسن

يمر هذا الشهر 25 عاماً على توقيع اتفاق أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية فى سبتمبر 1993. غاية الاتفاق كانت تحقيق انسحابات مرحلية من جانب إسرائيل، توطئة لإقامة دولة فلسطينية على الضفة الغربية وغزة. بعد ربع قرن، مازال هذا الهدف حلماً مراوغاً. بل إن الوضع تحول إلى كابوس حقيقى. الاستيطان تضاعف مرات منذ أوسلو. غزة صارت «إمارة» مستقلة تحت قيادة حماس. أمريكا اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل. العالم العربى انفجر فى سلسلة من الحروب الأهلية وحروب الوكالة والصراعات. الحماس العالمى لحل الدولتين تراجع. لا أحد يريد أن يسمع عن هذا النزاع المُزمن. لا أحد يؤمن حقاً بأنه قابلٌ للحل.

الإسرائيليون يقولون إن غاية ما يمكن فعله هو إدارة النزاع بصورة تمنع انفجاره. هم يكررون على مسامع العالم: انظروا لضحايا الحرب الأهلية السورية. بل انظروا إلى عدد اللاجئين السوريين الذى صار يفوق عدد اللاجئين الفلسطينيين. إن إسرائيل ليست مشكلة الشرق الأوسط. بل ربما تكون هى جزيرة الاستقرار الوحيدة وسط بحاره المضطربة!

ما الذى قاد إلى هذا الفشل الذى كلف الفلسطينيين والمنطقة الكثير من الطاقات المُهدرة والوقت الضائع؟ قرأتُ مؤخراً مقالاً عن ذكرى أوسلو لواحد من عتاة اليمين الأمريكى هو «دوجلاس فايث» الذى عمل نائباً لوزير الدفاع الأمريكى «رامسفيلد». جوهر المقال أن أوسلو لم تكن اتفاقاً ثنائياً حقيقياً يتضمن اعترافاً متبادلاً والتزاماً بالسلام. أوسلو كان فى حقيقته انسحاباً أحادياً إسرائيلياً من بعض مناطق الضفة وغزة. الانسحاب كان نابعاً من إدراك إسرائيلى بضرورة التخلى عن إدارة مناطق مكتظة بالسكان الفلسطينيين، والاكتفاء بالسيطرة الأمنية عليها. ما حدث هو أن قادة إسرائيل، كما يقول «فايث» فى مقاله، غلّفوا انسحابهم الأحادى بمظهر «اتفاق أوسلو» الذى أعطى الجميع أملاً خادعاً فى إمكانية تحقيق السلام.

هذه الرؤية اليمينية لها هدفٌ واحد هو ترسيخ الانطباع باستحالة تحقيق السلام مع الفلسطينيين. السبب، وفقاً لهذه الرؤية، هو أن الفلسطينيين لن يقدموا الحد الأدنى من التنازلات الضرورية التى تجعل هذا السلام ممكناً. هم عاجزون عن ذلك لأن قيادتهم تعوزها الشجاعة أو الرؤية.. أو الاثنان معاً!

فشل أوسلو عزز هذه الرؤية اليمينية. ليس فقط بين الإسرائيليين، وإنما فى الولايات المتحدة. التحديات التى يواجهها مشروع «دولتين لشعبين» – الذى يبدو الخيار العقلانى الوحيدة لإنجاز تسوية تاريخية مستدامة للنزاع العربى الإسرائيلى- ليست بخافية على أحد من المتابعين. على أن أهم هذه التحديات وأخطرها جميعاً هو «التوقيت». حل الدولتين يبدو اليوم كفكرة مضى وقتها، وذهب زمانها.

من المفارقات أن الإيمان والحماس- الدولى والإقليمى- لحل الدولتين تزايد، فى الوقت الذى تضاءلت فيه العناصر الموضوعية اللازمة لتحقيقه على الأرض. أهم هذه العناصر على الإطلاق إيمان الجمهور، على الجانبين، بأن هذا الحل يحقق طموحاتهما القومية وآمالهما فى المستقبل!

الجمهور الإسرائيلى صار مقتنعاً بأن «الوضع القائم» قابل للاستمرار إلى الأبد، وأن فى استمراره مصلحة تفوق مقامرة القفز إلى المجهول. الجمهور الفلسطينى، بدوره، صار أقل جاهزية لإقامة الدولة مما كان عليه قبل عقد. الانتفاضة الثانية مزقت أواصر المجتمع والسياسة الفلسطينية على أكثر من صعيد، أبرزها هذا الانقسام المشين- الذى يبدو غير قابل للحل- بين الضفة وغزة.

المفارقة هنا أن أطرافاً عربية صارت أكثر اقتناعاً اليوم بأهمية التسوية التاريخية القائمة على الدولتين، بل وأكثر استعداداً لاتخاذ مخاطرات- محسوبة بالطبع- فى هذا الاتجاه. هى مفارقة لأن أطراف القضية أنفسهم صاروا أكثر ابتعاداً عن هذا الحل وما يفرضه من تبعات. أطراف القضية غير قادرين على «خيار الطلاق».. بقاؤهما ملتصقين أهون عليهما من مخاطرة الانفصال!

كما أنه ليس هناك ما هو أكثر قوة من فكرة حان وقتها، فإنه ليس هناك ما هو أكثر تعاسة من فكرة مضى زمنها!

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد 25 عاماً على أوسلو متى الطلاق بعد 25 عاماً على أوسلو متى الطلاق



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon