توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تنشيط الساحة السياسية المصرية

  مصر اليوم -

تنشيط الساحة السياسية المصرية

بقلم : أمينة شفيق

 أثارت الانتخابات الرئاسية الأخيرة موضوع ضعف الساحة الحزبية والسياسية المصرية بحيث افتقدت المنافسة السياسية الحقيقية. فى المرحلة الحالية، قد أقبل هذا الوضع الاستثنائى لأنى أرى مصر فى مرحلة انتقال عامة قد نقبل فيها أوضاعا استثنائية. وهى مرحلة قد تطول أو تقصر بناء على الفهم والجهد العام المبذول لها. وبناء على رأيى هذا، فإنى قد تعاملت مع هذه «المعركة» على أساس انها ليست بين مرشحين اثنين او بين برنامجين سياسيين اثنين وانما كانت بين قوى تسعى لإفشال او تعطيل أو إعاقة عملية الانتقال هذه وبين قوى أخري، وأنا منها، تسعى لاستكمال مرحلة تحول مصر إلى دولة وطنية ديمقراطية مدنية حديثة، بكل الصعوبات الداخلية الخارجية التى تواجهها. كما أرى أننا فى مرحلة لا تحمل الصفة «الديمقراطية» بقدر ما تحمل فى تفاصيلها صراعا ديمقراطيا قد لا تتضح ملامحه كثيرا لضعف ووهن الساحة الحزبية والسياسية المصرية. لذلك كنت من انصار التوجه إلى صناديق التصويت، وأمام الصندوق على كل انسان أن يتبع ضميره الحر دون تدخل او اختراق، فى اختياراته.

بعد إعلان النتيجة، وربما قبل الانتخابات ذاتها تحدث وكتب الكثيرون منبهين إلى انتخابات عام 2022 وأهمية أن تجرى فى اطار ليبرالى وديمقراطى اكثر رحابة يتقدم فيها أكثر من مرشح بأكثر من برنامج سياسى وبالتالى يعبر عن ساحة سياسية أكثر تقدما من ناحية حيويتها وتفاعلاتها. وهو مطلب معقول ومقبول بل شديد الأهمية بالنسبة لتطور مصر. كما أنه مطلب مطروح ليس فقط أمام الدولة وأجهزتها وإنما امام تلك الصفوة السياسية التى تطرح نفسها فى 104 أحزاب سياسية لا يمثل معظمها التركيبة الاجتماعية والسياسية للشعب المصري. فنحن لا نعلم على سبيل التحديد أى من هذه الأحزاب الجديدة من تمثل طبقة صغار الفلاحين او كبارهم ومن منها يمثل طموحات طبقة المستثمرين فى الصناعة او التجارة او الخدمات. فنحن لا نعرف أى من الأحزاب يمثل أى من الطبقات أو شرائحها الاجتماعية والاقتصادية. لذلك نتساءل ماذا تعمل هذه الاحزاب؟

ولكن فى ذات الوقت لا أوافق على تدخل الحكومة وأجهزتها فى تنظيم هذه الساحة الحزبية العشوائية ولكن ينحصر مطلبى فى ضرورة أن ترفع الدولة يدها وتكف من سياساتها القديمة بغض النظر عن كم الجهد الواجب بذله فى ضم الصفوف وتحديد هويتها الاجتماعية وتمثيلها للشرائح المصرية. فالأحزاب، مهما قيل عن التغيرات الاجتماعية التى ادخلتها التقنية الجديدة وبعض النظر عن التغيرات التى أحدثتها التطورات الهيكلية للرأسمالية، تستمر الأحزاب تعبيرا اجتماعيا واقتصاديا تطرح برامج سياسية تعبر عن من تعبر عنهم اجتماعيا وتسعى سلميا للوصول إلى السلطة فى اطار صراع سياسى يعترف بقواعده الجميع، فى السلطة أو خارجها.

والمثير، أن فى هذه الاوقات التى نعبر فيها عن مخاوفنا بجانب أمنياتنا الخاصة بانتخابات عام 2020، فى هذا الوقت بالتحديد، تطرح آراء تطالب بأهمية مد يد التصالح مع شباب الاخوان غير المتورطين فى عمليات حمل السلاح والذين، من وجهة نظر اصحاب هذا الرأي، يمثلون قوة دفع جديدة لتنشيط اللحمة السياسية العامة. هذا رأيهم الخاص بتنشيط الساحة السياسية بحيث تتقدم الحالة الديمقراطية فى مصر. وفى واقع الأمر اننا لابد أولا من الوصول إلى ما نريده من الديمقراطية فى مصر. كما أننا لابد من الاتفاق على ما نعنيه بعبارة «الليبرالية». بالإضافة إلى أننا فى حاجة الى الوصول إلى اتفاق إلى تعريف الساحة السياسية المصرية. نريد تعريفا لا يخرج من صفوف تلك الصفوة السياسية التى تدير 104 أحزاب سياسية كما أننا لا نريده من الدولة وأجهزتها. نريد تعريفا مجتمعيا عاما يشارك فيه هؤلاء الذين سيسهمون فى بناء تلك الدولة الحديثة.

نريد كل ذلك لأن هذا الوطن ليس ملكا للصفوة أو للدولة أو لشباب الجماعة الذين شاركوا، بمنهاج فاشى أحسسنا به وشاهدناه بعيوننا، فى الحرق والتدمير وقتل الابرياء من فوق أسطح المنازل بجانب الكذب السياسى المستمر. هذا الوطن هو ملك أصيل لأناس يعيشون على طول بر مصر ويسعون ويجاهدون ويناضلون منذ زمان بعيد ليكون لهم صوتهم المسموع المحترم من الجميع. لا يسعون لإعلان هذا الصوت كأفراد، فهذه ليست الديمقراطية أو الليبرالية، وإنما يريدون إعلان صوتهم من خلال العمل الجماعى المنظم فى نقابات واتحادات وجمعيات وتعاونيات. وأظن أن هذه هى «الديمقراطية» التى يرى البعض منا جزءا منها وهى الأحزاب ويتغافل عن جزء مهم آخر وهو المنظمات الديمقراطية المتنوعة. لأن هذا الجزء الآخر يشكل مكونا مهما فى المشاركة وهو الذى يساعد المواطنين، كل المواطنين، على أن يرفعوا رأيهم بصوت جهورى ليقولوا «لا» او يقولوا «نعم». حينذاك يستقيم البناء الديمقراطى ويرتفع. وحينذاك يخاف المغامر والإرهابى والخائن والفاسد والبيروقراطي. يخاف كل هؤلاء من «الناس» وليس من الصفوة أو من أجهزة الدولة.

نحن لسنا ضد تنشيط الساحة السياسية. هذا مهم جدا. ولكننا مع التطوير الديمقراطى الشامل الذى يمس الساحة السياسية ومعها تلك الخلايا التى تنشط فى مساحة الفضاء الاجتماعى الفاصل بين نهايات الأسرة وبدايات الحكومة أى مع تنشيط كل التنظيمات الديمقراطية التى ينتظم فيها البشر بحريتهم للدفاع عن مصالحهم اليومية. نقف مع حريتها واستقلاليتها وديمقراطيتها. وهو مسار ديمقراطى طويل وصعب ولكن فى النهاية المسار المطلوب.

وللجميع، للأجهزة وللصفوة ولهؤلاء أصحاب الاجندات الخاصة والقافزين بالباراشوت الفكري، نردد دائما أن هذه التشكيلات الديمقراطية التى تضم البشر حول مصالحهم اليومية هى الخلايا التى تضمن للوطن حيويته ومناعته السياسية. والأحزاب واحدة فقط من هذه التشكيلات.

نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تنشيط الساحة السياسية المصرية تنشيط الساحة السياسية المصرية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon