توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الناتو العربى».. والأفول الأمريكى

  مصر اليوم -

«الناتو العربى» والأفول الأمريكى

بقلم ـ د. جمال زهران

تداول الكثير من المحللين والمروجين للمصطلحات والأفكار، مصطلحا جديدا هو: الناتو العربي. وحسبما نشر، فإن الناتو يشير إلى اختصار حلف دول شمال الأطلسي، وهو حلف عسكرى أنشئ عام 1949م، ويضم دول أوروبا وبعض الدول خارج أوروبا انضمت له حديثًا ومؤخرًا، فضلا عن الولايات المتحدة الأمريكية التى تمول الحلف بنسبة كبيرة، وكذلك كندا، حاول أن يخفضها الرئيس ترامب مؤخرًا وكاد يعصف بالحلف.

وقد استقر مصطلح حلف الناتو متداولاً فى وسائل الإعلام والمحللين.

كما أن الهدف الرئيسى عند إنشاء الحلف، هو مواجهة المد للقطب الشرقى (الاتحاد السوفيتي) بشكل مباشر أو غير مباشر، ولكن أداة الحلف هو الأداة العسكرية أساسًا.

وعندما يمرر المحللون السياسيون والعسكريون، ذات التوجهات الأمريكية دعمًا لسياسات ترامب وتوجهاته فى المنطقة، مصطلح الناتو العربي، فهم يقصدون تكوين حلف ذات طبيعة عسكرية من عدة دول عربية فى مواجهة هدف معين، أو عدو سياسى معين، تحفز الولايات المتحدة التوجه والحشد ضده.

وفى هذا المقام، فإن العدو السياسى الأول لترامب، الآن، هو دولة إيران، وبالتالي، فإنه يسعى إلى مواجهة عربية ضد إيران، فى إطار استمرار سياسات الفتنة السياسية (شيعة سُنة)، وتظل إسرائيل هى المهيمنة على المنطقة بالأصالة وبالوكالة، تنفيذًا للمشروع الأمريكى الصهيونى الاستعماري. وبالمتابعة لم يصدر أى تصريح رسمى من مصر ودول الخليج، تجاه هذا الحلف المسمى بالناتو العربي.

والسؤال هنا لماذا هذا الترويج فى هذا الوقت بالذات؟ وما هى أهدافه؟ فالترويج الأمريكى لهذا الحلف، عبر تصريحات رسمية وغير رسمية، الهدف منه إحراج الدول العربية، لمحاصرتها لعدم الرفض، أو إلزامها بالصمت فى ضوء ضغوط يمكن ممارستها على هذه الدول .

إلا أن الموقف المصرى الرسمي، وقد تكرر أكثر من مرة، يتضمن رفض الدخول فى مواجهات عسكرية، ومن ثم أستطيع أن أخلص إلى عدم قبول، أو موافقة مصر على هذا الحلف ذات الطبيعة العسكرية.

وقد يقول البعض إن مصر سبق أن دخلت فى تحالفات إقليمية، مثل التحالف العربى فى اليمن، والتحالف الدولى ضد الإرهاب. والرد على ذلك: أن مصر لم تتدخل عسكريًا فى اليمن (بريًا أو جويًا).

إلا أن مصر قبلت الاشتراك فى هذا التحالف، على خلفية حماية مصالحها فى باب المندب لعدم التأثير على حركة المرور والتجارة فى قناة السويس، وهى أهم شريان فى العالم، وتدر عائدًا اقتصاديًا يصل إلى (5) مليارات دولار فى السنة.

إذن لماذا تغامر مصر، بالدخول فى تحالف، يؤثر على أمنها القومى سلبًا؟ وقد يكون من مصلحة دول فى المنطقة تشكيل مثل هذا الحلف، وان كانت التصريحات الرسمية وغير الرسمية، لا تشير إلى تفضيل خيار الحرب فى المنطقة لآثارها الكارثية (نموذج الحرب العراقية الإيرانية التى استمرت (8) سنوات (1980 - 1988)، ونموذج الغزو العراقى للكويت ( 2 أغسطس 1990-16 يناير 1991م)، والغزو الأمريكى للعراق وتدميره (مارس 2003)، ومازالت لهذه الحروب آثارها المفزعة حتى الآن. حيث تخرج الولايات المتحدة وقد كسبت كل شيء، بينما يخرج العرب وقد حصدوا الصفر والدمار!.

إذن ما هى الأهداف الحقيقية من وراء ذلك الترويج الأمريكى لهذا الحلف؟ لعل الأهداف الحقيقية هي: إشغال العرب بصراع عربى إيراني، يلهيهم عن إسرائيل، لتظل إسرائيل هى المهيمنة والسعى نحو تدمير إيران، وإعاقة مشروعاتها النووية والعسكرية الاستراتيجية.

والسعى نحو تنفيذ صفقة القرن بالإجبار والقوة على جميع الأطراف العربية وإيران، بعد إضعافهم، لتظل إسرائيل هى القوة المهيمنة على المنطقة، وملء فراغ أو تعويض أمريكا عن انسحابها الدولي.

وتفادى دخول أمريكا فى حروب جديدة، وتكليف الوكلاء بالدخول لتحقيق مصالح أمريكية صهيونية، وتفادى بالتالى الأفول الأمريكى عالميًا. ولا يمكن تجاهل تصريح ترامب، بضرورة استعادة المليارات التى صرفتها فى الحروب السابقة.

وتفادى المبادرة الصهيونية بالقيام بالحرب على إيران، تفاديًا لتعاطف عربى وإسلامي، قد لا يحمد عقباه، وتظهر الحرب على أنها حلف سنى ضد دولة شيعية، أو حرب عربية إسلامية. وختامًا: ليس كل ما يروج له، يمكن تنفيذه، فالفشل نصيبه، ولعل فى حلف الناتو العربى أو صفقة القرن خير مثال، كما أن العصر الذى نعيشه الآن هو عصر الأفول الأمريكي، لمن يريد أن يعى ما يحدث.

نقلاً عن الأهرام القاهرية 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الناتو العربى» والأفول الأمريكى «الناتو العربى» والأفول الأمريكى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon