توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«مسك للإعلام»... إبداع ومصداقية

  مصر اليوم -

«مسك للإعلام» إبداع ومصداقية

بقلم : إميل أمين

درج المؤرخون في زمن الإمبراطورية الرومانية على القول: إن من يعطي الخبز يعطي الشريعة. وقد كان هذا ديدن الأباطرة الرومان لقرون طويلة، غير أنه في زمننا الحالي، بات مَن يقدم الإعلام للناس هو صانع الحقيقة أو الزيف، كيفما شاء له. ومن هنا جاء تعبير آخر مكمل للأول وهو أن وسائل الإعلام تستطيع أن تصنع صيفاً أو شتاءً متى رغبت، وخريفاً أو ربيعاً كيفما شاءت.

حين ينطلق «منتدى مسك للإعلام» تحت شعار «التشجيع على الإبداع»، فإنه في واقع الحال يتلمس قضية شديدة الأهمية، فقد تجاوز عصرنا وسائل الإعلام في ثوبها القديم، لكن السؤال: مَن صاحب القدرة على تقويم ما قد يعوجّ في مسيرة الفرد المتاحة له عبر تلك الآليات الجديدة من وسائط الاتصال الاجتماعي، والقادرة من دون أدنى شك على خلق عالم جديد، عالم رقمي، وما ورائي، لكنه فاعل ومؤثر في مساقات الحياة اليومية؟

لا تنفع هنا مسائل الرقابة التقليدية، وحتى الأمن السيبراني يمكنه أن يتعرض للاختراقات، ولهذا فإن أنفع وأرفع الطرق هي خلق مقدرة على التمييز بين الغث والثمين، لتبقى الضمائر البشرية هي وحدها القادرة على الفرز والتمييز، وعزل الخبيث.

أحسنَ القائمون على «مسك» ومنتداها الإعلامي في اختيار الموضوع، سيما وأنه متصل اتصالاً جوهرياً بنشر الوعي الأخلاقي بوسائل الإعلام وما صاحبها من تطورات على جميع الأصعدة. وقد عانى الشرق الأوسط من أصحاب العملة الإعلامية «الأبوكريفية» المنحولة طوال السنوات الماضية، ولا تزال هناك رايات فاقعة وأصوات زاعقة لفريق من محترفي تزييف الإعلام، والدس غير البريء، وكتائب الشر المجاني في إعلامنا العربي.

هل معنى ذلك أن المحتوى الإعلامي الحديث مسألة كارثية لا قِبَل لنا بالتعاطي معها في الحال أو الاستقبال؟

بالقطع لا يمكن أن يكون هذا هو مثار أو مسار التفكير، بل كيفية تسخير تلك الوسائط لخدمة إعلام الحقيقة، نميل معها حيث تميل، ونجعل ظل رايتها شعارنا، كما ضمن هذا المعنى أحد الشعراء من قبل.

ولعل الذين قُدِّر لهم متابعة أعمال «منتدى مسك»، قد وقر لديهم أهمية الدور الذي باتت تلعبه الابتكارات الإعلامية الجديدة في صناعة مجتمعات ما بعد الحداثة، تلك المتجاوزة للحدود الجغرافية من جهة، وللقيود اللغوية أو العرقية من ناحية ثانية، إنه عالم القرية الكونية الصغيرة التي حدَّثَنَا عنها عالم الاجتماع الكندي الأشهر مارشال ماكلوهان في ستينات القرن الماضي.

المطلوب إذن بالنسبة إلى الشباب السعودي خاصة والعربي عامة، تعظيم مسألة بناء مهارات التعامل الإنساني الواعي والمبادر إلى تلك الآليات الحديثة، لتحقيق نقلة فكرية واقتصادية، إعلامية واجتماعية، من خلال تشجيع تبادل الأفكار الإبداعية الجديدة مع الآخر، سواء كان في الداخل الوطني، أو من حولنا في الإقليم، ويمتد الأمر إلى ما وراء البحار.

يُحسب لـ«منتدى مسك للإعلام» الذي جرت وقائعه الأيام الفائتة في الرياض، قفزه على إشكالية التنظير التقليدي للقضايا، إذ فتح آفاقاً عريضة لبحث معمق، موضوعي ومفيد، وبشكل براغماتي مستنير، إن جاز القول، وذلك عبر تنوع فعالياته ما بين ورش العمل، والحلقات الحوارية، عطفاً على جلسات النقاش، أما عن تنوع المحدثين فقد كان فائقاً للتوقعات من خلال رموز سعودية وعربية، قدمت لشباب «مسك» خلاصات لها وزنها وأهميتها عبر مساقات السياسة والإعلام، والأمن والاستخبارات، وجميعها تتقاطع ولا شك مع طبيعة المحتويات المقدمة من تلك الوسائل الإلكترونية الحديثة.

لا تتوقف الحاجة إلى وسائل الإعلام، ووسائطها الجديدة عند حدود الأفراد أو الجمعيات الأهلية، بل باتت ولا شك فرصة ذهبية للحكومات في التفاعل الناجع مع المواطنين، لا سيما أن مقدرتها تتعاظم يوماً تلو الآخر، في إطار قدرتها على خلق رأي عام أول الأمر يمكن أن يزخم قضايا بعينها، أو يثير شقاقات من حول أخرى، وتالياً يمكنه قيادة الرأي العام وتوجيه الناس في عصر سماه المفكر الكبير الراحل الدكتور جلال أمين «عصر الجماهير الغفيرة»، فما يمكن لتدوينة واحدة على «تويتر» أن تصنعه الآن يفوق مقدرة وسائل إعلام القارات الست قبل الحرب العالمية الثانية مجتمعة، ولهذا رأينا ولا نزال رئيس أقوى دولة في العالم، الولايات المتحدة الأميركية، يقود إعلامه الرسمي عبر موقعه على «تويتر»، ويتابع العالم بشغف بالغ صباح كل يوم ما يكتبه ترمب.

الإبداع الذي تنشده «مسك» طريق مؤكد لتحقيق إضافات حقيقية ضمن رؤى وخطط المملكة لـ2030 التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فهو يخلق طريق الابتكار، ويتجاوز الأفكار المقولبة أو الآليات المعلبة، ويفتح الأعين على العالم القادم، حيث البقاء للأذكى، وليس للأقوى فقط، كما أشار تشارلز دارون من قبل.

يوماً تلو الآخر تثبت «مسك الخير» عبر أذرعها المتعددة أنها قيمة مضافة داخل المملكة، وفي خارجها حيث العالم العربي في حاجة إلى رؤى تقدمية في مجال الإعلام، رؤى تفتح الآفاق للتعامل مع الآخر دون خجل أو وجل، ومن غير أي شعور بالدونية أو صغر الذات، فما لدينا من موروثات حضارية وخبرات إنسانية جدير به أن يصل إلى العالم الخارجي، من خلال إعلام رقمي يقوم عليه خيرة الشباب القابضين على جمر الحقيقة بالحق، والمفندين لزيف المزيفين بالعدل.

«منتدى مسك للإعلام» توظيف خلاق لبناء الحقيقة الإعلامية في مواجهة الفوضى... وخطوة من أجل بناء الإنسان الذي هو القضية وهو الحل.

نقلً عن الشرق الاوسط اللندنيه

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«مسك للإعلام» إبداع ومصداقية «مسك للإعلام» إبداع ومصداقية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon