توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البحث العلمي والبيروقراطية

  مصر اليوم -

البحث العلمي والبيروقراطية

بقلم : محمد زهران

  تابعت منذ أيام مؤتمر البحث العلمي الذي عقد في مصر الأسبوع الماضي، الإحصاءات التي قدمها السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي مبشرة ولكن هناك نقطة هامة: أيا كان التخطيط السليم من أعلى فلن يؤتي ثماره إلا بالتخطيط من أسفل القاعدة الهرمية أيضاً ...دعني أشرح وجهة نظري.

في كثير من التحولات الاقتصادية يستفيد رجال الأعمال أولاً ولا يحس الفقراء بأثرها إلا بعد حين، هذا لا ينطبق على منظومة البحث العلمي فلا يوجد أغنياء وفقراء هنا ولكن يوجد باحثون وعوامل مساعدة (مثل الموظفون والقوانين المسيرة للعمل .. إلخ) ولكي يبدع هؤلاء الباحثين يجب تهيئة البيئة المناسبة لهم وقد تكلمنا في هذا الموضوع في عدة مقالات أو أجزاء من مقالات سابقة، اليوم أود أن أناقش التخطيط من أسفل القاعدة الهرمية، قمة الهرم هي السياسات العليا للبحث العلمي وقاعدة الهرم هي القاعد البيروقراطية المسيرة للعمل، مابين هذا وذاك يعمل الباحثون.

بعد المقال السابق البحث العلمي في مصر وبره جائتني رسالة من أستاذ جامعي فاضل وباحث متميزمن إحدى الجامعات الحكومية في مصر تحكي المصاعب التي تواجه الباحثين في مصر نتيجة للبيروقراطية، دعني أعرض عليك بعض ما وصلني.

القانون 89 للمناقصات وقواعد الاستيراد ينص على وجوب الحصول على 3 عروض لشراء أي جهاز بقيمة أغلى من 100 جنيه! أعتقد أن وجبة في أي مطعم حالياً تتكلف أكثر من ذلك.

لاستيراد أجهزة من الخارج لابد من الحصول على استمارة من وكلاء أو مركز صيانة في مصر، فماذا لو كان الجهاز حديثاً جداً ولا وكلاء له في مصر؟ وفي الأبحاث الحديثة لابد من أجهزة حديثة، قد تتسائل كيف إذا ستعمل على الجهاز أو تصلحه إن تعطل؟ هذه مشكلة الباحث هو من حصل على التمويل وهو من يرغب في عمل البحث فلنعطه فرصته.

أما في الجمارك فحدث ولاحرج: هل يفهم مأمور الجمارك مع (كل الإحترام له وإدراكنا لعمله في ظروف صعبة) في الأجهزة المعملية الحديثة؟ ماذا لو كان هناك باحث في مجال نادر ويحتاج جهاز في مجاله؟ لن تجد من يفهم في هذا الجهاز لا في الجمارك ولا في خارج الجمارك إلا هذا الباحث، فما الحل إذن؟ ماذا لو كان المستورد مواد لها تاريخ صلاحية يعد بالأسابيع أو الأشهر ولا يجب أن تنتظر في الجمرك مدة طويلة (حتى تؤخذ عينات للتحليل وإنتظار النتائج ... إلخ) وإلا إنتفى الغرض منها؟ إن أردت رأيي يجب إعفاء جميع الأجهزة المعملية والطبية من الجمارك لأنها هي ما نحتاجه لمستقبل مصر ودخولها واستخدامها أفضل من تعطيلها في الجمرك والمبلغ الذي سيحصَّل، وللدلالة على أهمية ذلك فقد حكى الأستاذ الجامعي الفاضل في رسالته تلك الواقعة:" إحدي المواد الكيميائية التي اشتريتها كانت حساسة للضوء (أي يتغير تركيبها الكيميائي عند تعرضها لضوء الشمس) وبدلا من أن يقوم مأمور الجمرك "المختص" بالكشف عليها في غرفة مظلمة، قام بالكشف الجمركي عليها في ضوء النهار بدون أي احتياطات مما أدي إلي تلفها بالكامل." ... وأيضا تلك الواقعة: "أحد الكيماويات التي قمت بشرائها حديثا من شركة ألمانية ظلت محجوزة بالجمارك لمدة ثلاثة أشهر حيث أصر مندوب الجمارك علي أخذ عينة منها لتحليلها وانتظار نتيجة التحليل رغم أن الشركة الألمانية أرفقت مع الشحنة التركيب الكيميائي لها بالكامل بالإضافة لإجراءات التخزين والأمان الخاصة بها كما أني أرفقت مع الشحنة إقرار رسمي من الجامعة بمحتوي هذه المادة وأنها ستستخدم لأغراض البحث العلمي داخل الجامعة. المشكلة أن المادة عمرها الافتراضي أقل من عام وأن يضيع من هذا العام ثلاثة أشهر في إجراءات لا فائدة منها فهذا يمثل إهدار للأموال وللوقت الذي هو في بعض الأحيان أثمن من المال."

من النظم البيروقراطية المعطلة للبحث العلمي نظام العهدة لحفظ الأجهزة والمستهلكات بالجامعات المصرية حيث ينص القانون على ألا يتم إنهاء إجراءات شراء أي جهاز إلا بعد أن يتم تسليمه لموظف يكون مسئولا عنه للحفاظ، هل هذا الموظف باحث؟ بالقطع لا هو موظف إداري، إذا هو لا يفهم في هذا الجهاز العلمي، أتفهم خوف هذا الموظف على نفسه من ضياع أو تلف العهدة فيتزمت في إجراءاته مما يعطل البحث العلمي، ماذا لو كان هذا الجهاز في عهدة الباحث نفسه؟ أليس هذا أفضل؟

أنا طبعاً أتفهم المخاوف الأمنية من دخول أجهزة أو مواد كيماوية ولكن هذه الأجهزة والمواد معروف مصدرها ومعروفة الجامعة أو المركز البحثي الذي ستوضع وتستخدم فيه.

أود أن أشكر الأستاذ الجامعي الفاضل والباحث المتميز على رسالته وعلى بيان ما يجب تحسينه حتى تتحسن العملية البحثية في مصر.

الأساتذة الجامعيون لهم كادر خاص في الحكومة فلما لا يكون لهم "كادر خاص في تسهيل الإجراءات البيروقراطية" لأن الباحثين من وجهة نظري "على راسهم ريشة" لأن على أكتاف العلم تقوم الدول.

نقلاً عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البحث العلمي والبيروقراطية البحث العلمي والبيروقراطية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon