توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مروان و«الملاك الزائف»

  مصر اليوم -

مروان و«الملاك الزائف»

بقلم : بكر عويضة

مفهوم أن كل شخصية تتصدى للعمل العام تفقد إمكانية التحكم في ضبط ما يُكتب، أو يذاع، أو يُنشر، أو حتى يُشاع همساً بين الناس، فيما يخص شأن الجانب الأوسع من خصوصياتها. لكن ما يصعب أن يُفهم، أحياناً، هو تعمّد نبش القبور، بقصد تجريح شخصية عامة وتشويه صورتها على نحو يبدو كأنه اغتيال لها حتى بعد مماتها. الأرجح أن يصح هذا القول في شأن فيلم مثير للجدل يعرض سيرة حياة أشرف مروان، صهر جمال عبد الناصر، الزعيم الأكثر شعبية في العالم العربي منذ منتصف خمسينات، وطوال ستينات القرن الماضي، خصوصاً على صعيد المواجهة العربية - الإسرائيلية، حتى وفاته نهار 28 - 9 - 1970 بعد يوم من جهد مضنٍ لوقف أنهار الدم الأردني - الفلسطيني في عمان.

مضمون الفيلم، الذي يحمل عنوان «الملاك»، ويجري إطلاقه رسمياً في الرابع عشر من الشهر المقبل، يريد، وفق ما يتضح مما نُشر عنه في غير موقع إخباري، توصيل رسالة للمشاهدين مؤداها أن أشرف مروان هو أهم جاسوس عمل لصالح إسرائيل خلال القرن العشرين.

يس من المبالغة القول إن هذا المضمون هو نوع من الافتراء، ومن ثم فإن هذا «الملاك» الذي يُراد به تصوير أشرف مروان هو «ملاك زائف» ويرقى لدرجة محاولة اغتيال سمعة الرجل في قبره، بعدما تعذّر الإثبات، بالدليل القاطع، تورط جهاز «الموساد» في الدفع به من الطابق الخامس في البناية التي كان يسكنها نهار 27 - 6 - 2007، ثم محاولة ترويج قصة إقدامه على «الانتحار»، إذ بعد ثلاث سنوات على مصرعه المأساوي، انتهت محكمة التحقيق العليا في بريطانيا يوم 14 - 7 - 2010 إلى إصدار حكم أدرج وفاة أشرف مروان في قائمة الوفيات غير معروفة الأسباب، وهو ما وجد القبول، يومها، من جانب حرمه، السيدة منى، لمجرد أن الحكم استبعد فرضية «الانتحار»، مع ملاحظة أنها اتهمت في تصريح لصحيفة «الأوبزيرفر» (عدد 11 - 7 - 2010) جهاز «الموساد» الإسرائيلي باغتيال زوجها، استناداً إلى بوح أشرف لها أن حياته مستهدفة.

واضح أن الفيلم يتناول من منظور إسرائيلي حياة شخصية عربية غير عادية، ارتبطت بصلة مصاهرة متميزة، فأتاحت لها تولي مواقع بالغة الحساسية. يدعم هكذا افتراض أن سيناريو الفيلم، وفقاً لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، يستند إلى كتاب وضعه يوري بار جوزيف، الأكاديمي والكاتب الإسرائيلي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا، ونُشر بالعبرية أولاً تحت عنوان «الملاك: أشرف مروان»، ثم صدر مترجماً للإنجليزية بعنوان «الملاك: الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل». كما ترون، كلها عناوين تتعمد توريط الرجل في أمر ليس سهلاً، ولا ممكناً، للعقل أن يقبل به. التعامل المصري، رسمياً، إزاء مصرع أشرف مروان الغامض، شدد على رفض أي مزاعم إسرائيلية بشأن التجسس لصالح تل أبيب. تشييع الجنازة اتسم بحضور رسمي وبمستوى عالٍ لافت. الرئيس حسني مبارك أكد أن أشرف مروان مارس أدواراً وطنية مهمة، لكنه نفى أنه تجسس لصالح أي طرف. مع ذلك، راجت في الوقت ذاته مزاعم ادعت أن الرجل أدى دور «العميل المزدوج» بمعرفة الأجهزة المعنية في القاهرة، ولصالحها، وأنه نجح في تضليل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عشية حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، إن صحت هكذا ادعاءات، فليس من الصعب تصوّر احتمال الانتقام البشع من قبل الطرف المُضلل.

أياً كانت حقيقة الأمر، سواء فيما يخص أشرف مروان أو غيره ممن تشبه خاتمته خواتيمهم، أو نهاياتهن، يبقى دائماً لكل نهاية لفّها الغموض بعدها المأساوي. تغوص في أعماق ملفات حروب تجسس الدول على بعضها البعض، قصص نهايات بقدر ما سوف يظل غموضها محيّراً للمؤرخين، ولكل باحث عن الحقائق، قدر ما سيبقى الغموض ذاته مؤلماً لذوي العلاقة مع أصحاب تلك النهايات المفجعة. أما الأمر المؤكد فخلاصته أن اسم أشرف مروان أُضيف، يوم مصرعه المريب، إلى قائمة أغلب الظن أنها لن تتوقف أبداً عن استقبال أسماء جديدة.

نقلًا عن الشرق الآوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مروان و«الملاك الزائف» مروان و«الملاك الزائف»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon