توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الثقافة وسعادة الإنسان

  مصر اليوم -

الثقافة وسعادة الإنسان

بقلم : أمينة شفيق

في خطاب السيد الرئيس الذي ألقاه بعد أدائه القسم الدستوري امام البرلمان جاءت عبارات التف حولها العديد منا لأنها استمرت مطالب أساسية لنا منذ سنوات. لذا لقيت ترحيبا منا وقبولا من داخلنا. وهنا أنتقي البعض منها لأستطيع التركيز. جاءت العبارة الاولي لتجمع بين التعليم والصحة والثقافة. وجاءت الثانية لتجمع بين الحرية والديمقراطية ثم جاءت الثالثة لتجمع بين «قبول الآخر» وخلق المساحات المشتركة. من وجهة نظري تركز العبارات الثلاث علي المواطن كإنسان يسعي للسعادة وعلي نوعية المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه ويساعده علي التطور.

والقيم الاساسية التي تتضمنها العبارات الثلاث لا تحتاج إلي قرار سياسي وإنما لتوجه عام. فإذا تجاوزنا منها التعليم والصحة فإننا لا نحتاج الي المال الذي قد يتصور البعض انه العنصر الاساسي في الممارسة. لأننا تعلمنا وعرفنا من المتابعة ان التنمية البشرية والانسانية تحتاج في المقام الاول الي تعبئة الجهد البشري الذي يتوافر في البشر عندما يقتنعون بأنهم يشاركون حقيقة في صياغة المستقبل الذي يتفقون عليه ويقتنعون به. وهو بالتحديد ما مارسناه في الثلاثين من يونيو عندما اجمعنا بلا توقيع لعقد مسجل، ان نخرج إلي الميادين سعداء نغني لنزيح حكم الجماعة الارهابية من علي سدة السلطة. وبالإضافة إلي ان هذه التعبئة البشرية الإيجابية تساعد علي تخفيض الانفاق العام علي تلك الانشطة التي يحتاجها كل من برامح تطوير التعليم ووضع نظام التأمين الصحي التي تساعد علي تحسين حياة البشر. فالمواطن هنا يمارس ويتابع برغبة حقيقية لأنه يعلم أنه المستفيد الأساسي، فيوفر الجهد والمال والوقت.

وإذا تناولنا الثقافة وقيم قبول الآخر والحرية والديمقراطية وخلق المساحات المشتركة فإنها قيم لا تحتاج منا أو من الدولة أي انفاق. كل الذي تحتاجه هو التوجه السياسي الذي يسمح بفتح الهياكل الموجودة امام الجميع. أي باللغة التي نتناولها يوميا، توسيع الساحة السياسية المصرية للتفاعل الفكري المجتمعي. وفي هذا الشأن لي عدة ملاحظات أراها مهمة:

اولا: ان الدولة المصرية تمتلك الهياكل العامة التي يمكن أن تسهم في توسيع مساحة الساحة السياسية والثقافية. فهي، أي الدولة، تملك شبكة كبيرة، تنتشر في المحافظات، من قصور الثقافة وساحات الشباب التي تستطيع استيعاب جميع الانشطة الثقافية التي تحتاجها مصر. وفي هذا المجال لا نحتاج إلي ذكر او حصر تلك الهياكل الأخري التي توجد في المراكز الحضرية ،سواء كانت في مقار المحافظات او الجامعات أو في الأحزاب. فالهياكل الحالية تكفي لأي كم من النشاط الاجتماعي العام سواء اتجه لتوسيع مساحة الشراكة المجتمعية او قبول الآخر او خلق المساحات المشتركة.

ثانيا: إننا لابد من الاعتراف بأن العاملين والمحيطين بالحلقة السياسية العليا ليسوا الوحيدين المؤهلين لقيادة الحوارات المجتمعية، وإنما لابد لهذه الحوارات ان تتجاوز هؤلاء لتتيح المساحة للمعارضة غير العنيفة. فالرأي الآخر إن لم يقل علنا فسوف يقال سرا وهو عكس ما هو مطلوب في مرحلتنا الحالية. فالسماع والاستماع للرأي الآخر هو من ضروريات مرحلة بناء الانسان. هذا الرأي المعارض الذي سوف يضيف بالإيجاب إلي النقاش ولن يأخذ منه سلبا. ويساعدنا علي اكتشاف افكارنا وتبادلها مما يؤثر علي تكويننا الفكري.

ثالثا: لابد من مشاركة التكوينات الحزبية الصغيرة في الحوار، خاصة تلك التكوينات الحزبية التي تشكلت دون ان نعرف عنها الا انها تجمعات أقرب الي تجمعات الاقارب أو تشكيلات الصداقات. سوف تساعدها المناقشات واللقاءات علي وضع أو تطوير برامجها السياسية لتتلاقي مع مشكلات الواقع وتعقيداتها.

رابعا: علينا الاعتراف بأن المعارضة ليست هي مجرد تشكيلات حزبية كبيرة او صغيرة. وإذا حاصرنا المعارضة في الاحزاب سيستمر الحوار قاصرا عن الاعتراف بالواقع. فجزء من الصفوة السياسية المصرية ومن يمكن ان نطلق عليهم عبارة المعارضين الفرديين الذين يتناثرون في مجموعات صغيرة غير حزبية يجب ألا يستمروا خارج دوائر الحوار المجتمعي بشكل عام. قد يوجدون في النقابات او في منظمات المجتمع المدني دون الانتماء لأي من هذه التجمعات ولكن يستمر لهم رأيهم الذي لابد من الاستماع اليه واعطائه المساحة دون قهره او ابعاده بأي الصور. فمنهم من له علمه الاقتصادي او السياسي او الاجتماعي او الثقافي الذي نريد ان نعلمه ونناقشه علنا نستفيد منه وعله يستفيد منا.

خامسا: إننا لابد ان نثق في قدرة المواطنين والمواطنات علي التمييز والفرز بين القوي الساعية لبناء الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة وبين تلك التي لا تتسع الا للفكر الماضوي الذي جربته الجماهير لعام كامل وخرجت منه بعد ان سلم سيناء كلها للإرهاب ،وحاول سلب العقل المصري من كل خطوات التقدم التي ناضل هذا الشعب لتحقيقها.

سادسا: ان نتحمل جميعا أيا من التجاوزات التي قد تظهر في مسارنا إلي بناء هذا المواطن الجديد الذي نريده ان يسهم في البناء. نريده ان يتيقن انه سيستفيد منه بقدر مساهمته هذه.

سابعا: نريده حوارا يستوعب كل البشر المصريين في كل الاقاليم المصرية بحيث لا يحاصر في العاصمة او في صفوف الصفوة السياسية او الثقافية.

هذه المشاركة العامة سترسم الابتسامة علي الوجوه وتدخل السعادة إلي القلوب.

في الختام اري من واجبي ان اركز علي احد المطالب المهمة الذي طالما أكده العديد من المهتمين والمتخصصين وهو الخاص بالتوجه، خلال الفترة الرئاسية الثانية للرئيس، نحو الزراعة والارض القديمة التي تستوعب نسبة 51% من الشعب المصري ولا تزال تسهم بنصيب في الناتج الاجمالي العام المتجه الي سلة الغذاء المصرية بجانب اسهامها في الصناعات الغذائية والنسجية. ونحن نقدر مدي اهتمام الدولة بالأرض الجديدة ،ولكن هذا لا يعني عدم التوجه الي حيث الارض القديمة والفلاح المصري.

نقلا عن الآهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثقافة وسعادة الإنسان الثقافة وسعادة الإنسان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon