توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الطبيعة البشرية والعلم

  مصر اليوم -

الطبيعة البشرية والعلم

بقلم : محمد زهران

منذ أيام صدر كتاب بعنوان "The Law of Human Nature" أو "قوانين الطبيعة البشرية" للكاتب الأمريكي روبرت جرين (Robert Greene) الشهير بكتبه ذائعة الصيت عن الاستراتيجية وفنون الصراع والنفس البشرية وقد إكتسب خبرات جمة في بداية حياته حين عمل على حد قوله في ما يقارب الثمانون وظيفة ساعدته على معرفة ورؤية النفس البشرية في تصارعها وتعاملها مع الآخرين، أهمية هذا الكتاب وهو كتاب ضخم يقع في حوالي ستمائة صفحة من الحجم الكبير تأتي من ناحيتين: أولا تساعدك على معرفة نفسك ونقاط قوتك وضعفك وما تستطيع التغلب عليه وما يجب أن تتعايش معه وثانياً يساعدك أن تفهم الآخرين، في هذا المقال سنتحدث عن هاتين النقطتين من وجهة نظر شخص أكاديمي يعمل في البحث العلمي والتدريس وكيف يستفيد الأكاديمي من هذا كتاب كهذا.

 نعرف أن مسؤولية الأستاذ الجامعي تنقسم إلى ثلاثة أقسام: التدريس والبحث العلمي والخدمات الإدارية والعلمية مثل مجالس الأقسام ولجان تحكيم الأبحاث والرسائل العلمية، في كل واحدة من تلك المسؤوليات معرفة النفس البشرية وطبائعها تساعد جداً على إتقان المهمة.

التدريس يعتمد على تمكنك من مادتك العلمية وتوصيلها لطلاب متفاوتي المستوى ومتفاوتي الشخصيات والدوافع مع المحافظة على هدوء أعصابك والوصول إلى هدفك من تدريس المادة وهل هي مجرد أن يحصلوا على درجات مرتفعة أم أن يتعلموا لأن الهدفين للأسف يتابعدا كلما كان النظام التعليمي ضعيف.

يحتوي كتاب روبرت جرين على فصل للسيطرة على المشاعر والتي تجعل في كثير من الأحيان إتخاذ القرارات تتم بشكل عاطفي وليس عقلاني وهذا يساعدك جداً في التعامل مع الطلاب: مثلاً إذا كان هناك طالب يخاف من سؤال الأستاذ لأنه لا يثق بنفسه ويخشى أن يكون مصدراً للسخرية أو طالب عدواني، يجب أن تتعامل مع كل تلك الشخصيات  المتباينة بهدوء أعصاب وتتعامل بأسلوب يساعد الطلاب على التعلم، يوجد باب آخر في الكتاب بعنوان "النظر خلف أقنعة الناس" هذا يساعدك على معرفة شخصية الطالب، مثلاً هل هو عدواني لأنه لا يحب الدراسة ومجبر عليها أم هي وسيلة دفاعية لأنه يخاف من صعوبة المادة أو أي سبب آخر وكل سبب له طريقة تعامل، طبعاً الكتاب لا يتحدث عن الطلاب والحياة الأكاديمية ولكنه يجمع مادة ثرية عن طبيعة النفس البشرية وأي شخص يمكنه الاستفادة من هذه المعلومات في مجال عمله.

نأتي إلى البحث العلمي، كيف يمكن أن يساعد كتاب كهذا في البحث العلمي؟ أولاً نفس هذا الباب عن أقنعة الناس يمكن أن يكون مفيداً هنا، أنت كباحث في عقلك الكثير من الأسئلة العلمية التي تبحث عن إجابة وتصلح كي تكون رسائل ماجستير أو دكتوراه، ما لا نتعلمه بسهولة هو كيف نعطي المشكلة العلمية للطالب الصحيح، قد يكون عندك عدة طلاب كلهم مستواهم العلمي ممتاز لكن إذا أعطيت المشكلة للطالب الخطأ فستظلم الطالب ولن تصل إلى بحث جيد لأن كل مشكلة تتطلب شخصية معينة للتعامل معها فيجب أن تعرف شخصية الطالب لتعطي له المشكلة الملائمة له، القدرات العلمية شيء والشخصية شيء آخر لأن الشخصية تحدد كيف يتعامل كل شخص مع المشكلة التي تواجهه سواء مشكلة بحثية أو مشكلة حياتية وهنا يكون باب آخر من كتاب روبرت جرين بعنوان "معرفة مكامن القوة في شخصية الآخر" مفيداً.

في الأعمال الإدارية يتعامل الأستاذ الجامعي مع أساتذة آخرين ويعرض وجهة نظرة في مواضيع شتى في إجتماعات كثيرة مثل مجالس الأقسام، هناك باب في الكتاب قد يستخدم في الخير وقد يستخدم لغير ذلك وهو عن كيفية تقليل مقاومة الآخرين وباب آخر عن كيفية أن تجعل الآخرين يتبعونك.

طبعاً كل ما سبق كان عن التعامل مع الآخرين ولكن الكتاب يناقش أيضاً التعامل مع نفسك، فمثلاً هناك باب عن معرفة قدراتك أو معرفة مكامن العدوانية فيك والتحكم فيها.

كتاب روبرت جرين هو مثال فقط على نوعية من الكتب قد تظهر أنها غير ذات أهمية للباحث أو الأكاديمي ولكنها يمكن أن توظف في المجالات العلمية بكفاءة، ولا يسعني هنا إلا أن أنهي المقال بمقولة أستاذنا الكبير عباس محمود العقاد: "الجسم يغذيه ما يشتهيه فإقرأ ما تحب تستفد" ولكن أزيد على تلك المقولة أنك يمكن أن  تغير للأفضل "ما تحب" أي تتحكم في نوعية الكتب التي تقرأها ولكن تبرمج نفسك على حبها حتى تكون الاستفادة كاملة.

نقلا عن الشروق

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطبيعة البشرية والعلم الطبيعة البشرية والعلم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon