بقلم - عبدالسميع الدردير
علي المسلمين.. وعرفت الورقة »القوة الأخلاقية» بأنها درجة الاستقامة التي عندما يصل إليها الفرد يكون قادرا علي إقناع الآخرين بتبني عقيدة أو نهج بعينه.
وقارنت الدراسة بين خطاب الرئيسين الأمريكيين بوش الابن أمام الأمم المتحدة ٢٠٠٦ بعدما دمر العراق والرئيس أوباما بجامعة القاهرة ٢٠٠٩.. كلاهما تحدثا عن أهمية حقوق الإنسان وتقرير المصير والديمقراطية في الدول الإسلامية واحترام أمريكا لتاريخ وتقاليد العالم الإسلامي.. إلا أن تفاعل المسلمين مع الخطابين جاء مختلفا حيث تمثل في محاولة لضرب بوش بالحذاء ومزيد من الاحترام لأوباما الذي ألقي خطابه في بداية فترته الرئاسية الأولي.
في المجال الرياضي، انعكست القوة الأخلاقية للاعب كرة القدم محمد صلاح الذي يلعب في ليفربول الإنجليزي علي المشجعين البريطانيين.. ورغم أنهم الأكثر عنصرية كرويا، بحسب شبكة »فير» FAکE اللندنية المتخصصة في دراسة التمييز العنصري المرتبط بكرة القدم، إلا أنهم غنوا لصلاح I’ll be Muslim too أو سوف أكون مسلما أيضا.
وقد تمكن صلاح بنفوذه »الأخلاقي» من التأثير علي مجتمع بأسره كما أصبح اليابانيون، الذين تشير معظم الاستطلاعات إلي أنهم الأكثر تأدبا في العالم، مصدر إلهام لشعوب الأرض.. ويفسر موقع »ترافيلر» السبب باستطلاع آخر يوضح أن ٦٥٪ من الأجانب الذين يزورون العاصمة طوكيو يقولون إن سكان المدينة سلوكهم جيد بينما ٢٤٪ فقط من أهل طوكيو يعتقدون ذلك.
ولنا في رسول الله صلي الله عليه وسلم الأسوة الحسنة فلم يكن فاحشا ولا متفحشا إنما كان طبعه اللين.. وقال تعالي في سورة آل عمران »ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك»، في دليل قاطع علي أن الإسلام لم ينتشر بالسيف إنما بالقوي الناعمة (ثقافية أو تكنولوجية أو اقتصادية أو غيرها). أما قوله تعالي في سورة الأنفال »وأعدوا لهم ما استطعتهم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم»، فالقوة هنا لا تستثني أي نوع من أنواع القوة بما فيها القوة الأخلاقية أو حتي »القوة الافتراضية» التي أصبحت تسيطر بها أمريكا علي معظم عقول الكوكب.. وفيما يتعلق بالقوة العسكرية (رباط الخيل) إنما يقتصر استخدامها علي الترهيب الذي يعني الردع وليس أكثر.
ومثل كل جميل يقبحه الضالون في العقيدة والاستقامة وضع مؤسسو »الإخوان المسلمين» الآية الكريمة في غير موضعها، بين سيفين، شعارا لهم لتفرخ للبشرية كلاب نار لا تكف عن النباح.. ألم يكن أجدي للإسلام والمسلمين أن يعودوا إلي رشدهم ويعدوا لهم علماء واقتصاديين ومثقفين ومتقنين لأعمالهم مثل »مو صلاح»؟؟